اعتبر أن قطع المياه «نصرة» للمدينة ما هو إلا «حجة»…أبو القاسم: «أحرار الشام» خرقت هدنة الزبداني لعدم قبولها بانسحاب كل المسلحين

كشف الأمين العام لحزب التضامن محمد أبو القاسم، أن حركة أحرار الشام الإسلامية «خرقت» أمس «الهدنة» التي تم الاتفاق عليها بشأن مدينة الزبداني، لعدم التزامها بالقبول بانسحاب جميع المسلحين من المدينة، واعتبر أن قطع المسلحين في وادي بردى للمياه عن مدينة دمشق «نصرة» للزبداني «ليس صحيحا».
وفي تصريح لـ«الوطن»، قال أبو القاسم الذي تقدم بالمبادرة لإنهاء أزمة الزبداني: «الهدنة خرقت من «حركة أحرار الشام الإسلامية».
ويوم الأربعاء الماضي، أعلن أبو القاسم في تصريح لـ«الوطن» عن بدء تنفيذ اتفاق هدنة في الزبداني منذ الساعة السادسة صباحاً بوقف إطلاق النار لمدة 48 ساعة ومن ثم تم تمديدها 24 ساعة إضافية، ليتم خلال 72 ساعة تنفيذ كل بنود الاتفاق، ومن ضمنها وقف قصف المجموعات المسلحة لبلدتي الفوعة وكفريا وفك الحصار عنهما.
وذكر حينها: إن «البند الأول من المبادرة يجري تنفيذه وهو وقف إطلاق النار والبندين الثاني والثالث يتضمنان أمور التسوية ومن ضمنها ترتيبات البقاء أو الخروج (بالنسبة للمسلحين من المنطقة)، أما البند الرابع فهو عبارة عن تفويض الأمين العام لحزب التضامن بالوساطة ومتابعة هذا الاتفاق مع النظام»، معربا عن عدم تفاؤله بإمكانية تنفيذ كامل الاتفاق حتى النهاية.
وأوضح أبو القاسم، «إن الاتفاق تم بين الجناح السياسي لـ«حركة أحرار الشام الإسلامية» والجانب الإيراني خلال مفاوضاتهم بتركيا، وتم إبلاغ الدولة السورية به، وتم إبلاغي به كوسيط وحامل مبادرة بين مسلحي الزبداني والدولة السورية».
وفي تصريحه أمس، قال أبو القاسم: «المفاوضات جرت بطلب من الحركة وعلى أساس خروج المسلحين، والسلطة سارت في المفاوضات على أساس خروج جميع المسلحين وأعطت المجال للهدنة بناء على ذلك، ويبدو أن أحرار الشام ليس لديها الاستعداد للقبول بهذا الأمر».
وأوضح أبو القاسم، أن المفاوضات فشلت في الساعة الثانية من فجر السبت، وتم خرق الهدنة في الساعة الثامنة صباحاً من اليوم ذاته بقصف بلدة الفوعة في ريف إدلب ما أدى إلى استشهاد شخصين من البلدة، الأمر الذي ردت عليه السلطة بقصف مدينة الزبداني».
وفي «إقرار» لهم، طالب «المجلس المحلي في مدينة الزبداني» والكتائب المقاتلة والهيئة الطبية ووجهاء المنطقة أحرار الشام، «إنهاء الأزمة في الزبداني على أي حال».
وقالت تلك الجهات في «الإقرار» الذي نشر على صفحات في موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»: إننا «نقر بقبولنا أي حل حتى لو تضمن خروجنا من المنطقة»، مضيفة: «نحن بدورنا نثمن نصيحة الحركة لنا في البقاء في المنطقة والصبر على ذلك، إلا أن ظروفنا هي أكبر من احتمالنا وتقتضي علينا القبول بأي حل».
ووقع على «الإقرار»، متزعم ما يسمى «كتائب حمزة بن عبد المطلب» محمد عدنان زيتون، ومتزعم «لواء الفرسان» عبد الرحمن علي عامر، وعن «الهيئة الطبية في الزبداني» عامر برهان. وتم مهر «الإقرار» بخاتم «المجلس المحلي لمدينة الزبداني» ووقعه رئيس المجلس محمد علي الدرساني.
في المقابل، ادعى المسؤول عن الإعلام العسكري في أحرار الشام المدعو اليزيد تفتناز، أن السبب وراء إخفاق المفاوضات يعود إلى «إصرار إيران على تهجير الأهالي المدنيين من مدينة الزبداني ومحيطها، الأمر الذي قوبل برفض نهائي من الحركة المفوضة من المعارضة في الزبداني بتمثيلهم في المفاوضات» على ما نقلت عنه وكالة «الأناضول» التركية للأنباء.
من جهة ثانية، أعلنت المجموعات المسلحة في وادي بردى يوم الجمعة، عن قطع مياه نبع «الفيجة» عن مدينة دمشق وريفها وذلك للضغط على السلطة والمقاومة اللبنانية لـ«وقف الهجمة الشرسة على مدينة الزبداني».
واعتبر أبو القاسم، أن إعلان المجموعات المسلحة قطع المياه عن دمشق «نصرة» للزبداني ليس صحيحاً، وقال «الدولة تريد إنهاء الأزمة سياسيا في وادي بردى.. وإعلان المسلحين عن معارك في داريا وغيرها وقطع المياه.. ليس نصرة للزبداني وما هو إلا حجة.. وجاء بعد إخفاق المفاوضات بين هؤلاء المسلحين في وادي بردى والسلطة للإفراج عن معتقلين ومعتقلات من تلك المنطقة.. وقضية نصرة الزبداني حجة»، مشيراً إلى أنه تجري حالياً مفاوضات لإعادة فتح المياه، وعلى أمل أيضاً إنهاء أزمة الزبداني سياسياً على أساس مبادرة حزب التضامن.