رياضة

هل كان الحظ وسوء الطالع سبباً لخسارات المنتخبات العربية في الجولة الأولى؟

| مهند الحسني

لم يكن أشد المتشائمين بالمنتخبات العربية المشاركة في مونديال روسيا 2018 يتوقع أن تظهر بهذه الصورة المتواضعة من حيث النتائج على أقل تقدير، رغم أن المقدمات التي سبقت انطلاقة العرس العالمي رجحت نصف هذه المنتخبات لتسجيل حضور طيب، وتحقيق نتائج جيدة، لكن ما حصل لم يكن يخطر ببال أحد، فالخسارات المؤلمة في نهاية اللقاءات كانت علامة بارزة باستثناء الخسارة السعودية التي كانت الأثقل إيلاماً.

غير متوقعة
بدأ المنتخب المصري مشاركته في كأس العالم بمواجهة أوروغواي، في مباراة ظهر فيها المصريون بمستوى مقبول، ومتوازن وخاصة في الشوط الأول، لكن الهزيمة جاءت كالصاعقة على الجماهير المصرية، وخاصة أنها في الوقت القاتل من المباراة من ضربة ثابتة، كالعادة، وهي النقطة التي أخفق هيكتور كوبر مدرب مصر في إصلاحها على الرغم من أنها المشكلة الأبرز في الدفاع المصري وأبرز نقاط الضعف منذ بداية تحضيراته، ليخسر نقطة كانت كفيلة في فرض حظوظه بقوة في التأهل للدور الثاني.
المنتخب المصري لم يقدم ما يشفع له للفوز بالمباراة، بعدما ظهر شبه عاجز في الحالة الهجومية، لاعبو الفراعنة بدوا في حالة ارتباك حال امتلاك الكرة في منتصف ملعب الخصم وهو الأمر الذي لم يتكرر كثيراً، لكنه لم يكن جديداً أو مفاجئاً خاصة.
نيران صديقة
تلقى المغرب هزيمة غير متوقعة أمام إيران بعد هدف جاء بنيران صديقة وبالوقت القاتل،
سيناريو منتخب المغرب كان مغايراً للمنتخب المصري تماماً، حيث السيطرة الكاملة على أحداث المباراة أمام إيران، منذ الدقيقة الأولى، لكن سوء الحظ، والتسرع وقفا عائقاً أمام تحقيق الفوز الأول، إضافة إلى القراءة الخاطئة للمدرب هيرفي رينار الذي يتحمل جزءاً من الهزيمة، لكن لم يكن ليذكره أحد في حال سجل عزيز بوهدوز الكرة في شباك الخصم، وليس في شباك فريقه في آخر لحظات المباراة! ولذلك يعتبر المنتخب المغربي هو الاستثناء من المنتخبات العربية في الجولة الأولى.

خسارة مستحقة
على الرغم من أن المباراة أمام المنتخب الإنكليزي كادت تنتهي مبكراً وبنتيجةٍ كبيرةٍ، لولا تألق التونسي معز حسن الذي قام بتصديات مذهلة على الرغم من تلقيه هدفاً قبل خروجه من المباراة للإصابة، إلا أن النتيجة ظلت على واقع التعادل بهدف لكلٍ منهما حتى آخر اللحظات، لكن كسابقها من مباريات المنتخبات العربية، يضغط الطرف الآخر لإدراك هدف الفوز، يغفل مدافعو تونس عن رقابة مهاجم الخصم، فما بالك أن يكون مهاجم الخصم هو هاري كين! السيناريو معروف لدى الجميع بالتأكيد.

خلاصة
باستثناء المنتخب المغربي فإن المنتخبات العربية جميعاً استحقت الهزيمة، وفاز الطرف الأفضل في المباراة قياساً بما قدمه كل فريق، لكن يبقى الشاهد بين مصر والمغرب وتونس هو تلقي الهدف في آخر لحظات المباراة، وبالطريقة نفسها، كرة ثابتة، ضربة رأسية، غفلة من المدافعين، حتى المنتخب السعودي الذي خسر بخماسية نظيفة تلقى هدفين بعد الدقيقة الأخيرة، ومنطقياً فإن ذلك ليس من سوء الحظ الذي ما زال تتمسك به المنتخبات العربية، لكن يبدو أن اللاعب العربي لا يعرف شيئاً من الاحتراف الحقيقي، ولا يبالي بما يلي الدقيقة تسعين.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن