إرهابيو الجنوب أعلنوا «النفير العام» لصده.. وإغداق بـ«تاو» المتطور عليهم عبر الأردن تخوفاً من سحقهم … تسارع تقدم الجيش على محور اللجاة
| الوطن – وكالات
في وقت من المرتقب الإعلان رسمياً عن بدء معركة تحرير الجنوب من الإرهابيين، حقق الجيش العربي السوري أمس، تقدماً واسعاً على محور اللجاة بريف درعا الشمالي الشرقي، على حين أعلن الإرهابيون حالة النفير العام لصده، في وقت أردت فيه وحدات من الجيش عدداً منهم في ريف القنيطرة.
جاء ذلك في حين تدفقت الأسلحة عبر الأردن على إرهابيي الجنوب، بينها أجيال متطورة من صواريخ «تاو» الأميركية الصنع.
وأفادت مصادر ميدانية لـ«الوطن»، بأن وحدات المشاة في الجيش، حققت تقدماً واسعاً على محور اللجاة باتجاه بلدتي مسيكة والدلافة وعلى المحور الشمالي الشرقي من بلدة بصر الحرير، بالترافق مع ضربات مدفعية وصاروخية مكثفة نفذتها على مواقع وتحركات الإرهابيين في المنطقة، على حين استهدفت مدفعية الجيش وسلاح الرشاشات الثقيلة تحركات وخطوط إمداد الإرهابيين على الطريق الواصلة بين بلدتي ناحتة وبصر الحرير بريف درعا الشرقي، بالترافق مع استهداف مدفعي لمواقع وتجمعات الإرهابيين في محيط بلدة كفر شمس بالريف الغربي.
ومع هذا التقدم الذي أحرزه الجيش، أعلنت ما تسمى «قوات الحسم» في تنظيم الجيش الحر الإرهابي عبر بيانٍ، بحسب صفحات على «فيسبوك»، عن «النفير العام» في صفوفها، بمنطقة اللجاة لصد هذا التقدم في المنطقة.
وسيطرت قوات الجيش أول من أمس على كتيبة الدفاع الجوي شرقي بلدة مسيكة بعد اشتباكات عنيفة مع مسلحي «النصرة»، بالترافق مع وصول تعزيزات عسكرية إلى منطقتي اللجاة وبصر الحرير من جهة السويداء.
وللتخفيف من وطأة الهزيمة والمحافظة على معنويات الإرهابيين، نقلت مواقع إلكترونية معارضة عن قائد تنظيم «أحرار العشائر» الإرهابي، راكان الخضير زعمه أمس، أن قوات الجيش فشلت في ثلاث محاولات في التقدم على منطقة اللجاة على قرية البستان ومن ولبين وحران، بالإضافة إلى كتيبة الدفاع الجوي. وذكرت المواقع أن قصف قوات الجيش انتقل صباح أمس إلى ريف درعا الشمالي من جهة مثلث الموت، وخاصة على كفر شمس والحارة، وسط الحديث عن اقتراب فتح هذا المحور في الساعات المقبلة.
وكانت المواقع، نقلت عن مصادر في وقت سابق أن قوات الجيش قد تبدأ عملياتها على محور بلدة بصر الحرير، والتي تشكل السيطرة عليها عزل منطقة اللجاة بشكل كامل عن باقي مناطق الريف الشرقي لدرعا. أما على الأطراف الجنوبية الشرقية لبلدة الحارة شمال مدينة درعا، جرى قصف مدفعي متبادل بين قوات الجيش والتنظيمات الإرهابية، وفقاً للصفحات، بالترافق مع رمايات مدفعية نفذتها وحدات من الجيش استهدفت مواقع ونقاط الإرهابيين في بصرى الحرير.
وفي ريف القنيطرة الأوسط، استهدفت وحدة من الجيش تحركات الإرهابيين على طريق مسحرة – نبع الصخر، وأوقعت في صفوفهم عدداً من القتلى والجرحى، حسبما ذكرت الصفحات. وفي وقت لاحق من يوم أمس، ذكرت الصفحات أن مسلَّحين اثنين من «الجيش الحر» قتلا بانفجار عبوة ناسفة زرعها مجهولون على الطريق الواصل بين بلدتي نبع الصخر ومسحرة.
في المقابل، واصل مسلحو «النصرة» اعتداءاتهم بالقذائف على المدنيين في محافظتي القنيطرة والسويداء، حيث أفادت وكالة «سانا» للأنباء، بأن إرهابيي التنظيم اعتدوا أمس بعدد من القذائف على منازل المدنيين في قرية جبا شمال شرق مدينة القنيطرة بنحو 10 كم، ما أدى إلى ارتقاء شهيد وإصابة 10 مدنيين بجروح ووقوع أضرار مادية في ممتلكات الأهالي ومنازلهم.
واعتدى إرهابيو «النصرة» المنتشرون في عدد من مناطق ريف والقنيطرة منذ مطلع الشهر الجاري عدة مرات بالقذائف على بلدات وقرى وأحياء مختلفة بمدينة القنيطرة وريفها، ما تسبب بإصابة عدد من المواطنين بجروح، وكان آخرها أول أمس، حيث سقطت عدة قذائف على أحياء مدينة البعث، ما أسفر عن أضرار مادية.
بموازاة ذلك، استهدفت التنظيمات الإرهابية المنتشرة في الريف الشرقي لمحافظة درعا أمس محيط قريتي حران والطيرة وتعارة بريف السويداء الغربي بعدد من قذائف الهاون.
وأفادت «سانا» بأن 4 قذائف مصدرها الإرهابيون المنتشرون في المناطق المتاخمة سقطت عند مدخل القرية الجنوبي ومحيطها، ما تسبب بأضرار مادية في أماكن سقوطها دون وقوع إصابات، في حين سقطت قذيفة في قرية الطيرة، أدت إلى أضرار بأحد المنازل وقذيفتان في قرية تعارة من دون حدوث أضرار أو إصابات. واعتدى إرهابيو «النصرة» والمجموعات الإرهابية المنضوية تحت زعامته المنتشرة في الريف الشرقي لمحافظة درعا بالقذائف الصاروخية أول أمس على الأحياء السكنية في مدينة السويداء وقرى المجيمر ولبين ودويرة بريف المحافظة الغربي، ما تسبب بأضرار مادية في منازل المدنيين وممتلكاتهم وعدد من السيارات الخاصة المركونة في المكان.
في غضون ذلك، كشفت وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء، أمس نقلاً عن مصادر أهلية في الجنوب السوري، أن هناك تدفقاً للأسلحة من الأردن منذ أيام، وأشارت إلى أن السلاح عاد ليدخل إلى التنظيمات الإرهابية في الجنوب، وبين هذه السلاح «أجيال متطورة قادرة على إسقاط مروحيات». ونقلت الوكالة عن المقدم الفار إياد بركات من تنظيم «الجبهة الجنوبية» الإرهابي: أن التنظيمات «استلمت أسلحة متطورة وردتها عبر الحدود مع الأردن، بالترافق مع حشد قوات الجيش والقوات الرديفة لها». وأكد بركات أن تنظيمات الجنوب «استلمت أسلحة متطورة من بينها صواريخ تاو (أميركية الصنع) من الجيل الثاني المطور، الذي يبلغ مداها نحو 8 كم، وهي قادرة على إسقاط طائرات مروحية (هليكوبتر)».
وأوضح أن التنظيمات «لا ينقصها السلاح الآن»، وأقامت عدة غرف عمليات في جنوب وغرب وشرق المحافظة، تضم الأغلبية العظمى من التنظيمات الإرهابية التي تعمل تحت مسمى «الجبهة الجنوبية والتابعة لـــ»الجيش الحر». ويرى مراقبون أن هذه الخطوة الأردنية تندرج في إطار تخوف أميركا من قيام الجيش العربي السوري من سحق أدواتها الإرهابية في المنطقة.