الوقت البديل ينصف أهل السامبا ليتصدروا المجموعة الخامسة … الناتي يقلب الطاولة ويضع الصرب تحت الضغط
| خالد عرنوس
جاءت نتيجتا الجولة الثانية للمجموعة الخامسة لتقلبا الأوضاع رأساً على عقب فالصدارة أصبحت برازيلية ولم تصبح كذلك إلا بعد فوز الناتي السويسري على نظيره الصربي بهدفين لهدف بعدما تأخر طوال 45 دقيقة قبل أن يعود رفاق شاكيري بالنتيجة وللأخير فضل كبير بتسجيله هدف الفوز في الدقيقة الأخيرة ليصبحوا أول من يفعلها بالمونديال الروسي، الصدارة البرازيلية جاءت بفضل فوز قيصري على التيكوس الكوستاريكي بهدفين جاءا في الوقت بدل الضائع فأنصفا راقصي السامبا الذين استعادوا بعضاً من البريق.
تحت الضرب
قدم المنتخب البرازيلي أداءً رفيعاً أمام نظيره الكوستاريكي وخاصة بالشوط الثاني عندما شعر نيمار ورفاقه بالخطر لو استمر التعادل أو في حال خطف رفاق نافاس هدفاً على عكس المجريات، فأطبق أولاد تيتي على مرمى نافاس الذي كان بطلاً حقيقياً حتى الوقت بدل الضائع بتصديه لكل محاولات كوتينو وخيسوس ووليان ونيمار عندما احتاج الأمر، وحاول البرازيليون حسم الأمور باكراً إلا أن كل الطرق بدت مسدودة نحو فوز ثالث على التيكوس (مونديالياً).
الشوط الأول جاء برازيلياً بالأداء والأرقام مع بعض المحاولات الكوستاريكية للإفادة من مرتدة وخطف الفوز أو على الأقل الخروج بنقطة التعادل تبقي على آمال التيكوس الخاسر في المباراة الأولى دون بصمة تذكر وبدا أن الفوز البرازيلي قريب لكن تيتي لم يكن راضياً عن المستوى بشكل عام وخاصة أن الاعتماد مازال على الجبهة اليسرى التي حفظ الخصوم تحركاتها فكان لابد من تبديل جذري.
هدفان متأخران
لم ينتظر تيتي كثيراً ففي الاستراحة أشرك دوغلاس كوستا لتشغيل الجبهة اليمنى في محاولة لإحداث توازن على الجناحين، وعلى عكس ويلان (المستبدل) الذي فشل بصناعة الفرص المؤثرة نجح كوستا بشكل رائع وأحدث الفارق في الجهة اليمنى واضعاً رفاقه أمام أكثر من فرصة فأرهق الدفاع ما جعل نيمار وكوتينيو ومارسيللو يتحركون بشكل أكثر انسيابية لكن كل الكرات التي سنحت لنيمار وكوتينيو وخيسوس والبديل الآخر فيرمينيو اصطدمت بجدران التيكوس المحكمة وفي خلفها السد المنيع نافاس، ولأن الحديد لا يفله إلا الحديد ولأن للكرة أحكامها فقد استطاع كوتينيو أن يسجل هدف السبق بعد ثوان من بداية الوقت البديل ليفجر أفراح السامبا في ملعب كريستوفسكي وتستمر فرحة تيتي ولاعبيه لأكثر من دقيقة ما استدعى من الحكم أن يزيد دقيقتين أخريين وفي الدقيقة السابعة بعد التسعين سجل نيمار هدف التأكيد بكرة وصلته مقشرة أمام المرمى الخالي بتمريرة كوتينيو الذي اختير رجل المباراة للمرة الثانية.
شوط أحمر
في مباراة المساء قدم الفريقان السويسري والصربي مباراة غاية في الندية فكانت المواجهة الأوروبية الحمراء الأكثر توازناً من اللعب الهجومي والفرص المتاحة وحتى الدقيقة الأخيرة كان التعادل رابحاً للفريقين حتى جاء شاكيري بهدفه الجميل بعدما ساق الكرة من منتصف الملعب بسرعة كبيرة وعندما دخل منطقة الجزاء أرسلها بيسراه الجميلة إلى حيث لم يلحق بها الحارس ستويكوفيتش.
ففي الشوط الأول سجل ميتروفيتش بكرة رأسية هدف السبق لصربيا في الدقيقة الخامسة مانحاً فريقه أفضلية استمرت حتى نهاية الشوط الأول وكان بمقدور زملاء ماتيتش وكولاروف أن يضاعفوا الغلة وشكل صاحب الهدف خطراً داهماً على الدفاع السويسري طوال الوقت فتفوق بألعاب الهواء وأهدر أكثر فرصة سانحة بل أبعد كرة خطرة من أمام مرمى فريقه على حين حاول لاعبو الناتي تسجيل التعادل دون الانقياد إلى التخلي عن الحذر الدفاعي.
فوز مستحق
في مطلع الشوط الثاني رد السويسريون بالمثل فسجل لهم تشاكا التعادل من تسديدة بعيدة لعبها (عالماشي) من خارج منطقة الجزاء لم يستطع الحارس الصربي سوى متابعتها بالنظر، وجاء الهدف ليقلب الأوضاع إلى حد كبير فقد منح أصحابه ثقة كبيرة ومعنويات أكبر وباتوا يبحثون عن الفوز وبالمقابل لم يكن أمام الصرب إلا استعادة المبادرة لكن التعادل سار حتى الدقيقة الأخيرة التي شهدت تمريرة سحرية من تشاكا وضعت شاكيري في وضع انفراد عند خط منتصف الملعب فكان حاسماً علماً أن لاعب ستوك سيتي القزم سدد قبلها أكثر من كرة وفي إحداها ارتطمت الكرة بالقائم الأيمن وتابعت طريقها خارجاً.
بالنهاية يحسب للفريق السويسري عدم الاستسلام وحتى عندما أدرك التعادل لم يركن إلى الدفاع رغم أن مباراته القادمة سهلة نظرياً باعتبار أن التيكوس غادر البطولة رسمياً ولم يعمل الصرب على تعزيز التقدم فكان أن خرج بخسارة مستحقة.
هوامش
– أصبح ليشتنشتاينر أكثر لاعب سويسري يظهر بالمونديال من حيث عدد المباريات (9 مباريات) على حين زميله بيهرامي هو أول لاعب سويسري يخوض 4 مونديالات.
– سجل نيمار هدفه الخامس بالمونديال ليصبح ثالث الهدافين التاريخيين لمنتخب السامبا بالعموم برصيد 56 هدفاً خلال 87 مباراة.
– هدف نيمار هو الهدف الأكثر تأخراً في تاريخ المونديال وهي المرة الثانية التي يشهد الوقت بدل الضائع هدفين أما الأولى فكانت لمصلحة روسيا بمرمى السعودية.
– حافظ السيليساو على نظافة شباكه للمرة الأولى بعد 6 مباريات متتالية بالمونديال متفادياً رقماً قياسياً سلبياً جديداً على هذا الصعيد.