الحياة تعود إلى محيط العاصمة وفلاحو جنوب دمشق يستأنفون زراعة أراضيهم
| الوطن- وكالات
مع عودة الحياة إلى طبيعتها في بلدات ريف دمشق الجنوبي بعودة الأهالي وفتح الطرقات الرئيسية بعد استعادتها من الإرهابيين، عمد الأهالي إلى استئناف زراعة أراضيهم بعد سنوات من حرمانهم من ذلك.
وامتدت سيطرة الإرهابيين على بلدات ريف دمشق الجنوبي (يلدا، بييلا، بيت سحم) لأكثر من 6 سنوات قبل أن يستعيدها الجيش بالكامل في نيسان الماضي.
وفي التفاصيل، فقد عادت بحسب مصادر أهلية تحدثت لـ«الوطن» حركة مرور المكروباصات من وإلى كل من بيت سحم، ببيلا، يلدا، سيدي مقداد جنوب العاصمة دمشق، على حين بدأت التجهيزات لترحيل الأتربة والأنقاض الموجودة في شوارع بيت سحم.
وطلبت الجهات المعنية، وفق المصادر، ممن يرغب بتنظيف منزله أن يضع الأتربة والأنقاض في الشارع بشرط عدم إغلاق الطريق وذلك لغاية الخميس القادم على أن يبدأ مجلس بلدة بيت سحم بتنظيف الشوارع بدءاً من الأسبوع القادم بتاريخ 30/6/2018.
على خط مواز، ذكرت مصادر أهلية في ريف دمشق الغربي لـ«الوطن»، أن مجلس مدينة زاكية بريف دمشق بدأ بإزالة السواتر الترابية التي كانت موجودة على طرفي الطريق لحاجز الثانوية وبجانب المقبرة الشرقية إضافة إلى تنظيف هذه الشوارع من الأنقاض والأتربة وإزالة الأكشاك الصغيرة المخالفة التي تشغل أرصفة الطرقات والساحات في المدينة.
وفي حوش حتاحت على مشارف بلدة يلدا بريف دمشق الجنوبي ذكر تقرير لوكالة «سانا» للأنباء أن الفلاح هاشم المصري المعروف بأبي زاكر واصل عمله غير آبه بشمس الظهيرة اللافحة التي صبغت وجهه بلون أحمر داكن برزت معه لحيته الخفيفة البيضاء.
ولفت التقرير إلى أنه ما إن فتحت ورشات بلدية يلدا الشهيرة بخصوبة تربتها الطريق الزراعي حتى عادت عائلة أبي زاكر إلى مزرعتها لتجهد العائلة في إعادة إحياء المزرعة التي حولها الإرهابيون كما مزارع أخرى إلى أرض قاحلة.
وأوضح التقرير، أن لأبي زاكر ستة أولاد وعدد من الأحفاد اثنان منهم في صفوف الجيش العربي السوري يتوزعون العمل، فمنهم من يقوم بردم الخنادق التي حفرها الإرهابيون حول المنزل وداخل حظيرة الأبقار ومنهم من يحرث الأرض ويعدها للزراعة، ونقل التقرير عن أبي زاكر قوله: «عدنا قبل أسبوعين حرثنا الأرض وزرعنا أصنافاً عدة من خضراوات المنزل من ملوخية وباذنجان وبندورة وفليفلة وخيار وكوسا مؤونة للبيت وما يزيد عن الحاجة نبيعه».
ولفتت الوكالة إلى أن مزرعة أبي زاكر تتكون من منزل بسيط مؤلف من عدة غرف وبئرين وحظيرة للأبقار على مساحة 6 دونمات، مؤكدة أن أبا زاكر يرتبط بقوة بأرضه ككل فلاحي غوطة دمشق ولفتت إلى أن بعده عن أرضه قسراً زاد من تعلقه بها عندما قال: «ست سنوات لم أقترب من مزرعتي ولم أمسك مجرفة.. يدي اشتاقت للأرض».
وبينما كان أبو زاكر ينثر ما تبقى من بذور كان حفيده أحمد (سبع سنوات) يقفز بجسمه النحيل خلفه، وأحد أبنائه يأخذ مجرفة ليسهّل جريان الماء لإشباع المساكب، وفق التقرير الذي أوضح أن أبا زاكر الذي تخطّى الخامسة والسبعين يمتلك صوتاً شجياً وربما أراد أن يعيش فرحته بصدق بعودته إلى أرضه فما أن فرغ من عمله حتى أخذ يضرب بكفه على قاعدة العلبة البلاستيكية كأنها طبلة ويردد مغنياً بصوت مسموع المقطعين الأول والثاني من أغنية المطرب فهد بلان: «يا بنات المكلا يا دوا كل علة وأنا روحي عنديكم لا تحرموني شبابي» مشيعاً حالة من الفرح سلكت طريقها بسرعة إلى قلوب أولاده وأحفاده الذين أخذوا يرمقونه بنظرات الإعجاب.