عربي ودولي

موسكو تعلن عجز واشنطن تسوية الصراع الإسرائيلي الفلسطيني وحدها … أميركا جمّدت 300 مليون دولار للسلطة.. وفلسطينيون: ابتزاز سياسي لتمرير صفقة القرن

| رام اللـه- غزة- محمد أبو شباب

نددت السلطة الفلسطينية بشدة، بقرار الولايات المتحدة الأميركية تجميد كامل المساعدات المقدمة للفلسطينيين، والتي تقدر سنوياً بـ300 مليون دولار، كانت مخصصة لدعم موازنة السلطة الفلسطينية، وذلك في إطار الضغط على السلطة للقبول بالخطة الأميركية التي تسمى بـ«صفقة القرن».
وقال القيادي البارز في حركة فتح أمين مقبول لـ «الوطن»: «إن واشنطن بقرارها تجميد مساعدتها المالية، تحاول يائسة الضغط علينا للقبول بحل سياسي على مقاس رغبات كيان الاحتلال، وهذا مرفوض ولن نخضع لها على الإطلاق، وقد جربت واشنطن وكيان الاحتلال هذه الطريقة القذرة في السابق ولم نخضع لها».
وأكد مقبول أن هناك ضغوطاً تمارس على القيادة الفلسطينية من أجل القبول بصفقة القرن التي تنتقص من الحقوق المشروعة الفلسطينية، وتشطب حق العودة وقضية القدس، وقتل فكرة إقامة دولة فلسطينية متواصلة جغرافياً، والوفد الأميركي يروج الآن لهذه الصفقة من خلال زيارته للمنطقة، واجتماعاته مع قادة الاحتلال».
وأشار مقبول إلى «أن الشعب الفلسطيني سيقاوم صفقة القرن وسيفشلها كما أفشل المشاريع السابقة، ولن تجد هذه الصفقة مكاناً لها في أبجديات الشعب الفلسطيني الذي يقاوم من أجل حقوقه، وواشنطن بات من الواضح أنها تتسابق مع الاحتلال لشطب الحقوق الفلسطينية، ولا توجد معها اتصالات، لأنها منحازة لكيان الاحتلال، وقرار تجميد المساعدات المالية جاء بعد أن صمدت السلطة الفلسطينية في وجه الضغوط التي كانت تريد من القيادة الفلسطينية الجلوس مع الوفد الأميركي والقبول في النهاية بصفقة القرن وهذا لم ولن يحدث».
وقد كشفت وسائل إعلام تابعة للعدو، أن الولايات المتحدة الأميركية جمدت المساعدات التي تقدمها للسلطة الفلسطينية بشكل كامل، واشترطت تقديمها بوقف تمويل السلطة الفلسطينية لرواتب الشهداء والأسرى، ونبذ الإرهاب، والعودة للمفاوضات، والقبول بخطة السلام الأميركية. وقالت تلك الوسائل إن الولايات المتحدة جمدت بصورة كاملة مساعداتها للسلطة الفلسطينية.
ويأتي القرار الأميركي، بعد شهرين من إقرار الكونغرس الأميركي قانون «تايلور فورس» والذي يهدف لإجبار السلطة الفلسطينية لوقف دفع رواتب الأسرى الفلسطينيين المدانين بقتل المستوطنين وعائلات منفذي الهجمات الفلسطينيين الذين استشهدوا خلال تنفيذهم هجمات ضد جنود الاحتلال والمستوطنين.
وكانت منظمة التحرير الفلسطينية قد اتهمت واشنطن صراحة بأنها تسعى لهدم السلطة الفلسطينية من خلال بحثها عن قيادة بديلة عن السلطة الفلسطينية لتنفيذ مخططها المتعلق بتنفيذ صفقة القرن، وهو ما تم رفضه من قبل الكل السياسي الفلسطيني.
وكانت واشنطن جمدت في كانون الثاني من هذا العام المساعدات المالية المقدمة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «الأونروا».
إلى ذلك جدد مبعوث الرئيس الروسي الخاص إلى بلدان الشرق الأوسط وشمال أفريقيا نائب وزير الخارجية ميخائيل بوغدانوف استعداد موسكو للعمل مع المجتمع الدولي لإيجاد تسوية للصراع الفلسطيني الإسرائيلي، مشيرا إلى أن الولايات المتحدة عاجزة عن تسوية هذه القضية بمفردها.
ونقلت وكالة سبوتنيك الروسية عن بوغدانوف قوله للصحفيين في موسكو أمس: «إن الأميركيين ليس بإمكانهم تسوية هذا النزاع بمفردهم ولو كانوا قادرين على ذلك لتحقق الأمر منذ زمن» مشدداً في هذا الصدد على ضرورة العمل الجماعي في إطار الرباعية الدولية المكونة من روسيا والولايات المتحدة والأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي.
وأشار بوغدانوف إلى أن روسيا سبق أن اقترحت على الفلسطينيين والإسرائيليين إجراء مفاوضات على أراضيها، مبيناً في الوقت ذاته أن الإدارة الأميركية لم تطلع موسكو على خطتها لتسوية الصراع الفلسطيني الإسرائيلي التي تحدث عن إعدادها مسؤولون أميركيون مؤخراً.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن