سورية

«النصرة» المحاصرة في الجنوب.. تحاول تحصين حاضنتها شمالاً

| الوطن

على حين كان الجيش العربي السوري يواصل اجتثاث تنظيم جبهة النصرة الإرهابي جنوباً، حاول متزعم التنظيم أبو محمد الجولاني تحصين حاضنته الشعبية في شمال البلاد.
وبدأ الجيش العربي السوري الأسبوع الماضي هجوماً واسعاً على مواقع التنظيمات الإرهابية في ريف درعا الشرقي، بعد أيام من انطلاق عملية مماثلة ضد تنظيم داعش الإرهابي في ريف السويداء الشرقي.
وبحسب مواقع إلكترونية معارضة، دعت «هيئة تحرير الشام» الواجهة الحالية لـ«النصرة» التنظيمات الإرهابية الأخرى لتشكيل غرفة عمليات مشتركة لمؤازرة الجنوب في محاولة صد العملية العسكرية التي بدأتها وحدات الجيش العربي السوري
ونشرت «الهيئة» بياناً أمس، قالت فيه إنها تمد يدها لبقية التنظيمات والتشكيلات، وتتجاوز الخلافات البينية، من أجل تشكيل غرفة عمليات مشتركة لصد الهجوم على درعا، معتبرة أن الدعوة موجهة أيضاً لجميع الكوادر والفعاليات المدنية و«الثورية» في الجنوب، وكل من يحمل مسؤولية الدفاع عن الجنوب بالدعم المالي والمعنوي، على حد زعمها.
جاء بيان «الهيئة» بعد يوم من بيان اتخذت فيه تنظيمات «الجيش الحر» الإرهابية في درعا قرار قتال الجيش العربي السوري في المعركة، ورفض المصالحة رغم أن عدداً من التنظيمات الأخرى أبدى رغبة بالمصالحة. وقالت «غرفة العمليات المركزية» في الجنوب الأحد: إن القرار اتخذ على مستوى الجنوب السوري بشكل كامل، ويضمن «الصمود والتحدي والدفاع عن جميع المناطق» بحسب ما جاء فيه.
وتعمل في الجنوب عدة تنظيمات إرهابية تتبع بمجملها لـما يسمى «الجيش الحر»، أبرزها «جيش الثورة»، «قوات شباب السنة»، «جيش أحرار العشائر»، «جيش اليرموك»، «ألوية العمري»، «لواء فلوجة حوران»، «جيش الإسلام»، «فوج المدفعية والصواريخ»، إضافة إلى «تحرير الشام» التي تنتشر على معظم الجبهات العسكرية.
وكانت الولايات المتحدة الأميركية وجهت رسالة للتنظيمات السبت الماضي أبدت فيها تخليها عنهم، وجاء في الرسالة: «يجب اتخاذ قراركم حسب مصالحكم ومصالح أهاليكم وفصيلكم كما ترونها، وينبغي ألا تسندوا قراركم على افتراض أو توقع بتدخل عسكري من قبلنا»، ونصحت الرسالة التنظيمات بالقول: «يجب أن تتخذوا قراركم على أساس تقديركم لمصالحكم ومصالح أهاليكم، وهذا التقدير وهذا القرار في يدكم فحسب».
ويبدو أن الرسالة الأميركية في الجنوب لاقت صدى واسعاً في الشمال حيث سارعت «النصرة» إلى محاولة استنهاض الحاضنة الشعبية لها هناك، مخافة أن تلقى مصيراً مشابهاً لمصير الجنوب.
وانتشرت أمس صور لمتزعم «النصرة» الجولاني على وسائل التواصل الاجتماعي ظهر فيها وهو يقوم بتوزيع «جوائز» على أبناء قتلى مسلحيه بحسب العبارات المرفقة بها، أثارت سخرية متابعين.
وظهر الجولاني في إحدى الصور مع مجموعة من الأطفال، أُرفقت بشعار «هيئة تحرير الشام» الإعلامي، وعبارة «توزيع الجوائز في حفل تكريمي لأبناء الشهداء» بحسب ما جاء في الصور التي جلس الجولاني في إحداها على سرير قرب رجل مستلقٍ يبدو إنه مصاب، مرفقة بعبارة «من زيارة أبي محمد الجولاني لمنازل المصابين».
وعلق متابعون على الصور بعبارات منها «شو مفكرنا جدبان».
ولمع نجم الجولاني بداية عندما أرسله زعيم داعش أبو بكر البغدادي إلى سورية من العراق ليترأس «فرع داعش» في المنطقة، ثم انفصل وبايع تنظيم «القاعدة» المدرج على لائحة الإرهاب الدولي كزعيم لجبهة النصرة، وأصبح الآن متزعماً لـ«تحرير الشام».
وسبق للجولاني أن قام بتغيير اسم «النصرة» إلى «جبهة فتح الشام» وأعلن حينها عن فك ارتباطه بـ«القاعدة» في محاولة لتبييض تنظيمه دولياً ودفع الولايات المتحدة الأميركية لاعتباره معارضة معتدلة.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن