من دفتر الوطن

المهنة.. إرهابي تائب!!

| عبد الفتاح العوض

المقولة المعروفة: من الحماقة أن تفعل الشيء نفسه مرة بعد أخرى وتتوقع نتائج مختلفة.
هذه المقولة تبدو مطابقة جداً لما تقوم به الكتائب المسلحة والجماعات الإرهابية في حوران والجنوب السوري عموماً.
فقد عاينت بالمتابعة نتائج معارك الإرهابيين مع الجيش السوري، وكانت هذه النتائج بالنهاية ذلاً واستسلاماً، أضف إلى ذلك كانت معاناة للمدنيين حيث لم تنته إلا بعد خروج الإرهابيين أو تسوية أوضاعهم.
الذين يرفضون المصالحة والتسوية مع الدولة في أغلب الأحيان هم إحدى حالتين:
الحالة الأولى وهي الأعم والأغلب تتلخص بأن هؤلاء ليس لهم من الأمر شيء، إنما هم أجراء حرب وبالتعبير المعتاد هم مرتزقة يعتاشون بالدم، ويأخذون رواتبهم من حمل السلاح، وفي هذه الحالة فإن الممول ودافع الرواتب هو صاحب الكلمة الأخيرة في الصلح أو الحرب.
ولا يمكن في ضوء ذلك توقع أن تطلب الدول الممولة للإرهاب من هؤلاء أن يتوقفوا عن الحرب أو أن يرموا أسلحتهم أو يعودوا إلى رشدهم وأن يتصالحوا مع دولتهم وشعبهم.
أقول: إن هذه هي الحالة الأغلب وإن الكثير ما زال أسيراً لدى مخابرات الدول الداعمة للإرهاب.
تعتبر هذه الحالة صعبة لأن قرار هؤلاء ليس بأيديهم ولن يصلوا إلى مرحلة «التسوية» إلا بالقوة وبعد أن يتلقوا الأمر بالاستسلام يأساً وتحت ضغط الأمر الواقع.
إن هذه الفئة من «الإرهابيين» لا تقاتل عن مبدأ أو قناعة بل هي تعمل بالحرب.. المهنة هنا «إرهابي» وليس أي شيء آخر.
وخلال الأيام السابقة تلقى هؤلاء إشعارات البيع.. الإشعار الأوضح من الولايات المتحدة الأميركية وهذه عملية بيع متوقعة ولا شيء جديداً في تعامل الولايات المتحدة مع المرتزقة، فهي تبيع من هم أكثر أهمية منهم.
وإشعار البيع الآخر كان من الأردن الذي تيقن بعد كل هذه السنوات أنه لن يستطيع أن يتحمل المزيد ومن هنا أغلق حدوده.
لهذا فإن هذه الفئة من الإرهابيين ليس لديهم أي فرصة بالنجاة إلا من خلال المصالحة والتكفير عن جرائمهم بالمساهمة في محاربة النوع الثاني من الإرهابيين!
من هنا أتحدث عن الحالة الثانية التي تتلكأ بالمصالحة ولا تقبل التسوية، وهذا النوع من الإرهابيين له علاقة بالجماعات الإسلامية المتطرفة، سواء كانت النصرة أم داعش مع رفعها رايات لأسماء جماعات متنوعة، إلا أنها تعود في الأصل بكونها من الجماعات المتطرفة عددها الأكبر يتبع للنصرة مع وجود جيوب بايعت داعش موجودة في المثلث الجنوبي الغربي.
هؤلاء يضمون في صفوفهم الكثير من الأشخاص الذين يملأ قلوبهم وعقولهم «الموت».
ولسنا هنا في صدد التحليل النفسي لهؤلاء، إلا أنهم من الناحية العملية يسيرون إلى «الموت» بالانتحار.
ولا أعتقد أن مثل هؤلاء سيكون مفيداً للدولة والمجتمع أن يتم التصالح معهم أو تسوية أوضاعهم إلا إذا ترافق ذلك مع إصلاح فكري ونفسي، وقد يجدي ذلك أو قد لا يجدي!
أعود إلى المقولة التي بدأت بها: إنه من الحماقة أن تفعل الشيء نفسه مرة بعد أخرى وتتوقع نتائج مختلفة.
النتائج واحدة.. لماذا لا تبدؤون من «النهاية» على الأقل تخففون معاناة الأهالي والمدنيين..
أقوال:
أصلح نفسك يصلح لك الناس.
أتغلب على أعدائي عندما أجعلهم أصدقائي.
لا تضيِّع وقتك في ضرب الحائط على أمل تحويله إلى باب.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن