رياضة

الخروج المشرف

| محمود قرقورا

تدخل المنتخبات التي لا تنتمي إلى القارتين الأوروبية واللاتينية غمار المونديال بهدف الخروج المشرف، ونادراً ما تفلح في تحقيق هذا المبتغى من منطلق أن فرسان القارة العجوز أجهز وأكمل ومثلت القارة اللاتينية الكبير يبقى مرعباً وإسقاط أي ضلع منه يعد بطولة خاصة.
كثيرة هي المنتخبات الإفريقية التي ودّعت المونديال برأس مرفوع، فمن منا ينسى الكاميرون 1982 و1990 ومن منا يتجاهل نيجيريا 1994 يوم تقدمت على إيطاليا 90 دقيقة قاتلة في دور الستة عشر ومن لم يصفق للسنغال 2002 وساحل العاج 2006 يوم وقعت بين فكي كماشة الطواحين والتانغو وقارعتهما لتخسر بشرف 1/2 في كلتا المباراتين.
والنجوم السوداء الغانية تلألأت بشكل لا يوصف في مونديال 2010 يوم كانت أقرب من حبل الوريد لبلوغ المربع الذهبي.
المنتخبات العربية عاشت النعيم والجحيم بآن معاً، فتونس أطلقت صيحة مدوية في مدينة روزاريو الأرجنتينية ويومها سجلت تعادلاً للتاريخ مع بطل العالم الألماني الغربي بعد تحقيق الفوز الأول لأبناء لغة الضاد على حساب المكسيك وأقل ما قيل إن نسور قرطاج ودّعوا مرفوعي الرأس.
الجزائر في مونديال 1982 حققت ما بدا مستحيلاً ففازت على ألمانيا الغربية وتشيلي وتعاطف العالم أجمع معها عقب المؤامرة القذرة من الجارين ألمانيا والنمسا فخرج محاربو الصحراء بقامة تطاول عنان السماء.
الجزائر أعادت الكرّة في مونديال 2014 فجعلت الألمان يعيشون على أعصابهم مئة وعشرين دقيقة.
أسود الأطلس المغاربة فرضوا أنفسهم رقماً صعباً عام 1986 يوم اعتلوا ثلاثة منتخبات أوروبية و1998 وفي هذا المونديال ظلمتهم الكرة في ثلاث مباريات والعرض القوي أمام بطل أوروبا سيبقى حديث الشارع المغربي ردحاً طويلاً من الزمن رغم الخسارة بسبب ظلم الكرة ليس إلا، وأمام الإسبان زاد احترامهم عند المتابعين فخرجوا من الباب العالي.
إيران قدمت منتخباٍ استثنائياً ولو حالفها التوفيق في الوقت بدل الضائع أمام البرتغال لغيرت الكثير من المفردات المونديالية، فكسبت احترام الجميع الذين صفقوا لها طويلاً.

 

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن