سورية

فصل ريفي درعا الشمالي الشرقي والجنوبي الشرقي ووصل إلى أطراف ناحتة والحراك.. وموسكو تعلن انتهاء «خفض التصعيد» … الجيش يكتسح «النصرة» ويسيطر على بصر الحرير ومليحة العطش

| الوطن – وكالات

حقق الجيش العربي السوري، أمس، إنجازاً كبيراً بإسقاطه أحد عروش تنظيم «جبهة النصرة» الإرهابي في جنوب البلاد، عبر سيطرته على بلدتي بصر الحرير ومليحة العطش بريف درعا الشرقي الذي قسمه إلى قسمين (شمالي وجنوبي)، في حين وصلت وحدات منه إلى أطراف بلدتي ناحتة والحراك، وسط أنباء عن تمهيد الجيش نارياً أمام تقدم الوحدات في القطاع الجنوبي الشرقي من مدينة درعا.
يأتي ذلك في وقت طالبت فيه التنظيمات الإرهابية بعضها البعض بفتح معركة وصفتها بـ«الوجودية» ضد الجيش، واعتبرت أن سقوط درعا يفتح الطريق لسقوط مناطق سيطرتها في الشمال السوري، وسط تأكيد موسكو انتهاء فترة «خفض التصعيد» في جنوب سورية.
وأفادت وكالة «سانا» للأنباء، بأن وحدات من الجيش واصلت أمس تقدمها في بلدة ناحتة وسط انهيارات متتالية في صفوف التنظيمات الإرهابية، مشيرة إلى أن وحدات أخرى من الجيش وصلت إلى أطراف بلدة الحراك بعد دخولها بلدة المليحة ورفع العلم الوطني فوق مبانيها.
وفي وقت سابق من يوم أمس أعلن مصدر عسكري في تصريح نقلته الوكالة، أن وحدات من الجيش وبالتعاون مع القوات الحليفة والرديفة استعادت السيطرة على بلدتي بصر الحرير ومليحة العطش في ريف درعا الشرقي بعد القضاء على آخر تجمعات الإرهابيين فيهما.
وقال المصدر: إن استعادة السيطرة على بلدتي بصر الحرير ومليحة العطش تحققت بعد القضاء على أعداد كبيرة من إرهابيي «النصرة» وتدمير عتادهم وأسلحتهم ومصادرة كميات كبيرة من الأسلحة والذخائر بما في ذلك دبابة وعربتي ب م ب.
وأضاف المصدر: إن وحدات الهندسة تواصل أعمالها في إزالة الألغام وتطهير بلدتي بصر الحرير ومليحة العطش من المتفجرات.
من جانبه أفاد الموقع الإلكتروني لقناة «روسيا اليوم» بأن وحدات من الجيش تمكنت إثر معارك استمرت طوال الليل من السيطرة فجر أمس بشكل كامل على بلدة بصر الحرير التي تعد أحد المعاقل الرئيسية لإرهابيي «النصرة» في ريف درعا الشرقي، وأن الوحدات تقوم حالياً بتمشيط هذه المنطقة، حيث تم العثور على مستودعات كبيرة من الأسلحة والذخائر، على حين تحاول وحدات أخرى التقدم في منطقة إزرع، للالتقاء مع وحدات الجيش الموجودة في الجانب الآخر من منطقة إزرع وبالتالي تطويق الإرهابيين الموجودين فيها».
وبحسب «روسيا اليوم» تكمن الأهمية الإستراتيجية لسيطرة الجيش على بصر الحرير بأنها تمكنه من فصل الريف الشرقي الشمالي لدرعا عن ريفه الجنوبي الشرقي وقطع طرق إمدادات الإرهابيين بين الريفين.
وتأتي السيطرة على بصر الحرير ومليحة العطش بعد أن تمكن الجيش من فرض سيطرته الكاملة أول من أمس على منطقة اللجاة.
وفي وقت لاحق من يوم أمس، أفادت «سانا» بأن الجيش بدأ عملية التمهيد الناري أمام تقدم الوحدات العسكرية في القطاع الجنوبي الشرقي من مدينة درعا باتجاه منشآت الصوامع بعد فرض سيطرته على بصر الحرير ومليحة العطش.
وبينت الوكالة أن وحدات من الجيش تعمل على قطع طرق وخطوط إمداد الإرهابيين بين منطقة طريق السد ودرعا البلد باتجاه الحدود الأردنية.
وأشارت إلى أن وحدات من عثرت على مستودع أسلحة وذخائر ومشفى ميداني من مخلفات التنظيمات الإرهابية في بلدة مليحة العطش. في غضون ذلك، استهدف الطيران المروحي تجمعات الإرهابيين في أحياء درعا البلدة بالقذائف المتفجرة، حسبما ذكرت صفحات على «فيسبوك»، بالترافق مع استهدافات مدفعية نفذها الجيش على تجمعات الإرهابيين في بلدة ابطع بريف درعا.
في المقابل وللتخفيف من مرارة الهزيمة، نقلت مواقع إلكترونية معارضة، عما تسمى «غرفة العمليات المركزية في الجنوب» زعمها ثبات التنظيمات الإرهابية في مواقعها داخل بصر الحرير، والتي ادعت أنها ردت هجومًا من جهة كتيبة النقل، في حين قالت المواقع نقلاً عن إرهابيين في الجنوب، أن التنظيمات الإرهابية تمكنت أمس من استعادة معظم المناطق التي تقدمت إليها قوات الجيش في بصر الحرير بهجوم معاكس.
وفي سياق متصل، وعقب هذا التقدم الكاسح للجيش، طالب تنظيم «جبهة أنصار الدين» الإرهابي في بيان له أمس، نقلته مواقع معارضة، التنظيمات الإرهابية الأخرى بفتح معركة وصفها بـ«الوجودية» ضد الجيش، معتبراً أن سقوط درعا يفتح الطريق لسقوط المناطق التي تسيطر عليها التنظيمات الإرهابية في الشمال السوري.
وبموازاة ذلك، أكدت «القناة المركزية لقاعدة حميميم» العسكرية على صفحتها في «فيسبوك» أمس، «انتهاء فترة خفض التصعيد جنوب سورية بعد خرقها من قبل الجماعات المتطرفة والمجموعات المسلحة غير الشرعية التي تعمل ضد القوات الحكومية السورية، في حين لا تزال الاتفاقية قائمة في محافظة إدلب».
من جهة ثانية، أفادت «سانا» بأن إرهابيين يتحصنون في ريف درعا الشرقي استهدفوا قرية المجيمر في الريف الجنوبي الغربي للسويداء بقذيفة هاون، ما تسبب بأضرار مادية .
وبينت الوكالة أن وحدات من الجيش ردت على نقاط ومصادر إطلاق القذائف بالأسلحة المناسبة، ما أدى إلى تدمير تحصينات ومنصات إطلاق وإيقاع خسائر في صفوف الإرهابيين.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن