الجنوب.. لا خطوط حمراء لأحد
| عمار عبد الغني
من جديد يؤكد فتح الجيش العربي السوري معركة الجنوب لتطهيره من الإرهاب، أن لا خطوط حمراً أميركية أو غيرها، يمكن أن تجعله يتراجع عن أداء مهمته الوطنية في تخليص الأهالي من التنظيمات الإرهابية الإجرامية، وأن لا خيار أمام تلك التنظيمات سوى القبول بالمصالحات والخروج إلى خارج المنطقة، وإما الحرب التي من شأنها أن تحسم الأمر.
ذلك أتى بعد أن أخفقت كل المخططات التي رسمتها الدول الداعمة للإرهاب في الجنوب، وأخفقت كل المغامرات العسكرية التي خاضها هذا المعسكر لدحر الجيش العربي السوري بهدف عزل تلك المنطقة، وإبعاده عنها، ما جعل مصير الإرهابيين الذين شكّلوا، وما زالوا يشكلون سياجاً لكيان الاحتلال الإسرائيلي يصبح على «كف عفريت»، ولن يختلف عن مصير غيرهم من الإرهابيين الذين تمكّن الجيش من دحرهم عبر إنجازاته الميدانية المتتالية، هذا من جهة.
من جهة ثانية، فإن تطهير الجنوب من الإرهاب بات أمراً ملحاً في إطار إستراتيجية الدولة السورية الهادفة إلى إعادة الأمن والاستقرار إلى كل شبر من تراب الوطن لإعادة الحياة الطبيعية إلى كل المناطق وعودة المهجرين إلى منازلهم ليقطنوها ويزرعوا أرضهم الخيرة.
ومع إطلاق أبطال جيشنا الرصاصة الأولى، بدأ المشهد يتضح على حقيقته، فمن جهة وقف مسلحون إلى جانب الجيش في معركته مع تنظيم «جبهة النصرة» الإرهابي وتفرعاته، ما يؤكد أن جزءاً كبيراً ممن حملوا السلاح كان بهدف الدفاع عن النفس ريثما يصل الجيش إلى مناطقهم وهذا ما جعل الجيش يتقدم بسرعة كبيرة، ومن ثم فإن تحقيق الانتصار لن يتأخر.
ولأن الولايات المتحدة الأميركية ومعها كيان الاحتلال الإسرائيلي وأنظمة الخليج يدركون أن معركتهم خاسرة، أعلن السيد الأميركي، الناطق الرسمي باسم محور الحرب، أنه لن يقدم أي دعم للتنظيمات الإرهابية في تلك المنطقة، وهذا لم يكن مفاجئاً، حيث عودتنا الإدارة الأميركية خلال سنوات الحرب، وحتى خلال تاريخها حول العالم، أن تتخلى عن أدواتها وعملائها في اللحظة التي تصبح فيها عبئاً عليها وغير قادرة على الاستمرار في تنفيذ المخطط المرسوم في القتل والتدمير.
بناء عليه، فإن الوضع في الجنوب السوري يتجه نحو السيناريو ذاته الذي حصل في محيط دمشق لجهة ركوب ما تبقى من فلول إرهابية الباصات الخضراء وترك المنطقة لأهلها الشرفاء الذين تحملوا أعباء أكثر من سبع سنوات من التهجير القسري في مخيمات اللجوء خارج الحدود التي أعدت كوسيلة للابتزاز من الدول التي استضافت المهجرين ومارست بحقهم أبشع أنواع الاستغلال في كل المجالات.
إذاً، ساعة خلاص أهلنا في الجنوب من الإرهاب اقتربت وتحرير تلك المنطقة يعني حسم جزء مهم من المعركة الكبرى، فهي من جهة بددت أحلام كيان الاحتلال الإسرائيلي في إنشاء «منطقة عازلة» حاول كثيراً أقامتها من خلال الدعم اللامحدود للتنظيمات الإرهابية وعلى رأسها «النصرة» بالمال والسلاح والمعلومات الاستخباراتية والاستشفاء.
ومن ثم وبعد القضاء على الإرهاب في الجنوب ستعود بوصلة الجيش للتركيز نحو العدو الإسرائيلي الذي لعب دوراً رئيساً في الحرب في إطار محاولاته اليائسة لضمان «أمنه» من خلال عصابات المرتزقة التي تتحرك بإيعاز منه.
كما أن إعادة هذا الجزء المهم لسيطرة الدولة سينعكس إيجاباً على دورة الاقتصاد حيث تشكل درعا واحدة من أهم سلل الغذاء للعاصمة دمشق من الخضراوات والمزروعات، وأيضا للعاصمة الأردنية.
وخلاصة القول: لن يطول الوقت حتى يعود الجنوب إلى سيطرة الدولة، ويستعيد أهلنا هناك حياتهم الطبيعية بفضل بطولات الجيش العربي السوري ودماء شهدائه التي رسمت معالم الانتصار المبين على الإرهاب وداعميه ومموليه.