رياضة

حصانة النجوم

| مالك حمود

ما كنت أود العودة مجدداً إلى الحدث الأبرز في المونديال مع السماح للحكام بالعودة إلى جهاز الفيديو للتأكد من الحالات المشكوك بأمرها.
وما كنت أريد العودة للتأكيد على سلبيات تلك الفكرة وتأثيرها في شخصية الحكم ومسؤولياته واحترام قراراته.
وما كنت أفضل التذكير بما أشرت إليه في الزاوية الماضية بأن تقنية الفيديو تبدو مسألة فضفاضة، وإذا فتح بابها فلن يغلق.
وهاهي المباريات تتوالى، والأصوات تتعالى، والعودة إلى الفيديو صارت متكررة في المباراة الواحدة، لدرجة أن الفريقين باتا في كل حالة يطالبان بالعودة إلى الفيديو..؟! وثمة حالات كانت تستوجب العودة للفيديو ولم نر ذلك، وحالات أخرى ضبطتها عدسة التصوير الفوتوغرافي وفيها العجب.
وإذا ما اعتبرنا (فرضاً) أن العودة إلى الفيديو انتقاص من رؤية الحكم للملعب وتفاصيله، فإن الكارثة بقرار الحكم في ما بعد العودة إلى الفيديو، وما فيها من مجاملات لأكبر المنتخبات، وللنجوم الكبار حيث السؤال:
هل لهؤلاء النجوم حصانة معينة.؟!
وهل اللاعب الكبير وصاحب الألقاب العديدة والفخمة لا تجوز عليه البطاقة الحمراء على سبيل المثال.؟!
المجاملات زادت عن حدها في المونديال، والفيديو وجد من أجل ضبط الحالات، وليس لترسيخ الاستثناءات.!
والنجومية تعني الارتقاء بالأداء والأخلاق معاً، ولا نفع لواحدة ما لم تقترن بالثانية، ويضاف إليهما التواضع الذي يعتبر من زينة النجوم، فهل وجدنا هذه المواصفات لدى نجوم المونديال الكبار.؟!
نعرف أنهم يعيشون تحت الضغط الدفاعي القاسي والجماهيري الذي لا يرحم ومطالباته الملحة بالنتائج، ولكن ذلك لا يعني التخلي عن القواعد الرياضية وأخلاقياتها، لدرجة الضرب من دون كرة..!
ونعرف أنه من مسؤوليات الحكام في الملاعب حماية النجوم من الأذى والضرر، ولكن ذلك لا يعني تفصيل قانون خاص على مقاساتهم، وتذكروا بأن حصانة النجوم هي أخلاقياتهم.

 

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن