رياضة

بولندا تبحث عن فوز شرفي في المجموعة الثامنة … صراع آسيوي إفريقي لاتيني على بطاقتي الدور الثاني

| ساري قوطرش

تعد المجموعة الثامنة من المجموعات القليلة التي حافظت على أسرارها حتى الجولة الأخيرة، فلم يضمن أي منتخب حتى الآن تأهله في حين ودعت بولندا السباق على التأهل بخسارتها الثقيلة أمام كولومبيا الأحد الماضي، الجماهير على موعد مع الإثارة في القمة الكولومبية السنغالية والتي لا مجال فيها للخطأ لأن الخاسر سيقترب بشكل كبير من توديع المنافسة بانتظار نتيجة اللقاء الآخر بين بولندا واليابان التي بحاجة للفوز فقط للتأهل من دون النظر لنتيجة المباراة الأخرى، مصير جميع المنتخبات يتعلق بأقدام لاعبيها فالفائز سيضمن تأهله.

أخبار النجوم
تمتلك المنتخبات الأربعة نجوماً مميزين عولت عليهم كثيراً قبل المونديال، نجم كولومبيا خيمس رودريغيز كان أكثر المتألقين وخصوصاً في مباراة بولندا التي صنع بها هدفين ليصبح مجموع ما ساهم به في آخر نسختين من المونديال 10 أهداف (سجل 6 وصنع 4) كما كان خوان كونتيرو لاعب ريفر بلايت الأرجنتيني مفاجأة كولومبيا حيث سجل هدفاً وصنع آخر، وفي السنغال قاد ساديو ماني لاعب ليفربول منتخبه بنجاح فساهم بشكل كبير بتحقيق الفوز على بولندا كما سجل هدفاً في المباراة التي انتهت بالتعادل مع اليابان 2/2، ورغم وصوله لسن الـ33 واصل هوندا تألقه مع اليابان للمونديال الثالث على التوالي فشارك كبديل في أول مباراتين ساهم بهمها بصنع هدف الفوز على كولومبيا وتسجيل هدف التعادل على السنغال، وأخيراً قدم روبيرت ليفاندوفيسكي هداف الدوري الألماني مونديالاً سيئاً فلم تصله الكرات ولم يسدد سوى ثلاث مرات على المرمى ليخيب بذلك آمال الجماهير حاله كحال جميع عناصر المنتخب.

استكمال الصحوة
صدمة كبيرة تلقاها المنتخب الكولومبي أمام اليابان بالخسارة 1/2، وآثار هذه الخسارة فعلت ضجة كبيرة في كولومبيا وصلت لتهديد اللاعب سانشيز بالقتل بعد طرده في الدقيقة الثالثة وتسببه بركلة جزاء سُجل منها هدف مبكر، لكن رغم ذلك انتفض الفريق في اللقاء الثاني وحقق فوزاً عريضاً على بولندا بثلاثية بيضاء تم إهداؤها إلى سانشيز بالإضافة لأداء رائع، المدرب الأرجنتيني بيكرمان يسعى لاستغلال الحالة المعنوية الجيدة لفريقه لخطف انتصار التأهل على حساب أسود التيرنغا من خلال الاعتماد بشكل كبير على العناصر الهجومية المرعبة بقيادة رودريغيز وكوادرادو وفالكاو بالإضافة لكونتيرو حيث سجلت الأسماء الأربعة 11 هدفاً في المباريات المونديالية السبع الأخيرة من أصل 16 هدفاً، التوازن الذي قدمه الفريق في مباراة بولندا يعطيه نسبة كبيرة من الترشيحات بالتأهل فلم يترك مساحات كبيرة في الدفاع للهجوم البولندي بالإضافة لقطعه لمعظم الكرات وتنظيم هجمات مرتدة رائعة، حيث كان بالإمكان تسجيل عدد أكبر من الأهداف، خسارة اليابان ليست مقياساً على أداء كولومبيا ولن تقلل من حظوظها ورقياً في تجاوز السنغال فظروف تلك المباراة لم تخدم زملاء رودريغيز بالشكل المطلوب وبالتأكيد بانتظار نسخة كولومبية كبيرة كما حدث في البرازيل 2014، أوسبينا حارس المنتخب اعترف بصعوبة المباراة لكنه بالوقت نفسه كان واثقاً من قدرة فريقه على العبور كما أنه رفض الحديث عن مباريات الدور القادم لأن التركيز هو فقط على مباراة السنغال مع إشادته بقوة المنتخب الإنكليزي.

نقطة تكفي السنغال
ما زالت ذكريات 2002 عالقة في أذهان الشعب السنغالي حيث نجح أسود التيرانغا آنذاك في الوصول لربع النهائي من مشاركتهم الأولى، اليوم وبعد 16 عاماً يمتلك الفريق فرصة ذهبية في تكرار الإنجاز نفسه فهو يتصدر المجموعة الثامنة ونقطة واحدة فقط تكفيه لعبور دور المجموعات بعد إخفاقه بتحقيق الفوز على اليابان بعدما أضاع التقدم مرتين، المدرب السنغالي أليو سيسيه يعي أن المهمة في غاية الصعوبة فهو بحاجة إلى منظومة دفاعية قوية قادرة على تحمل الضغط الهجومي الذي ستفعله كولومبيا بالإضافة لاستغلال سرعة ماني في قيادة المرتدات للوصول إلى شباك أوسبينا، مدرب المنتخب قال بعد لقاء اليابان: إن إضاعة عدد كبير من الفرص هي التي ساهمت في التعادل وهذا ما يجب تداركه لأن عدد الفرص في لقاء كولومبيا سيكون أقل بكل تأكيد نظراً لقوة دفاع الخصم، تقابل الفريقان في مواجهتين وديتين انتصرت كولومبيا في واحدة بنتيجة 2-0 عام 2011 وحسم التعادل الإيجابي 2-2 المباراة الثانية في 2014.

حظوظ يابانية كبيرة
تبدو الحظوظ اليابانية هي الأفضل، فالتعادل أمام بولندا يكفي الساموراي للعبور وحتى في حالة الخسارة ستبقى الفرصة موجودة لكن مع انتظار خسارة السنغال من كولومبيا، الطموح الياباني لن يكون التأهل فحسب بل إن الصدارة هي الهدف الذي يبحث عنه المدرب أكيرا نيشينهو حسب تصريحاته الأخيرة، وقدم الفريق مونديالاً رائعاً رغم الخيارات القليلة التي يمتلكها في تشكيلته الأقل قيمة تسويقية في هذه المجموعة، الفوز على كولومبيا في الجولة الأولى هو ما جعل حظوظ اليابان كبيرة بالتأهل لأنه خرج بأربع نقاط من الفريقين المرشحين للتأهل وبقيت له مباراة مع بولندا متذيلة المجموعة والتي خرجت من المونديال، صعوبة المباراة تكمن في أن بولندا ستلعب من دون ضغوط لذلك لا يجب على الفريق الآسيوي فقدان تركيزه لأن خسارته مقابل تعادل كولومبيا والسنغال ستعني خروجه.

خيبة كبيرة بولندية
ستلعب اليوم بولندا آخر مبارياتها بعد الأداء الهزيل الذي قدمته في أول مباراتين، خيبة أمل كبيرة عاشتها جماهير بولندا لأنها انتظرت أداء أفضل من فريقها، كيف لا وهو تأهل للمونديال بانتصاره في ثماني مباريات من العشر التي خاضها بالتصفيات بالإضافة لتسجيلها لـ28 هدفاً، أرقام بولندا في المونديال الحالي هي من بين الأسوأ حيث خسرت في المباراتين وسجلت هدفاً واحداً فقط مقابل تلقيها خمسة أهداف وهي حصيلة كارثية على منتخب أوروبي، رغم كل ذلك ما زالت بولندا تبحث عن ترك بصمة قبل مغادرة روسيا فتحقيق انتصار قد يقلل الانتقادات على الفريق لأن الخروج من المونديال من دون نقاط سيكون أمراً من الصعب تقبله، سبق وأن التقى الفريقان في مواجهتين سابقتين كانت الغلبة بهما لليابان 5-0 في 1996 و2-0 في 2002.

مؤشرات
– خسرت بولندا في مباراتها الوحيدة مع فرق آسيا حينما واجهت كوريا الجنوبية في مونديال 2002 بهدفين.
– تاريخياً لم تخسر بولندا في مبارياتها الثلاث في دور المجموعات (أسوأ حصيلة هي فوز وخسارتان).
– نجحت اليابان في تحقيق الفوز في مناسبتين حينما التقت مع فرق من القارة العجوز (على الدنمارك 3-1 وعلى روسيا 1-0) فيما خسرت مرتين وتعادلت ثلاث مباريات.
– تغلبت كولومبيا على المنتخبات الإفريقية التي واجهتها في دور المجموعات (تونس 1-0 وساحل العاج 2-1).
– تعادلت السنغال في اللقاء الوحيد الذي جمعها بمنتخب لاتيني في المونديال (مع الأورغواي 3-3).

أرقام
– حققت اليابان فوزاً واحداً فقط في آخر 6 مباريات في كأس العالم.
– لم تحافظ السنغال على نظافة شباكها سوى مرة واحدة في مبارياتها السبع في المونديال (تلقت 9 أهداف).
– لم تخسر السنغال في آخر 15 مباراة سجل بها ساديو ماني (9 انتصارات و6 تعادلات).

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن