رياضة

الخبرة خذلت الآيسلنديين فحصد الكروات العلامة الكاملة … التانغو ترقص طرباً ببركة دعاء القديسين

| الوطن

ليلة عامرة عاشتها موسكو بل العالم أجمع ليس بمنافسة نهائي المونديال والتتويج المنتظر في الخامس عشر من الشهر القادم بل على وقع تأهل المنتخب الأرجنتيني إلى الدور الثاني من المونديال الروسي بشق الأنفس عقب فوزه القيصري على نظيره النيجيري بهدفين لهدف بعد مباراة للذكرى (من حيث المناسبة) وباهتة على مستوى الأداء وخاصة أنها جمعت بين فريقين يتنافسان على انتزاع البطاقة المؤهلة إلى ثمن نهائي البطولة، وعلى الجانب الآخر لعب الناري الكرواتي دور الإطفائي لأبناء بلاد البراكين وأشعل قمة ملعب لوجينكي بعدما حقق الفوز على الضيف الجديد بالنتيجة ذاتها رغم أن هدف الحسم جاء في الدقيقة الأخيرة، وهكذا تأهل المنتخبان المرشحان عن المجموعة السادسة لكن بالنفس الأخير بالنسبة للألبيسيلستي بطل وصيف بطل العالم وحامل اللقب في مناسبيتين.

حكاية درامية

لبست مباراة راقصي التانغو والنسور المحلقة ثوباً درامياً حبكته الظروف الأرجنتينية بالذات حيث دخل رفاق ميسي البطولة وسط توقعات بأن تكون بطولته لكن الهزيمة الكارثية أمام الكروات وقبلها التعادل المؤلم أمام آيسلندا جعل مصيرهم بين أيدي الآخرين وعليه فإن الهداف التاريخي ورفاقه كانوا مطالبين بالفوز أولاً ويستحسن أن يكون بأكثر من هدفين تحسباً لأي أمر.
ولأن المباراة لم ترتق فنياً إلى المستوى المطلوب فنبدأ من اللحظة الفاصلة في المباراة وكانت في الدقيقة 82 عندما انفرد المهاجم النيجيري إيهلو بالمرمى الأرجنتيني الذي دافع عنه الحارس فرانكو أرماني للمرة الأولى ليس بالمونديال فحسب بل على الصعيد الدولي وسدد إيهالو بطريقة شبه مثالية ولاسيما مع اقترابه من المرمى منحرفاً إلا أن أرماني تصدى للكرة على طرقة (مانويل نوير) أو حراس كرة اليد بساقه اليسرى ليبعد أخطر فرص الخضر في هذه الليلة، وبعد دقيقتين داعبت كرة نيجيرية أخرى (من ركلة حرة) الشباك الخارجية من الخارج وما هي ألا ثوان حتى عوقب أبناء القارة السمراء بهدف صاعق قلب الموازين لمصلحة أبناء التانغو وهو الهدف الذي بحث عنه هيغوين وزملاؤه منذ أدرك النيجيريون التعادل، والطريف أن روخو مدافع اليونايتد سجل هدفه المونديالي الثاني والأول كان بمرمى النسور بالذات في المونديال البرازيلي.

ميسي ومارادونا

وكان ليونيل ميسي قد سبق روخو إلى المرمي النيجيري الذي كان آخر من زاره مونديالياً عندما سجل هدف السبق في توقيت مثالي (في الدقيقة 14) بعدما أحسن استقبال تمريرة داخل المنطقة فروضها جيداً متخطياً ظله وسدد باليمنى منحرفاً بيمناه بعيداً عن متناول الحارس فرانسيس أوزوهو معلناً تقدم فريقه المرتبك ليشتعل الملعب بهتافات أبناء أرض الفضة وفي مقدمتهم مارادونا الذي لم ينفك يدعو فكأن بركة (القديس) أنقذت لاعبي بلاده.

ارتباك الأرجنتينيين قابله برود نيجيري على مستوى الهجوم فتأخرت ردة فعل أحمد موسى ورفاقه كثيراً على الرغم من بعض المحاولات الخجولة ومع بداية الشوط الثاني استمر (العك) بين الفريقين وكرات تائهة هنا وهناك حتى جاءت الدقيقة 50 عندما أعلن الحكم التركي شاكير ركلة جزاء بعد الاستعانة بتقنية الفيديو وأدرك من خلالها فيكتور موزيس التعادل الذي أعاد الفرصة الكاملة لفريقه وخاصة في ظل معطيات المباراة الأخرى.
وشهدت الدقائق التالية حرصاً كبيراً من الفريقين، النيجيري للحفاظ على النتيجة والأرجنتيني للتسجيل مجدداً لكن الفرص المباشرة غابت تمامً حتى الدقائق الأخيرة التي شهدت أهم التفاصيل وأنهت الكابوس (اللاتيني) بفرحة عارمة حتى بدا استاد لوجينكي وكأنه انتقل إلى بيونس آيرس فلا صوت يعلو على البهجة التي رسمها ميسي وروخو وكأنهم توجوا باللقب.

عندما تغيب الخبرة

إذا كان التأهل الأرجنتيني جاء (بطلوع الروح) فإن الخروج الآيسلندي جاء متوقعاً ليس لأن الفريق الاسكندنافي افتقد للروح أو للشجاعة الكافية بل لأن أبناء طبيب الأسنان (المدرب) هالميرسون افتقدوا الخبرة اللازمة في مثل هذا العرس الكبير، فقد خسروا للمرة الثانية وهذه المرة أمام المتصدر الكرواتي الذي خاض المباراة الختامية من دون ضغوط فحقق الفوز الثالث على التوالي بفضل استغلاله اندفاع الآيسلنديين.
وعلى عكس مباراة لوجينكي جاءت مباراة روستوف حافلة بالفرص المباشرة للفريقين ورغم امتلاك زملاء مودريتش للكرة أكثر إلا أن وصول الزرق حدث أكثر حتى إن أخشاب المرمى لكرتين إضافة إلى تصدي الحارس الكرواتي كالينيتش لأكثر من فرصة مباشرة، وانتظر الفريقان إلى الشوط الثاني ليتقدم الكرواتي بادلي بالهدف الأول (51) وفي الدقيقة 66 أدرك جيلفي سيغوردسون التعادل من علامة الجزاء وعلى عكس المجريات سجل إيفان بيرسيتش هدف الفوز الكرواتي في الدقيقة 90 إثر انفرادة، وبالمختصر يمكن القول إن الآيسلنديين افتقدوا الخبرة وقد اكتفوا بشرف التعادل مع الأرجنتين وكذلك بأنهم الفريق الوحيد الذي سجل بمرمى الكروات.

مقتطفات

– أصبح المنتخب الكرواتي ثاني منتخب يحقق العلامة الكاملة بعد الأورغواي والرقم 37 بتاريخ البطولة وهي المرة الأولى التي يفعلها في مشاركته الخامسة علماً أنه سجل بلوغه الثاني إلى دور الستة عشر وهي المرة الأولى التي يسجل في كل مباريات الدور الأول.
– تلقى المرمى الكرواتي هدفاً يتيماً وجاء من ركلة الجزاء حملت الرقم 22 في البطولة، علماً أن الفريق الكرواتي هو الوحيد الذي سجل هدفين على الأقل في كل مباراة بانتظار منتخبات بلجيكا وإنكلترا والسنغال.
– سجل ميسي الهدف رقم 100 في البطولة وهو السادس مونديالياً في سجله ليصبح رابع أرجنتيني يسجل في ثلاث نسخ علماً أنه لم يسجل في مونديال 2010، وهو الأول له في روسيا وجاء بعد أربع سنوات ويوم واحد على هدفه الأخير في مونديال 2014.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن