فصل درعا عن السويداء.. والجيش يقترب من المعابر الحدودية مع الأردن
| الوطن – وكالات
سيطرت قوات الجيش العربي السوري أمس على ثلاث بلدات في ريف درعا الشرقي، وتمكنت من الفصل بين محافظتي درعا والسويداء، واقتربت أكثر من المعابر الحدودية مع الأردن وذلك خلال معركة تحرير جنوب البلاد من التنظيمات الإرهابية.
ووفق مصادر إعلامية، سيطر الجيش بشكل كامل على بلدتي ناحتة والمليحة الشرقية، وعلى بلدة صما الهنيدات المعبر الواصل بين السويداء ودرعا بعد التقدم عليها.
وتعتبر بلدة صما الهنيدات المعبر الرئيسي بين درعا والسويداء، والذي تدخل منه بضائع ومواد غذائية ومدنيون في بعض الأحيان.
وبحسب المصادر الإعلامية، فإن الجيش استقدم تعزيزات ضخمة إلى محيط مدينة بصرى الشام في ريف درعا الشرقي، لفتح محور عسكري باتجاه معبر نصيب الحدودي مع الأردن.
وأوضحت المصادر، أن التعزيزات تركزت مع القوات العاملة في بادية السويداء، وأنه بحسب خريطة السيطرة الميدانية غدت قوات الجيش على مشارف خمس بلدات في أقصى الريف الشرقي لدرعا هي: المليحة الغربية، رخم، دير السلط، الصورة، سكاكا.
ونقلت مواقع إلكترونية معارضة عن قيادي في تنظيم «الجيش الحر» الإرهابي أن قوات الجيش تضغط حالياً على منطقة الصوامع شرقي درعا للسيطرة على بلدة أم المياذن وبالتالي الوصول إلى نصيب، وذكر أن قوات الجيش تحاول حالياً أيضاً السيطرة على كتيبة الدفاع الجوي جنوبي درعا البلد، كخطوة لقطع طريق نقل الإمدادات للإرهابيين الذي يربط ريفي درعا الشرقي بالغربي.
في الغضون، أفادت وكالة «سانا» بأن وحدات الجيش نفذت سلسلة رمايات نارية مركزة ضد محاور وتحركات مسلحي تنظيم «جبهة النصرة» الإرهابي وخطوط إمداده في السهول المحيطة بالجمرك القديم في القطاع الجنوبي الشرقي من مدينة درعا.
وبينت الوكالة، أن رمايات وحدات الجيش تهدف إلى قطع طرق وخطوط إمداد الإرهابيين في درعا البلد القادمة من الريف الشرقي والحدود الأردنية كون حي الجمرك القديم الذي يسيطر عليه الإرهابيون يعتبر أحد أهم بوابات العبور مع الأردن.
في الغضون، خرجت دفعة من المدنيين وعائلاتهم من مناطق سيطرة الإرهابيين بالريف الشرقي عبر المعبر الإنساني في خربة غزالة، بحسب صفحات على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك».
على خط موازٍ، شنّ الجيش عملية عسكرية واسعة على معاقل «النُصرة» في بلدة الحراك بريف درعا، وذكرت مواقع الكترونية أن انهياراً كبيراً حدث في صفوف «النصرة»، ولفتت إلى أن وحدات الجيش تمكنت من كسر خطوط دفاعِ المسلحين في بلدة ناحته وأجبرتهم على الانسحاب نحو بلدة الحراك حيث ينفذ الجيش هجوماً برياً بغطاء جوِّي.
كما لفتت المصادر إلى أن العملية العسكرية تسير بقوة على محورِ الحراك الكرك المسيفرة السهوة خاصة بعد تمكن الجيش من تحرير منطقة اللجاة والسيطرة على بلدات وقرى بصر الحرير ومليحة العطش وناحتة والمليحة الشرقية وإعادة فتح طريق إزرع السويداء بعد إغلاقه منذ نحو سبع سنوات.
في السياق، كشفت مصادر أهلية في محافظة درعا بحسب وكالة «سبوتنيك»، أن أهالي بلدة داعل عثروا، مساء الثلاثاء، على جثة رئيس بلدية داعل وعضو لجنة المصالحة الوطنية، بشار الشحادات، ملقاة في منتصف الطريق. واعتبرت المصادر، أن الإرهابيين، أرادوا من خلال إلقاء جثة الشحادات في عرض الطريق، بعث رسالة ترهيب للأهالي لمنعهم من الخروج في مسيرات تأييد للجيش.
إلى ذلك، اعتدت التنظيمات الإرهابية المنتشرة في ريف درعا الشرقي على خط الكهرباء 66 كيلو فولط المغذي لمدينة درعا ما أدى إلى انقطاع التيار الكهربائي عنها، وفق وكالة «سانا».
من جهة أخرى، أفادت «سانا» بأن الجهات المختصة بالتعاون مع لجان المصالحة المحلية في درعا سوت أوضاع 450 شخصاً في قرية شعارة بريف درعا الشمالي الشرقي بينهم 250 مسلحاً قاموا بتسليم أنفسهم وأسلحتهم والباقي من المطلوبين والمتخلفين عن الخدمة العسكرية الاحتياطية والإلزامية.
ولفتت الوكالة إلى تسوية أوضاع 400 شخص في بلدات كريم الجنوبي وايب وجدل والرويسات بينهم 31 مسلحاً سلموا أنفسهم وأسلحتهم و100 من المتخلفين عن الخدمة الإلزامية والاحتياطية إضافة إلى تسوية أوضاع نحو 150 شخصاً بينهم عدد من المسلحين في قرية الشرائع. وبعد إعادة الأمن والأمان إليها بفضل بطولات وتضحيات الجيش عادت أمس عشرات الأسر المهجرة نتيجة اعتداءات التنظيمات الإرهابية إلى منازلها في قرية البستان بالريف الشمالي الغربي للسويداء.
في الأثناء، نفت وزارة الدفاع الروسية أمس، ما تناقلته بعض وسائل الإعلام من أنباء عن انسحاب روسيا من الاتفاق حول منطقة «خفض التصعيد» في جنوب سورية، بحسب «روسيا اليوم».
من جانبها، ذكرت «القناة المركزية لقاعدة حميميم العسكرية» في منشور لها على صفحتها في موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»، أن «وجود تنظيمي داعش وجبهة النصرة الإرهابيين أمر معلوم لدى الجميع وبشكل علني، لذلك نرفض الاتهامات الموجهة للقوات الروسية باستخدامها كذريعة، ونؤكد استمرار العمليات في سورية حتى القضاء على الإرهاب».
وأكدت في منشور آخر، أن «القاذفات الروسية لا تستهدف مواقع مدنية على الإطلاق، وتقتصر مهامنا على تدمير القواعد الإرهابية التي تتبع لتنظيمي جبهة النصرة وداعش الإرهابيين، لمساندة القوات البرية الصديقة في التقدم على الأرض».