الديوك جرحوا كبرياء السيلستي في أول إقصائيات المونديال … المنتخبات اللاتينية تستسلم لقدرها أمام فرنسا مجدداً
| محمود قرقورا
انطلقت أمس مباريات الدور الستة عشر للمونديال بقمة غير عادية بين فرنسا متصدرة المجموعة الثالثة والأرجنتين ثانية الرابعة واستطاع المنتخب الفرنسي الحفاظ على الإرث الثقيل بمواجهة المنتخبات اللاتينية عندما عبر بأمان محطة التانغو بأربعة أهداف مقابل ثلاثة في واحدة من المباريات التي ستبقى في الذاكرة المونديالية طويلاً.
فرنسا حافظت على سجلها من دون خسارة أمام المنتخبات اللاتينية منذ مونديال 1978 والأهم أنها سددت ديناً قديماً لمنتخب التانغو الذي فاز في مونديالي 1930 و1978 وفي كلتا المرتين خلال دور المجموعات، وبناءً عليه جاء الفوز هذه المرة من خلال محطة إقصائية لا مجال فيها للتعويض.
إجمالاً جاء الفوز الفرنسي مستحقاً إذ شاهدنا فريقاً جماعياً متكاملاً ولو أن الهفوات الدفاعية ربما لا تقود الديوك للفوز بالكأس ما لم تعالج بالسرعة الكلية، وعلى الجانب المغاير شاهدنا بطئاً في تحضير الهجمة عند الجانب الأرجنتيني الذي افتقد للحلول، مع العلم أنه سجل ثلاثة أهداف وهو الذي سجل ثلاثة أهداف خلال دور المجموعات كله، بمعنى أن الأرجنتين لم تكن لتتوقع هذا التسجيل ولكن المشكلات الدفاعية استمرت فكان واحداً من المونديالات القليلة التي تغادر فيه الأرجنتين وأهدافها المسجلة أقل من التي تلقتها.
غريزمان يقلد زيدان
وجاءت بداية المباراة سريعة من الجانب الفرنسي الذي لفظت العارضة كرة قوية لغريزمان كإنذار مبكر شديد اللهجة لأبناء التانغو الذين لم يصحوا إلا والحكم الإيراني فاكهاني يعلن عن ركلة جزاء مصحوبة ببطاقة صفراء للمدافع الأرجنتيني روخو إثر انطلاقة يحسد عليها المهاجم الفرنسي مبابي، وحملت الركلة هدف التقدم للديوك عند الدقيقة الثالثة عشرة بتوقيع غريزمان نفسه الذين دوّن اسمه كثاني فرنسي يسجل من ركلتي جزاء في مونديال واحد بعد زين الدين زيدان عام 2006.
الجانب الفرنسي الذي بدأ برسم تكتيكي 4/2/3/1 بقي الأكثر خطورة ولكن على عكس المجريات سجل دي ماريا هدف التعادل للأرجنتين التي اعتمدت 4/3/3 قبل دقيقتين من مغادرة الحصة الأولى بتسديدة يسارية لا ترد، وتكاد تكون أفضل ما قدمه الجناح الأيسر في المونديال، وكأن التاريخ يعيد نفسه إذ كان دي ماريا هو مسجل هدف الأرجنتين في مثل هذا الدور من المونديال المنصرم بمرمى سويسرا.
ما هو مؤكد أن الشوط الأول جاءت نتيجته لمصلحة الأرجنتين التي لم تقدم ما يكفي لتنال التعادل وكأن الكرة تريدها، بينما الجانب الفرنسي لم تكافئه الكرة التي تكلمت بمنطقها الخاص.
شوط مجنون
الشوط الثاني حمل متغيرات لم تكن متوقعة فبعد ثلاث دقائق فقط سجل ميكارد هدف التقدم للأرجنتين عندما غمز تسديدة ليونيل ميسي مغيراً اتجاهها لتستقر في شباك لوريس فظن المتابعون أن الأرجنتين سيختلف مردودها في الحصة الثانية وهي لم تكن تحلم بهذا التقدم عطفاً على أداء الشوط الأول، ولأن الفرنسيين متكاملون فقد عادوا بقوة وكانت مناقيرهم جارحة، إذ سجلوا ثلاثة أهداف خلال إحدى عشرة دقيقة وهذا يؤكد الصلابة الفرنسية التي ظهرت خلال دور المجموعات، مع العلم أن المدرب ديشان ولاعبيه تعاملوا مع دور المجموعات بواقعية، وفرض مبابي نفسه بقوة مستحقاً نجومية المباراة فسجل الثالث والرابع في الدقيقتين 64 و68 والأول بمجهود فردي إثر دربكة في عمق دفاع الأرجنتين، والثاني إثر هجمة مرتدة نفذت على أصولها وهو ما عانى منه الأرجنتينيون أمام كرواتيا، وكان هدف التعادل جاء بتسديدة عبقرية أطلقها بافارد عند الدقيقة السابعة والخمسين.
وخلال الوقت بدل الضائع مرر ميسي كرة على المقاس لأغويرو الذي سجل برأسه ولم يكن الوقت كافياً لمنتخب التانغو الذي استسلم لقدر الخسارة وكتبت النهاية بحكم العادة لميسي الذي أخفق في التسجيل خلال الأدوار الإقصائية لكأس العالم حتى اللحظة.
بطاقة المباراة
الزمان: 30/6/2018.
المكان: ملعب كازان أرينا، في مدينة كازان الروسية.
المناسبة: دور الـ16 لكأس العالم.
المنتخبان: فرنسا × الأرجنتين.
النتيجة: 4/3 لمصلحة فرنسا.
الحكم: الإيراني علي رضا فاكهاني.
التشكيلتان:
فرنسا: لوريس، بافارد، فاران، أومتيتي، هيرنانديز، كانتي، بوغبا، مبابي، غريزمان (فقير)، ماتويدي (توليسو)، جيرو.
الأرجنتين: أرماني، ميركادو، أوتاميندي، روخو (فازيو)، تاجليافيكو، بيريز (أغويرو)، ماسكيرانو، بانيغا، بافون (ميزا)، ميسي، دي ماريا.