سورية

باتوا مجموعات صغيرة ومشتتة.. وتعمل بشكل منفصل عن بعضها … «أ ف ب»: إرهابيو الجنوب أمام خيارات «أحلاها مر»

| وكالات

بعد نحو أسبوعين على بدء العملية العسكرية للجيش العربي السوري في جنوب سورية لطرد التنظيمات الإرهابية، وجدت تلك التنظيمات نفسها أمام خيارات ضيقة «أحلاها مر»، وذلك بسبب الانهيارات التي عانت وما زالت تعاني منها مع التقدم السريع للجيش وتخلي عمان وواشنطن عنها.
وتتقاسم العشرات من التنظيمات الإرهابية الصغيرة والمدعومة بغالبيتها من الأردن والولايات المتحدة الأميركية السيطرة على مناطق واسعة من الجنوب السوري، وهي حالياً أمام هجوم عنيف للجيش لطردها من المنطقة.
وتكتسب المنطقة الجنوبية من سورية التي تضم إلى جانب درعا محافظتي القنيطرة والسويداء، بحسب وكالة «أ ف ب» للأنباء، خصوصيتها من أهمية موقعها الجغرافي الحدودي مع كيان الاحتلال الإسرائيلي والأردن، عدا عن قربها من دمشق.
وتسيطر التنظيمات الإرهابية على الجزء الأكبر من محافظتي درعا والقنيطرة، بينما يسيطر الجيش على محافظة السويداء بشكل شبه كامل.
وبحسب الوكالة، فإنه في العام 2014، توحدت تلك التنظيمات في درعا تحت ما عُرف بتحالف «الجبهة الجنوبية» الإرهابية، حيث انضمت 55 «كتيبة» الى «الجبهة» ليصبح عديدها أكثر من 30 ألف مسلح حققوا تقدماً في الجنوب السوري، بسيطرتهم على قواعد عسكرية ومناطق إستراتيجية في محافظتي درعا والقنيطرة.
وتعمل غالبية تلك التنظيمات في الجنوب تحت مظلة النفوذ الأميركي الأردني وقد تلقت تدريبات في الأردن، بدعوى أنها تُعد بمعظمها من «المعارضة المعتدلة».
وفاوضت الأمم المتحدة والأردن في العام 2017 من أجل التوصل إلى وقف إطلاق نار في الجنوب بدأ سريانه إثر اتفاق مع روسيا في شهر تموز، لتشهد تلك المنطقة منذ ذلك الحين وقفاً للأعمال القتالية، قبل أن تبدأ قوات الجيش عملية عسكرية ضدها في 19 حزيران الماضي.
واليوم، ووفقاً للوكالة، فإن الأردن يجري اتصالات للتوصل إلى وقف إطلاق نار جديد في الجنوب، وفق ما قال وزير خارجيته أيمن الصفدي أول من أمس.
وذكر تقرير لـــ«مجموعة الأزمات الدولية» أن كيان الاحتلال الإسرائيلي أيضاً يدعم التنظيمات الإرهابية جنوباً في محاولة لتكريس شركاء محليين وضمان أمن ما اسماه «منطقة عازلة على حدوده».
وخلال السنوات الماضية، تلقى المئات من جرحى التنظيمات الإرهابية وعلى رأسها «جبهة النصرة» العلاج في مستشفيات الكيان.
وعلى مر السنوات، ضعف تنظيم «الجبهة الجنوبية» وباتت مجموعاته تعمل بشكل منفصل عن بعضها.
وبحسب تقرير مجموعة الأزمات الدولية ليس لدى التنظيمات الإرهابية في الجنوب قيادة واحدة، وإن كانت تنسق فيما بينها إلى حد ما.
ونقلت الـــ«أ ف ب» عن مدير «المرصد السوري لحقوق الإنسان» المعارض، رامي عبد الرحمن قوله: «لم تعد هناك جبهة جنوبية»، مشيراً إلى أن عشرات التنظيمات الإرهابية تشكل فيما بينها غرف عمليات مشتركة متنوعة في مناطق عدة من الجنوب.
ووفقاً لعبد الرحمن، فإنه لا يزال عديد التنظيمات الإرهابية في الجنوب حوالي 30 ألفاً، أكثر من نصفهم تلقوا تدريبات من عسكريين أردنيين وأميركيين.
ويعد تنظيما «جيش الثوار» و«شباب السنة» الإرهابيين الأبرز والأكثر نفوذاً من حيث العديد والمعدات العسكرية، وينتمي إليهما حوالي نصف المسلحين في الجنوب، بحسب المرصد.
في الأثناء وبعد نحو أسبوعين من العملية العسكرية للجيش في محافظة درعا، ذكرت الوكالة، أن التنظيمات الإرهابية وجدت نفسها أمام خيارات «أحلاها مر»، بعد التخلي الظاهر عنها من جانب عمان وواشنطن، أبرز داعميها حتى الآن، وإحراز قوات الجيش تقدماً ميدانياً بدعم جوي روسي.
ونقلت الـــ«أ ف ب» عن المعارض أحمد أبازيد قوله: إنه مع التخلي الأميركي عن التنظيمات الإرهابية وإغلاق الحدود الأردنية، ما يبدو بمثابة ضوء أخضر دولي للحملة الروسية في الجنوب، يتبين أن الخيارات ضيقة أمام تلك التنظيمات.
من جانبه قال الباحث في مجموعة الأزمات الدولية سام هيلر بحسب الوكالة: «تواجه الفصائل (التنظيمات الإرهابية) خيارات أحلاها مر، بين التفاوض مع الطرف الروسي بواسطة الطرف الأردني، أو استمرار المقاومة العسكرية التي ستنتهي بالتفاوض تحت المزيد من الضغط العسكري».
وكانت واشنطن أبلغت التنظيمات الإرهابية أنها لا تنوي التدخل عسكرياً لمساعدتها، بينما قرر الأردن إبقاء حدوده مغلقة تجنباً لتدفق موجات جديدة من اللاجئين إلى أراضيه.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن