فكك «البنيان المرصوص» وهدم «عامود حوران».. والمصالحات تتسارع.. والأهالي يستقبلونه بالمسيرات … الجيش على بعد كيلومترين من الحدود مع الأردن
| الوطن– وكالات
تسارعت وتيرة تقدم الجيش العربي السوري في معركة جنوب البلاد بشكل لافت أمس، وبات على بعد كيلومترين فقط من الحدود الأردنية، الأمر الذي جعل التنظيمات الإرهابية تتهاوى بمختلف مسمياتها كـ«البنيان المرصوص» و«عامود حوران».
وبينما لم يبق للتنظيمات سوى مخرج وحيد وهو الاستسلام وخضوعهم لقبضة الجيش، تنفس أهالي تلك المناطق الصعداء فبادروا إلى الاحتفال بعودتهم إلى حضن الوطن، مرحبين بأبطال الجيش.
وأعلن مصدر عسكري، أن وحدات من الجيش فرضت سيطرتها على بلدة الغارية الغربية بعد القضاء على أعداد من مسلحي تنظيم «جبهة النصرة» الإرهابي وتدمير أسلحتهم وعتادهم.
وأضاف المصدر بحسب وكالة «سانا» للأنباء: إن وحدات الهندسة قامت على الفور بتمشيط البلدة بشكل كامل حيث فككت الألغام والمفخخات التي خلفها الإرهابيون في البلدة وذلك لضمان عودة الأهالي إلى منازلهم بشكل آمن، بينما لفتت الوكالة إلى دخول الجيش إلى البلدة وتمشيطها، مشيرة إلى حالة التدمير والتخريب الناجم عن اعتداءات الإرهابيين وجرائمهم والتي طالت العديد من المنازل والبنى التحتية في البلدة.
وأفادت الوكالة، بأن وحدة من الجيش وجهت رمايات مركزة على مواقع انتشار مسلحي «النصرة» والمجموعات المرتبطة بالتنظيم في محيط منطقة الجمرك القديم ما أسفر عن إيقاع العديد من الإرهابيين قتلى ومصابين وتدمير تحصينات ودشم أقاموها في الأراضي الزراعية، موضحة أن السهول المحيطة بمنطقة الجمرك القديم التي ينتشر فيه مسلحو «النصرة» من أهم الطرق وخطوط إمداد رئيسية لهم في درعا البلد القادمة من الريف الشرقي والحدود الأردنية وبوابات العبور للإرهابيين من وإلى الأردن.
وفي الريف الشمالي الشرقي واصلت وحدات من الجيش عملياتها المكثفة على تجمعات وأوكار تنظيم «النصرة» والمجموعات الإرهابية التابعة له في بلدتي الكرك الشرقي والمسيفرة وحققت إصابات مباشرة في صفوف الإرهابيين المنهارة معنوياتهم بعد سيطرة الجيش على العديد من القرى والبلدات وانضمام غيرها إلى المصالحات المحلية.
ولفت مصدر ميداني لـ«الوطن» إلى أن الجيش مد سيطرته إلى بلدة الجيزة وقرى السهوة وكحيل.
وظهر أمس سيطر الجيش على تل الزميطية الإستراتيجي غرب مدينة درعا ليتمكن بذلك من قطع خط إمداد الإرهابيين الوحيد المسمى بالطريق الحربي نارياً.
وهذا الطريق بحسب المصدر يصل ريفي درعا الغربي بالجنوبي الشرقي.
وبهذه السيطرة أغلق الجيش نارياً الثغرة التي تربط الحدود السورية الأردنية من الجهة المقابلة للتل الذي يبعد حوالي الـ2 كم عن الأردن، وبالتالي عزل ريفي درعا الشرقي والغربي عن بعضهما، بحسب «الإعلام الحربي المركزي».
وأظهرت خريطة بثها «الإعلام الحربي المركزي» عبر قناته في تلغرام، اقتراب الجيش من السيطرة على معاقل بارزة للإرهابيين مثل بلدتي صيدا والنعيمة، على حين يفصله كيلومترين فقط عن الحدود الأردنية شمال شرق مدينة الرمثا الأردنية الحدودية.
بموازاة ذلك، أشارت «سانا» إلى انضمام عدد من البلدات والقرى بريف درعا إلى المصالحات في وقت تواصل فيه وحدات الجيش عملياتها ضد أوكار «النصرة» في درعا البلد والنعيمة.
وأفادت الوكالة بورود أنباء عن دخول بلدتي طفس والمزيريب بالريف الغربي في درعا بالمصالحة، بعدما أشارت إلى انضمام قرى وبلدات داعل والغارية الشرقية وتلول خليف وتل الشيخ حسين إلى المصالحات بعد تسليم المسلحين أسلحتهم للجيش تمهيداً لتسوية أوضاعهم وفق القوانين والأنظمة النافذة.
ولفتت إلى أن هذه البلدات والقرى شهدت تجمعات شعبية حاشدة للترحيب بالجيش وشكره على تخليصهم من الإرهابيين حيث أكد الأهالي دعمهم له في حربه المتواصلة لإنهاء الوجود الإرهابي وإعادة الأمن والاستقرار إلى عموم محافظة درعا.
وحمل المشاركون في التجمعات الأعلام الوطنية وصور الرئيس بشار الأسد ورددوا هتافات تحيي بطولات الجيش وتضحياته لحماية المواطنين وتطهير قراهم من رجس الإرهاب.
وأكدت الوكالة، أن المسلحين في بلدات الطيبة وصيدا وأم المياذن ونصيب بالريف الشرقي والجنوبي الشرقي وافقوا على تسليم أسلحتهم للجيش والدخول في المصالحة.
في المقابل ناشد متزعم تنظيم «جيش اليرموك» الإرهابي وعضو «الهيئة العليا للتفاوض» المعارضة الإرهابي بشار الزعبي، أقرانه من الإرهابيين لعدم الدخول في المصالحة.
وانتشر تسجيل صوتي للزعبي يدعو فيه «للهدوء وعدم إجراء مصالحات انفرادية» على حد وصفه، مضيفاً: إن هناك مفاوضات لإعادة العمل باتفاق خفض التصعيد، وذلك قبل ورد أنباء بفشل المفاوضات التي عقدت في بصرى الشام بين وفد من الإرهابيين مع الجانب الروسي، لإدخال مدينة درعا في اتفاق مصالحة لرفض الجانب الروسي لشروطهم.
وفيما يمكن اعتباره محاولة فاشلة لصد الجيش، اعتدت المجموعات الإرهابية المرتبطة بتنظيم «النصرة» بقذائف صاروخية على حيي الكاشف وشمال الخط بمدينة درعا ما أدى لاستشهاد طفلة وإصابة 5 أشخاص بجروح متفاوتة جراء الاعتداء.
وأوضحت «سانا» أن المجموعات الإرهابية المنتشرة في درعا البلد وبلدة النعيمة بالريف الشرقي أطلقت أمس عدة قذائف صاروخية على حيي شمال الخط والكاشف ما تسبب بارتقاء طفلة وإصابة 5 أشخاص بينهم امرأة وأغلبهم من عائلة واحدة بجروح متفاوتة، مشيرة إلى وقوع أضرار مادية بالممتلكات العامة والخاصة جراء الاعتداءات.
وبث نشطاء على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك» صوراً قالوا: إنها لمقر مسؤول تنظيم «لواء المهاجرين والأنصار» الإرهابي، في بلدة الصورة في ريف درعا الشمالي الشرقي أظهرت أيضاً عدة دبابات ومدافع ميدان ثقيلة تركها الإرهابيون قبل هروبهم من البلدة تحت ضربات الجيش السوري.
وفي وقت لاحق أمس بثت شبكات على مواقع التواصل، أن الجيش يتجه إلى تحرير بلدة نصيب على الحدود الأردنية، على حين تحدث نشطاء بأن الأهالي الذين منعتهم التنظيمات الإرهابية من النزوح باتجاه مناطق سيطرة الجيش حاولوا دفعهم باتجاه الحدود الأردنية كي يتمكن الإرهابيون من الهروب بينهم.
ومساء أمس ذكرت صحيفة «يديعوت أحرنوت» الإسرائيلية أن التنظيمات الإرهابية في جنوب البلاد «على وشك الاستسلام»، علماً أن كيان الاحتلال الإسرائيلي لطالما دعم هؤلاء الإرهابيين.