«بيغ بن» حلب تدق أجراسها مجدداً
| حلب – خالد زنكلو
دقت ساعة باب الفرج والمعروفة بـ«بيغ بن» حلب، والتي تضاهي نظيرتها في لندن، أجراسها مجدداً الساعة 11 ليل أول من أمس بالتوقيت المحلي بعد انتهاء أعمال صيانتها بخبرات محلية معلنة عودة الحياة إليها بعد توقفها لعشرات السنين.
وبين محافظ حلب حسين دياب لـ«الوطن» أن للساعة، التي يعود بناء برجها الحجري إلى 1898، أهمية تاريخية بالإضافة إلى ارتباطها بذاكرة المدينة لوقوعها في مركز المدينة الذي يعاد تأهيله وفق رؤية هندسية ومعمارية ضمن مشروع متكامل، ولفت إلى قيمة «الإنجاز» الذي تكفلت به كوادر محلية أثبتت جدارتها ونافس العالمية.
وأوضح دياب أن المحافظة وبتصميم وإرادة كبيرين، بذلت ما يمكن من جهد بالتعاون مع مجلس المدينة ومديرية الآثار والمتاحف ومبادرة أهلية لإعادة تشغيل الساعة الأثرية بأسرع وقت ممكن راعى الطرائق الحديثة في ترميم واجهاتها الحجرية الأربع وإطاراتها وزخارفها ومنجورها الخشبي بأدق التفاصيل على الرغم من آثار الإرهاب الذي استهدفها، عدا صيانة الأجزاء الداخلية للساعة وآلاتها الفريدة من نوعها عالمياً واعتماد إنارة وتجهيزات صوتية متطورة.
وسبق للساعة الإنكليزية الصنع والتي تعد معلماً مسجلاً، أن دقت أجراسها لفترة محدودة إبان صيانتها من الشركة المسؤولة عن صيانة «بيغ بن» لندن خلال الاحتفال بحلب عاصمة للثقافة الإسلامية سنة 1996 إلى أن تصدى ابن حلب المهندس أحمد أنيس، والذي آثر الابتعاد عن الإعلام، لمهمة إصلاحها وعلى نفقته الخاصة وتكفل بصيانتها لعشر سنوات على حين تولت مبادرة «أهالي حلب» دفع تكاليف ترميم البرج الحجري الذي يحملها وتأهيل منهل المياه أسفل المبنى وعمره أكثر من 400 عاماً.
وكان أنيس وثق أجزاء الساعة، النادرة عالمياً والتي لها توءم موجود في كنيسة أثرية بإنكلترا، بمحاضر وصور أثناء تفكيكها وبموافقات وإشراف أصولي من «آثار حلب» ووفر مبالغ كبيرة لصيانتها من شركات أجنبية معدودة على أصبع اليد الواحدة ولتدور عقاربها من جديد.