هدف السيلساو أكبر من الدور الثاني دون النظر لهوية المنافس … التريكولور لفك عقدة ثمن النهائي والعقدة البرازيلية
| خالد عرنوس
عندما تنطلق في الخامسة من عصر اليوم المواجهة بين المنتخب البرازيلي ونظيره المكسيكي على أرض ملعب كوزموس بمدينة سامارا بصافرة الحكم الإيطالي جيان لوكا روكي فإن ذكريات أنصار الفريقين ستنصب على أشياء مهمة كتبها تاريخ المواجهات السابقة بينهما في العرس العالمي أو كل وحده في البطولة الأهم، فيرغب البرازيليون رؤية السيلساو على منصة التتويج في الخامس عشر من الشهر الحالي في العاصمة الروسية موسكو ولا شيء يرضي مخيلتهم سواه حتى إن الوصافة لا تعتبر إنجازاً لمعظمهم على حين المكسيكيون يأملون بفك عقدتين، الأولى الفوز على زعيم البطولة للمرة الأولى في المواجهة الخامسة بينهما، أما الثانية فهو تخطي عقدة دور الستة عشر التي لازمت التريكولور في مشاركاته الست الأخيرة وعند تحقيق الهدفين فإن الأمور ستصبح أسهل أمام رفاق رافا ماركيز لكتابة تاريخ جديد في المونديال.
حلم ليلة صيف
منذ كابوس بيلو هيروزينتي في صيف 2014 عندما تلقى السيلساو الصفعة الأقوى بتاريخ مشاركاته المونديالية وعشاق السامبا ينتظرون البطولة الحالية بفارغ الصبر، وبعد تخبطات عديدة على الصعيد الفني جاء المدرب تيتي ليعيد إلى البرازيليين الهيبة ليراهنوا على فريقهم الحالي للعودة إلى منصات التتويج، ولم يكن الهدف المنشود سوى اللقب السادس كما أعلنها النجم السابق ريفالدو (أحد أبطال اللقب الخامس) عندما صرح: بأن المركز الثاني في روسيا لا يعتبر إنجازاً للشعب البرازيلي.
اليوم وبعد تجاوز منطقي وسهل (نوعاً ما) للدور الأول يدخل السيلساو أول امتحان جدي بآمال عريضة وحظوظ قوية معتمداً على سجل رائع تحت قيادة المدرب تيتي وسلسلة رائعة على المستوى الرسمي، حيث لم يخسر في 15 مباراة رسمية أي منذ الخسارة أمام بيرو بهدف في ختام الدور الأول لكوبا أميركا المئوية 2016.
وفوق السجل الجيد فهناك الكثير من الحلول في (جراب) المدرب خاصة مع تألق كوتينيو ونيمار وباولينيو مع انتظار الأفضل من النجم الأعلى نيمار الذي يعد رمزاً لهذا الجيل، وعلى الرغم من بعض الشكوك حول مشاركة مارسيللو ودوغلاس كوستا للإصابة إلا أن الجبهة اليسر لم تتأثر كثيراً لغياب الأول مع اشتراك فيليبي لويس وأيضاً التعويل على ويليان الذي لم يقدم الكثير حتى الآن، والأهم أن خط الدفاع أثبت حتى الآن كفاءة عالية فلم تهتز شباك أليسون سوى مرة واحدة والأخير لم يختبر كثيراً بفضل تألق ميراندا ورفاقه تياغو سيلفا والبقية.
العودة المنتظرة
إذا كان البرازيليون ينتظرون الأفضل من نيمار وويليان على وجه الخصوص فإن أحفاد الأزتيك ينتظرون عودة فريقهم كاملاً أمام راقصي السامبا، وكان الفريق فاز في أول مباراتين على طريقة (اضرب واهرب) قبل أن يسقط بالثلاثة أمام السويد في المباراة الثالثة وقد أنقذ مشواره الروسي خسارة المانشافت ما رسم علامات استفهام حول مقدرة لاعبي أوزريو على كسر العقدة وتجاوز المطب البرازيلي.
ويدخل التريكولور بطموحات كبيرة لكتابة تاريخ جديد معتمداً على خبرة الهداف تشيشاريتو وأيضاً كارلوس فيلا وربما جيوفاني دوس سانتوس إضافة للمدافع التاريخي رافا ماركيز ولا ننسى الحارس المتألق أوتشوا ولكل من هؤلاء حكايات خاصة مع أبناء السامبا.
فنياً يمكن القول إن الاعتماد على اللعب الدفاعي والهجوم السريع في المرتدات هو ما يحاول أوزوريو عمله أمام فريق يستحوذ على الكرة كثيراً ويتبع خططاً عديدة في نصف ملعب الخصوم من أجل الحسم، وقد نجح تشيشاريتو بمعاونة لوزانو وفيلا خاصة في مباراتي ألمانيا وكوريا الجنوبية عندما هددوا مرمى نوير وجو هيونغ كثيراً.
عقدتان لا واحدة
يدخل التريكولور مباراة البرازيل باحثاً عن حل عقدتين موندياليتين، الأولى هي تجاوز الدور الثاني (دور الـ16) للمرة الأولى بعد ست مشاركات انتهت جميعها في هذا الدور، بداية من 1994 عندما خسر أمام بلغاريا بالترجيح ثم تبعها عام 1998 أمام الألمان 1/2 وأميركا عام 2002 بنتيجة صفر/2 وأمام الأرجنتين في مونديالي 2006 و2010 على التوالي 1/2 (بعد التمديد) و1/3 وأخيراً أمام هولندا بهدف الدقيقة 90.
أما العقدة الثانية فهي عدم الفوز على أبناء السامبا في أربع مواجهات مونديالية سابقة والأنكى أن الشباك البرازيلية ظلت عصية على المكسيكيين طوال 360 دقيقة، وإن كان اللقاء الأخير بينهما والذي انتهى بالتعادل السلبي يبقى حافزاً أمام أوتشوا بطل تلك الليلة ورفاقه لتقديم الأفضل في لقاء اليوم وربما لا يحتاج الفريقان للتسجيل فالتعادل السلبي وإن كان مستبعداً إلا أنه كفيل بالوصول إلى الحسم من نقطة الجزاء.
ذكريات خضراء
بين عشرات اللقاءات بين البرازيل والمكسيك على المستويات كافة يظهر بصيص الأمل للتريكولور من أجل كسر الحواجز والتغلب على السيليساو في لقاء سامارا، ففي كأس القارات 1999 اجتمع الفريقان بالنهائي ويومها حقق رفاق ماركيز (الحاضر يومها) المعجزة وفازوا 4/3 ليتوجوا بأول ألقابهم الدولية، وبعد 6 سنوات على الأراضي البيروفية اجتمع صغارهما في نهائي مونديال الناشئين بحضور مارسيللو ودوس سانتوس وفيلا وفاز أصحاب الزي الأخضر بالثلاثة، وفي أولمبياد لندن 2012 كان تجدد اللقاء البرازيلي – المكسيكي والفوز كان مكسيكياً من جديد 2/1 بوجود نيمار وتياغو سيلفا مقابل دوس سانتوس.
ذكريات وأرقام
– 40 مرة تواجهت البرازيل والمكسيك فكانت الغلبة لأصحاب الزي (الأصفر) بواقع 23 فوزاً مقابل 10 للتريكولور وتعادلتا 7 مرات والأهداف 73/36، ومنها 4 لقاءات بالدور الأول للمونديال ومثلها بكأس القارات حيث تقاسما الفوز، ففاز السيليساو 1997 (3/2) و2013 (2/صفر) وفاز أبناء الأزتيك عام 1999 (4/3) و2005 بهدف.
– أربع مرات تقابلت البرازيل مع المكسيك في المونديال ففازت البرازيل 4/صفر في بطولة 1950 و5/صفر في نسخة 1954 و2/صفر ضمن بطولة تشيلي 1962 وتعادلتا سلباً في بطولة 2014.
– 41 مباراة خاضتها البرازيل في أدوار الإقصاء ففازت بـ26 وتعادلت بـ5 وخسرت 10 مرات وسبق لها أن واجهت أميركا من الكونكاكاف مرة واحد ة وهزمتها في مثل هذا الدور لمونديال 1994 بهدف.
– وصلت البرازيل إلى ركلات الترجيح 4 مرات ففازت على إيطاليا 1994 (3/2) بعد صفر/صفر النهائي وفازت على هولندا 4/2 في نصف نهائي 1998 بعد التعادل (1/1) وفازت على تشيلي في ثمن نهائي 2014 (3/2) بعد التعادل 1/1 وخسرت عام 1986 أمام فرنسا بعد التعادل 1/1.
– لعبت المكسيك 9 مباريات بأدوار الإقصاء ففازت مرة واحدة على بلغاريا 2/صفر في ثمن نهائي 1986، وخسرت 6 مرات جميعها في الدور الثاني على مختلف مسمياته وتعادلت مرتين قبل أن تخسر بالترجيح، أمام ألمانيا في 1986 (1/4) بعد التعادل السلبي وأمام بلغاريا 1/3 في ثمن نهائي 1994 بعد التعادل 1/1.