رياضة

عقدة المنتخب المضيف تلاحق اللاروخا … روسيا بركلات الترجيح تهزم إسبانيا وتدخل التاريخ

| ناصر النجار

للمرة الثانية تصل روسيا إلى ربع النهائي في بطولات كأس العالم، وسبق للاتحاد السوفييتي أن وصلها في مونديال 1966 على حساب المجر مقابل ست هزائم في الأدوار الإقصائية.
وهذه هي المرة الأولى التي تصل بها مباريات دور الـ16 في المونديال الحالي إلى ركلات الترجيح، واحتكمت 26 مباراة من مباريات كأس العالم إلى ركلات الترجيح. ووحدها منتخبات روسيا وبلجيكا وكوريا الجنوبية لم تهدر أي ركلة ترجيح في بطولات كأس العالم وفشل دي خيا في التصدي إلى أي ركلة، بينما تصدى حارس روسيا التتيفييف إلى ركلتين فكان الفوز من نصيب روسيا بنتيجة 4/3 بعد التعادل (1/1).
ونلاحظ أن فريقي روسيا والأورغواي من المجموعة الأولى تأهلا إلى ربع النهائي، بينما فشل المتأهلان من المجموعة الثانية إسبانيا والبرتغال من تجاوز دور الـ16 فلحقا بفرق المجموعة.
كما ونلاحظ أن عقدة أصحاب الأرض تلاحق الفريق الإسباني فلم يسبق له أن هزم أصحاب الضيافة في المباريات التي واجههم فيها، فخسر في بطولة 1934 أمام إيطاليا صفر/1 بعد التعادل 1/1، وخرج أمام البرازيل بالخسارة 1/6 في بطولة 1950، كما خرج أمام كوريا الجنوبية بركلات الترجيح في مونديال 2002، وهاهو السيناريو نفسه يتكرر في مونديال 2018 أمام روسيا.
إسبانيا كانت مرشحة للتأهل إلى ربع النهائي برأي أغلب النقاد، لكن الظروف خدمت روسيا التي استطاعت أن تجر اللاروخا إلى ركلات الترجيح التي تفوقت بها على حساب الإسبان الذين لم يكونوا كما يجب، فلم يرد الحارس أي ركلة فضلاً عن إضاعة اللاعبين لركلتين.
وسبق لإسبانيا أن خرجت بفعل ركلات الترجيح مرتين الأولى في ربع نهائي 1986 أمام بلجيكا 4/3 بعد التعادل 1/1 وأمام كوريا الجنوبية 3/5 بعد التعادل السلبي في ربع نهائي مونديال 2002، والمرة الوحيدة التي نجا فيها من ركلات الترجيح كانت من مونديال 2002 بدور الـ16 بالفوز على إيرلندا 3/2 بعد التعادل 1/1.
روسيا حققت الإنجاز بدخولها ربع النهائي وستواجه الفائز من لقاء كرواتيا والدانمارك وعرف مدربها كيف يتعامل مع المباراة بأسلوبه الدفاعي وساعده على ذلك العقم الهجومي وضعف الفاعلية للاعبي اللاروخا.
المباراة بشكلها العام كانت دون الوسط، خلت من الفرص والهجمات الخطرة، ولم تنفع السيطرة الإسبانية على المباراة لتؤهله إلى دخول ربع النهائي فخرج من البطولة دون أي يحقق أي بصمة فيها.

بلا فاعلية
الشوط الأول شهد سيطرة إسبانية بنسبة 70%، لكن هذه السيطرة لم تخلق الكثير من الفرص الخطيرة.
أصحاب الأرض الذين أدركوا صعوبة المهمة مسبقاً، كالإسبان مرشحون للفوز ولو على الورق، لذلك اعتمدوا الأسلوب الدفاعي للحد من الخطورة الإسبانية بزيادة الفاعلية الدفاعية بزج أكبر عدد من اللاعبين في المنطقة الخلفية والاعتماد على المرتدات، وانتظار الركلات الثابتة التي قد تثمر أهدافاً.
ضغط البداية أسفر عن هدف عكسي سجله عميد اللاعبين الروس سيرجي ايغناشيفيش بمرماه في الدقيقة (12) واللاعب المذكور هو أكبر لاعب بالمونديال يسجل بمرمى فريقه وهو قارب على التاسعة والثلاثين ولعب 126 مباراة دولية.
اللاروخا تكسرت هجماته أمام صمود الدب، وعزز هذا الصمود عدم جدية في اختراق الدفاع فكانت كل الهجمات تفتقر إلى الدقة والنهاية الصحيحة.
وحدث ما لم يكن متوقعاً بالجزاء التي أعلنها الحكم الهولندي بيورن كييرز (د41) بعد لمس الكرة من قبل بيكيه، ارتيم دزيوبا سجل الجزاء الأولى لروسيا في المونديال وأدرك بها التعادل وهي الجزاء (26) بالبطولة، والعشرون التي عبرت المرمى بنجاح، وبها انتهت مجريات الشوط الأول.
الشوط الثاني كان نسخة طبق الأصل عن الأول، دفاع روسي صامد وهجوم إسباني دون فاعلية، والملاحظ في كل الهجمات التي قادها اللاروخا أنها كانت سهلة على الدفاع فتلقى الكرات الهوائية بثقة وتصدى للكرات الأرضية براحة تامة، وغاب عن الإسبان عامل المباغتة في الهجمات، كما افتقدوا إلى المراوغة المجدية، وعندما حمي الوطيس في بعض الدقائق المجنونة تصدى ايجور اكينغييف مرمى الدب ببسالة وأمام هذه الصورة المتواضعة من الأداء كان لزاماً على الحكم الهولندي أن ينهي المباراة بالتعادل الإيجابي 1/1، ليخوض الفريقان جولة جديدة من شوطين إضافيين لكسر التعادل وهو أول تمديد في دور الـ16.
فشلت إسبانيا في حسم المباراة بالتمديد وكانت فعلتها في نهائي مونديال 2010 بالفوز على هولندا بهدف إنييستا د116 وفازت به ببطولتها الوحيدة.
شوطا المباراة الإضافيان حملا الرقم نفسه باستثناء جملة كروية حلوة كان لها الحارس الروسي ودفاعه بالمرصاد د108 وكاد الروس يفعلوها بالدقيقة الأخيرة لكنهم لم يكونوا أشطر من الإسبان فانتهت المباراة 1/1.

ركلات الحظ
لعبت إسبانيا خمس ركلات فسجل إنييستا وبيكيه وراموس ورد الحارس الروسي كرتي كوكي وأسباس.
سجلت روسيا ركلاتها الأربع عبر فيدورسمولوف وايغناشيفيتش وجولوفين وتشيريشيف.
هذا هو اللقاء الأول بين الفريقين في كأس العالم وأوروبياً فازت إسبانيا 2/1 (1964) و1/صفر في يورو 2004، و4/1 في يورو 2008 بالدور الأول، و3/صفر بنصف النهائي.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن