شؤون محلية

المياه محور الصراع في المنطقة العربية مستقبلاً

 طرطوس- الوطن : 

أشار الباحث الدكتور عرسان عرسان إلى مشكلات المياه في الماضي والحاضر والمستقبل والأطماع الصهيونية في السيطرة على الموارد المائية ابتداء من الأراضي الفلسطينية المحتلة وانتهاء بإثيوبيا والسودان.
جاء ذلك خلال ورشة العمل التي أقيمت في المركز الثقافي العربي في طرطوس بعنوان (المياه محور الصراع في المنطقة العربية مستقبلاً)..
وبيّن عرسان أن الصهاينة يسيطرون بشكل كامل على الموارد المائية في فلسطين المحتلة وعلى كامل مياه نهر الأردن ويستنزف مياه نهر الليطاني ويحاول استنزاف مياه نهري الليطاني والحاصباني في لبنان.. ووصلت أطماع إسرائيل في نقل مياه النيل من السودان عبر أنابيب في قناة السويس والبدء بإنشاء سد النهضة في إثيوبيا والتي تشرف عليه وتنفذه شركات إسرائيلية.. إضافة إلى استنزاف كامل مياه الجولان السوري المحتل بأنهاره وبحيراته وينابيعه.
الورشة تضمنت ثلاثة محاور الأول ما يجري في الوطن العربي من أحداث واضطرابات واستفادة الكيان الصهيوني منها وسيطرته بشكل مباشر على المياه وأثر ذلك على سيادة بعض الدول.
أما المحور الثاني فتناول أثر الأحداث في الوطن العربي على المحاصيل الإستراتيجية الزراعية (قمح- شعير- قطن- شوندر سكري) حيث أوضح الدكتور وليد العك أننا في سورية وصلنا إلى الاكتفاء الذاتي من هذه المحاصيل قبل الأزمة بل الفائض الذي كنا نصدره واليوم أصبحنا من المستوردين للقمح والسكر نتيجة انكفاء المزارعين عن زراعة الشوندر السكري في ظل إغلاق معظم المعامل التي دمرها الإرهاب التكفيري، وكذلك الأمر بالنسبة للقمح حيث انحسرت المساحات المزروعة والصعوبة في استلام المحصول وتعرض البعض منه للحرائق المفتعلة من قبل العصابات المسلحة.. كما شهدت البلاد ارتفاعاً ملحوظاً في تكاليف الإنتاج من أسمدة وبذور وبالمختصر انتقلنا من الفائض والتصدير إلى الحاجة والاستيراد.
كما تناول المحور الثالث الجوانب البيئية المؤثرة في المياه ومشكلة التصحر.. حيث بيّن الدكتور أحمد نعمان الآثار السلبية على البيئة بسبب الأحداث الأمنية ومخلفات الإرهاب حيث التخريب الممنهج للبنى التحتية للمنشآت النفطية وتشكل بحيرات نفطية حول الآبار وخطوط النقل المدمرة ولجوء العصابات الإرهابية إلى التكرير البدائي للنفط ما أدى إلى انبعاث الغازات السامة كأكسيد الكربون وأكاسيد الكبريت وتعرض المحميات والأراضي الزراعية والغابات للقطع الجائر واللجوء إلى حرقها وحرق المحاصيل الزراعية وتلوث المياه الجوفية بالمخلفات النفطية والصرف الصحي العادي والصرف الصناعي.. وتعثر الوصول إلى مصادر المياه وتدمير العديد من محطات المعالجة.
كما أشار إلى التملح وتدهور وتصحر الأراضي وانجراف التربة الريحية والمائية ولفت إلى الإجراءات الحكومية المتخذة بهذا الشأن ووضع الخطط والبرامج للتصدي لهذه التحديات عملياً وتشريعياً حيث أصدرت وزارة البيئة العديد من التشريعات التي من شأنها أن تحافظ على البيئة والمياه الجوفية ووضع خطط رقابية للحفاظ على الموارد المائية وإنشاء العديد من السدود وتشكيل الإدارة المتكاملة للموارد المائية.
وتركزت مداخلات الحضور على الواقع البيئي والمائي وواقع الزراعات ومعاناة بعض المناطق من شح المياه على الرغم من الهطلات المطرية الغزيرة التي تشهدها المحافظة في فصل الشتاء والمطالبة بحل بعض المشاكل البيئية الناجمة عن الصرف الصحي ومكبات القمامة العشوائية.
وفي ختام أعمال الورشة تم تكريم 100 أسرة من أسر الشهداء من أبناء المحافظة.
حضر أعمال الورشة الدكتورة نظيرة سركيس وزيرة البيئة والدكتور كمال الشيخة وزير الموارد المائية وغسان أسعد أمين فرع حزب البعث بطرطوس وصفوان أبو سعدى محافظ طرطوس وعدد من القيادات الحزبية والتنفيذية، ومديرو الدوائر الرسمية والمنظمات الشعبية وعدد من المهتمين بشؤون البيئة.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن