ترهل الكبار
| محمود قرقورا
نؤمن بأن الفوارق بين المدارس الكروية تقلصت وأن زمن الأباطرة ولّى منذ تتويج اليونان بلقب أمم أوروبا 2004، لكن أن تتهاوى القوى الكبرى بهذا الشكل الذي نجده في روسيا فهنا هول المفاجأة وعظمتها.
الماكينات الألمانية بدت بالية قديمة أكل الدهر عليها وشرب، فلا الشخصية المعروفة التي تميزها ظهرت ولا الخيارات النجومية المعهودة سطعت ولا عبقرية المدرب المحنك بدت، فكان السقوط من علٍ نتيجة طبيعية وبقي السؤال المحير: كيف لمنتخب يحرز كأس القارات بعناصر رديفة يعجز عن تحقيق معادلة الأداء والنتيجة في الامتحان الأهم، فكانت الفاتورة خروجاً مبكراً من الخطوة الأولى بعد ثمانين عاماً كان فيها المانشافات الرقم الأصعب.
الماتادور بدأت ملامح تراجعه منذ تتويجه بأمم أوروبا 2012 فذهب إلى البرازيل وتعرض لهزات كروية أقضت مضجع كل إسباني، وعندما استبشر عاشقو التيكي تاكا بيورو أفضل 2016 استمر السقوط، وعندما توقّعه النقاد رقماً صعباً في روسيا بدا متهالكاً بغض النظر عن الضربة الموجعة التي فعلت فعلها ومن بينها آفة تغيير المدرب عشية انطلاق المونديال.
والغريب أن مردود الماتادور كان يتراجع مباراة بعد أخرى وهذا يؤكد غياب أي دور لمدرب الطوارئ هييرو، ونخشى أن تكون نزعة البرشا والريال عادت لتطفو على السطح لأنها السم الزعاف بعينه.
الأرجنتين ظهرت لا لون ولا طعم ولا رائحة وتكاد تكون النسخة الأسوأ لها منذ زمن.
فحارسها كاباييرو الذي أتيحت له فرصة ذهبية للمشاركة أخطأ بطريقة صبيانية، ودفاعها كان سالكاً بسهولة، ووسطها لم يساند المدافعين المساكين ولم يموّل المهاجمين ولو كانوا مستسلمين.
وميسي نام في حضن المدافعين والمدرب أعمى البصر والبصيرة عن نجومه المظلومين.
المونديال في محطاته شبه الأخيرة وحذار على منتخبات نعتقد أنها ستحفظ سمعة الكبار، فالمونديال الروسي لم يبح بأسراره وما زال هناك الكثير داخل قطعة الجلد المنفوخ.