رياضة

كرواتيا تستعيد ذكريات فرنسا وتبلغ ربع النهائي … في يوم الحراس سوبازيتش يتفوق على شمايكل

| الوطن

يوم مونديالي طويل ساده الملل لدقائق كثيرة وامتد إلى ركلات الأعصاب الترجيحية في مباراتيه وبرع حراس المرمى في التصدي لبعضها فخط الحارس الكرواتي سوبازيتش وصول المنتخب الناري إلى ربع النهائي للمرة الثانية بتاريخه عقب تخطيه نظيره الدنماركي عبر ركلات الترجيح بواقع 3/2 بعدما أنهيا الوقت الأصلي بالتعادل بهدف لمثله والذي امتد إلى الدقيقة 120 بعد مباراة لم ترتق إلى مستوى الحدث حتى إنها خلت إلا من بعض الفرص هنا وهناك مع اعتماد الفريقين على اللعب الحذر جداً والتغطية الدفاعية أولاً ثم اللعب على أخطاء المنافس على الرغم من البداية النارية التي شهدت هدفي المباراة.

بداية مثالية
58 ثانية فقط كانت كافية لوضع المنتخب الدنماركي بالمقدمة عبر رمية تماس نفذت على طريقة الركلة الركنية فأربكت الدفاع الكرواتي لتجد أمامها المدافع ماتياس يورغنسون الذي لم يتوان عن تحويلها إلى المرمى معلناً الهدف الأسرع في المونديال الروسي.
ردة الفعل الكرواتية جاءت سريعة أكثر من المتوقع ففي الدقيقة الرابعة ومن ارتباك دفاع الدنمارك هذه المرة وجد ماندزوكيتش نفسه مع الكرة على بعد أمتار من مرمى شمايكل فسدد كرة سهلة معلناً التعادل الأسرع في البطولة ومسجلاً هدفه الأول في البطولة ليصبح ثاني لاعب كرواتي يسجل في موندياليين بعد زميله بيرسيتش الذي سبقه بالهدف بمرمى آيسلندا.

تراجع غير مبرر
البداية النارية التي شهدتها المباراة أوحت بمهرجان أهداف قادم إلا أن كل من تفاءل برؤية الشباك تهتز باء بخيبة أمل فقد تراجع الفريقان كثيراً وسيطر الخوف من الهدف الثاني عليهما وخاصة فريق الدينامت الذي جاء انفجاره لدقائق قليلة قبل أن يركن لأفضلية الفريق الناري النسبية وسط اعتماد الفريقين على محاولة سد المنافذ باتجاه المرميين ومحاولة صيد هدف يكون حاسماً.
وتواصل العمل بالفعل ورد الفعل من الجانبين حتى إن الفرصة الأخطر في الشوط الأول كانت للدنمارك في الدقيقة 27 وتصدى فيها سوبازيتش لكرة بريثوايت ورد عليها الكروات بعد دقيقتين بفرصة مزدوجة سدد فيها راكتيتش كرة بعيدة صدها شمايكل لتعود إلى بيرسيتش وتألق الحارس الدنماركي مجدداً بالتصدي لها، ثم سدد إريكسن تسديدة طائشة ورد عليها راكتيتش مرة أخرى مع نهاية الشوط الأول.

أكثر برودة
لم يتغير الوضع في النصف الثاني بل زاد الترقب وكأن كل فريق ينتظر هفوة من الآخر ليستمر التعادل قائماً فكان لابد من شوطين إضافيين وفيهما لم يطرأ أي جديد مع بعض الهجمات والفرص النادرة هنا وهناك وتسديدات لم تعرف طريقها إلى إطار المرمى وتألق من الحارسين في التصدي لكل كرة وصلت إليهما مع ملاحظة غياب الكرات الصعبة.
وفي الدقيقة 115 جاءت اللحظة المناسبة لحسم من المنتخب الكرواتي ففي غفلة من دفاع الدنمارك مرر مودريتش كرة بينية نحو ريبيتش الذي وجد نفسه على أبواب المرمى فتخطى الحارس وهمّ بالتسجيل إلا أن يورغنسون صاحب الهدف أوقفه عنوة ليعلن الحكم الأرجنتيني نيستو بيتانا عن ركلة جزاء اعتبرها الكرواتيون مفتاح الفوز وإن متأخراً خاصة أن القائد مودريتش هو المنفذ، لكن كاسبر شمايكل رفض الأمر بتصديه الرائع للركلة مانحاً رفاقه نفساً جديداً قبل ركلات الترجيح التي لجأ إليها الفريقان عقب فشلهما بالتسجيل.

الحسم بالأيدي
تصدي شمايكل لركلة الجزاء رقم 27 في البطولة منح رفاقه معنويات كبيرة وأرسل من خلالها أيضاً تحذيراً شديد اللهجة بأن الوصول إلى مرماه سيكون صعباً حتى من خلال ركلات الترجيح ورغم أنه تألق في رد الركلة الأولى من قدم بادلي إلا أن نظيره سوبازيتش كان قد سبقه إلى صد كرة النجم أريكسن وبعد تبادل الفريقين التسجيل مرتين جاءت الركلة الرابعة للدنمارك من لاس شون ليذود سوبازيتش عن عرينه وقلده شمايكل أيضاً بركلة بيفاريتش ومرة ثالثة تصدى الكرواتي لكرة نيكولاي يورغنسون قبل أن يحسم راكتيتش الأمر بتسجيله الركلة الخامسة معلناً تأهل الفريق الناري إلى ربع النهائي لمواجهة صاحب الأرض الروسي في سهرة السبت القادم.

مقتطفات
– ركلة الجزاء التي تصدى لها شمايكل من تسديدة مودريتش هي السابعة المهدرة بالمونديال الحالي وهو رقم قياسي بمونديال واحد وهي الأولى المحتسبة في الأوقات الإضافية منذ ركلة الغاني جيان المهدرة أمام الأورغواي في ربع نهائي 2010.
– هي المرة الأولى التي يخوض فيها الفريقان ركلات الترجيح في المونديال بل إنهما لعبا وقتاً إضافياً للمرة الأولى علماً أن إنجازهما الأفضل سجلاه في مونديال 1998 عندما خرج الدنماركي من ربع النهائي على حين حل الكرواتي بالمركز الثالث.
– المباراة حملت الرقم 28 التي تحسم بالترجيح بتاريخ المونديال وارتفع عدد الركلات المنفذة إلى 259 ركلة سجل منها 182.
– الأرقام انحازت إلى الكرواتي قبل ركلات الترجيح فنسبة الاستحواذ بلغت 53% والتسديدات 22 مقابل 16، وعلى المرمى 7 مقابل 3 والركنيات 5 مقابل 4 أي إن ركلات الترجيح انحازت للأفضل بالنهاية.
– الحكم الأرجنتيني قاد المباراة بكفاءة عالية وكان قريباً من كل كرة لذلك لم يكن صعباً عليه حسم كل الأمور ولم يضطر لرفع سوى بطاقة صفراء وحيدة بوجه يورغنسون عند الجزاء وهي الملاحظة الوحيدة، فقد رأى البعض أن المدافع الدنماركي استحق الطرد.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن