رياضة

عقدة البرازيل تستمر مع الأزتيك … السامبا ترقص على أنغام فوز جديد والمكسيك تودع

| ناصر النجار

عندما تتكلم عن البرازيل فيجب أن تتكلم عن كرة القدم أولاً، فالبرازيل عشق كرة القدم وجمالها ومتعتها، وعندما تتحدث عن مباراة البرازيل والمكسيك فلابد أن تتحدث عن الروعة في المستوى والثقة في الأداء، البرازيل أبهرت العالم في كل مشاركاتها بالمونديال باستثناءات بسيطة غابت عنها المتعة والحس الكروي لأسباب ليست خافية على أحد.
كل عشاق كرة القدم في العالم راهنوا على فوز البرازيل حتى المكسيكيون أنفسهم رغم عواطفهم ومشاعرهم وآمالهم بمنتخب بلادهم، فالأمنيات شيء والواقع شيء آخر، الأرقام والتاريخ كلها تصب بمصلحة السامبا التي استمرت بالرقص هذا المونديال وهي تسير بثقة نحو المباراة النهائية وعلينا ألا نستبعد المفاجآت كما حدث بفريق مونديال 1982، ورغم أنه من الظلم مقارنة أي منتخب برازيلي بمنتخب 1982 إلا أن برازيل اليوم أفضل من سواها من المنتخبات المشاركة، فازت البرازيل بهدفين نظيفين بمباراة عالية المستوى، لم يتعذب بها أبناء السامبا كثيراً، وحاول أحفاد الأزتيك أن يكونوا شركاء في المباراة لكنهم لم يكونوا أكثر من طامحين.
الهدف الأول سجله نيمار وهو هدفه الثاني في المونديال وهدفه الـ (57) دولياً، وما زال الهداف التاريخي للبرازيل النجم بيليه وله (77) هدفاً ويعتقد البعض أن نيمار قادر على تحطيم هذا الرقم نظراً لصغر سنه، الهدف الثاني كان لنجم ليفربول روتو فيرمينو وهو الهدف الأول له ببطولات كأس العالم.
بهذه المباراة حافظ المدرب تيتي على سجله نظيفاً من الخسارة منذ عامين عندما خسر أمام بيرو بهدف في ختام الدول الأول لكوبا أميركا (2016) محققاً (16) مباراة دون خسارة.
المكسيكيون لم يحلوا عقدة السامبا، فهذه المباراة الخامسة التي يفشلون فيها أمام البرازيل في بطولات كأس العالم، فخسروا 4/صفر بمونديال 1950 و5/صفر ببطولة 1954 و 2/صفر بمونديال تشلي 1962 وموسكو 2018، والتعادل الوحيد وقع في مونديال 2014 وكان سلبياً، ونلاحظ أن المكسيك فشلت في المباريات الخمس بتسجيل أي هدف بمرمى البرزايل.

عقدة دائمة
بقيت الأدوار الإقصائية عقدة المنتخب المكسيكي فأكثر ما وصل إليه هو ربع النهائي في البطولتين اللتين استضافهما 1970- 1986، وبقيت حدودها الدور الأول، أو الدور الإقصائي الأول على اختلاف تسميته في البطولات السابقة.
وغابت شمس المكسيك عن المونديال خمس مرات فقط وشاركت 16 مرة، وهو رقم جيد مقارنة بمنتخبات الأميركيتين.
في النهاية لا يسعنا إلا أن نشيد بمنتخب المكسيك لكن حظوظه لم تقف معه، فهو يحتاج إلى أكثر من الحظ في مثل هذه المواجهات بالأدوار الإقصائية.

شوط متوازن
اقتسم الفريقان السيطرة على الشوط الأول، فالنصف الأول صبغه المكسيك باللون الأخضر، بينما كان البرازيليون أنشط بالشوط الثاني وتميزوا عن المكسيك بخطورة هجماتهم وتعددها وكان الحارس المكسيكي نجم اللقاء الذي أبعد العديد من الكرات الخطرة، وانتشر الدفاع بشكل صحيح، مع مرتدات ليست بالسهلة إنما عابها تسرع طرق المرمى والأنانية في التعامل، ما فوت على أحفاد الأزتيك تسجيل حضورهم في المرمى.
نيمار استطاع التخلص من الرقابة الدفاعية أكثر من مرة، لكنه كعادته أكثر من المراوغة بمناسبة وغير مناسبة ففوت على فريقه تسجيل هدف السبق في الشوط الأول.
ولاحظنا التعاون الكامل من خط الوسط وخصوصاً في بناء الهجمات وتوزيع الكرات يمنة ويسرة أو الدخول من العمق وكانت لتحركات كوتينيو وخيسوس الأثر الفعال في الهجوم البرازيلي ورفع الرقابة الصارمة عن نيمار.
الشوط الأول كان مقدراً له أن ينتهي سلبي النتيجة، لكنه كان ينبئ عن أحداث سيحملها الشوط الثاني.

السامبا يتكلم
في الثاني كان البرازيليون أشطر فبدؤوا المباراة وانطلقوا مهاجمين وتمكن نيمار من افتتاح سيناريو المباراة بهدف من متابعة جميلة د61، الهدف كان له تأثير نفسي إيجابي على السامبا الذين لعبوا بثقة أكبر، فتفننوا في الهجوم والأداء الفردي والجماعي بينما (طاش حجر) المكسيك وهي تبحث عن فرصة لتعديل الكفة علّها تحقق مفاجأة نوعية، لكن هجماتها تكسرت عند حدود الجزاء، ولأن أحفاد الأزتيك فقدوا المرونة بالمراوغة والانتشار الصحيح بمنطقة جزاء الخصم، لم يكن لهم ليخترقوا الجدار البرازيلي، فتصدى الحارس براحة لبعض الكرات العالية وتكفل الدفاع برد الكرات الأرضية على حين كانت التسديدات في أغلبها هوائية مبتعدة عن المرمى.
نستطيع القول إن البرازيل لعبت في الشوط الثاني بأقل جهد ممكن فاعتمدت على المرتدات التي أرعبت الظهر الخلفي لمنتخب المكسيك، ومن واحدة ساق نيمار الكرة من بعد منتصف الملعب ودخل الجزاء وسدد فارتدت الكرة من قدم الحارس إلى فيرمينو المندفع فيودعها المرمى هدف التثبيت الذي أطلق رصاصة الرحمة على المباراة، لتفوز البرازيل 2/صفر وتنتقل إلى دور ربع النهائي بانتظار الفائز من مباراة بلجيكا واليابان، ولتودع المكسيك (كعادتها) من دور الـ16 محتفظة ببصمتها التي تجلت بالفوز على ألمانيا 1/صفر في الدور الأول.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن