متى يأتي دورنا؟
| اسكندر لوقــا
بعد الحرب العالمية الثانية، وسنوات قليلة بعد قيام الجمعية العامة للأمم المتحدة وتحديداً في شهر أيار عام 1949، تداعت عدة دول أوروبية لإنشاء مجلس يعتبر الأول من نوعه لتحقيق «الوحدة الأوروبية» بعد الحرب.
في هذا السياق حضر ممثلو كل من بلجيكا والدانمرك وفرنسا وإيرلندا وإيطاليا والنرويج وبريطانيا والسويد، حضروا مؤتمراً عقد في لندن لتدارس إنشاء المنظمة التي عرفت يوم إعلانها في شهر حزيران بـ«المجلس الأوروبي».
وفي العام نفسه أعلنت كل من تركيا واليونان انضمامهما إلى المجلس المذكور، وخلال سنوات تلت انضمت إلى المجلس كل من ألمانيا الاتحادية والنمسا وقبرص وسويسرا ومالطا.
وكما هو معروف فإن دول أوروبا لم تتوقف عند هذا الحد، فثمة العديد من المنظمات تأسست بعد قيام المنظمة السابقة لتؤكد وحدة المصالح الأوروبية وضرورة المحافظة عليها تحت أي شعار ممكن.
وطبيعي أن يفهم أحدنا أن القصد من وراء ذلك كله لم يكن سوى خطة من جملة خطوات متعددة وصولاً إلى هدف الغاية منه حماية مصالح الدول الأوروبية داخل وخارج القارة الأوروبية، وخصوصاً في بلدان العالم الثالث والدول النامية في الشرقين الأوسط والأقصى على حد سواء.
وطبيعي أيضاً ألا ننسى في سياق هذه الوقفة، المحاولات الوحدوية، إن صح التعبير، التي أجهضت عبر الواقع أو على خلفية المشاريع التي أعدت لتحقيقها ومنها، على سبيل المثال، وحدة سورية ومصر، وحدة سورية ومصر وليبيا، ومشروع الوحدة بين تونس وليبيا وغير ذلك من آمال وحدوية لم تنعكس واقعاً على الأرض العربية.
واللافت في هذه المسألة هنا، عندما يتأملها أحدنا، هو أن تلتقي أمم ذات جذور مختلفة وتحقق مصالحها عبر الوحدة، وأن تبقى «الوحدة العربية» بين بلدان الوطن الواحد، وأبناء التاريخ الواحد، أن تبقى أملاً كلما اقتربنا من تحقيقه ابتعد أكثر فأكثر سنة بعد سنة ويوماً بعد يوم.
ولهذا الاعتبار يبقى السؤال: متى تنعكس آمال أبناء الأجيال العربية الآتية، واقعاً وحدوياً على الأرض، وبالتالي متى يأتي دورنا نحن العرب لنؤكد عروبتنا بالفعل لا بالقول وبالتمنيات؟