من دفتر الوطن

قوائم العار!

| عبد الفتاح العوض

سواء كانت قوائم الأسماء من المعارضة التي ستشارك في كتابة الدستور السوري صحيحة أم غير صحيحة فإن في الأمر الكثير مما يثير الغضب والحزن والشك.
فلا يمكن الوثوق بهذه الأسماء المدنسة بالعار للحديث عن الدستور السوري.
ولا أقول ذلك لمجرد رأي شخصي، بل هو بالنتيجة حاصل الموقف الوطني حيث لا يجوز لمن عملوا مع الأجانب بل الذين عملوا لمصلحة الأجانب أن يكونوا جزءاً من كتابة مستقبل سورية.
ما ينطبق على التسويات مع المسلحين ينبغي أن يشمل- بطريقة أقل- التسويات مع المعارضين الذين شكلوا في حقيقة الأمر الغطاء السياسي والداعم والقادة السياسيين للمسلحين.
مثل هؤلاء لا يحق لهم أن يكونوا في لجان دستورية أو غير دستورية لأنهم عاثوا في السياسة كذبا وعهراً وفساداً!
ثمة فوارق طبيعية بين «المعارضين» فكما هو معروف لا يمكن وضعهم جميعاً في سلة واحدة، لكن أولئك الذين كانوا من الكيانات التي تشكلت برعاية «أعداء سورية» لا يجوز أن يسمح لهم بأن يكونوا في الحياة السياسية للسوريين، وهذا الأمر ليس إقصاءً بل هو جزاءٌ على ما قدموه خلال السنوات الصعبة التي مرت على سورية والسوريين.
فكم هائل من الموت والدمار والمعاناة عاشها السوريون كانت بشكل رئيسي حصيلة الأيادي الآثمة التي شاركت بحماسة لافتة في دمار سورية.
فلا يمكن للذين خرجوا من الباب أن يدخلوا على السوريين من النافذة.
ثم إنه في أعراف السياسة ومن عملوا فيها فإن الذين يخسرون الحروب بغض النظر حتى عن مشروعيتها ففي اللحظة التي يخسرون بها يعلنون الابتعاد والاستقالة، وهؤلاء خسروا معاركهم كلها وعليهم بالحد الأدنى «الاختفاء والاختباء» ذلاً وخجلاً.
هذه اللغة التي أستخدمها هنا خاصة بالمعارضين السياسيين الذين كانوا مجرد موظفين في سفارات دول أجنبية، ولا يقصد فيها كل معارض أو أولئك الذين لديهم مواقف سياسية من دون أن يشاركوا دولاً أخرى بالحرب على سورية.
المقصود أولئك الذي وضعتهم الدول الأخرى في مواجهة دولتهم وحاربوها بكل ما اوتو من سوء. ليس المقصود من كان لهم آراء أخرى من دون أن يناشدوا الغرب لكي يضرب بلدهم ولم يتسولوا في السفارات.
فمن الصعب جداً رؤية قوائم مخابرات دول أخرى وهم يكتبون أي حرف من الدستور السوري.
الذين عاشوا معاناة الحرب هم الأجدر والأحق بكتابة أي شيء يتعلق بمستقبل سورية.
أعرف جيداً أن الخروج من المأساة يحتاج إلى الكثير من التنازلات لمصلحة الوطن لكن عندما نسمح لهؤلاء بأن يكتبوا الدستور أو يشاركوا في كتابته نكون نسمح لدول أخرى أن تشاركنا في كتابة الدستور، ومن الواجب أن يكون لدينا كل الحرص على أن يكتب السوريون دستورهم من دون تدخل من أحد أي أحد.
في بدايات الأزمة كانوا قد كتبوا أسماء الكثير من السوريين في قوائم سموها قوائم العار.
الآن.. قوائم العار معروفة جداً.

أقوال:
** إنها لا تدري شيئاً قط عن كلمة دستور غير أنه تليها كلمة: يا أسيادي.
** حتى يد القيصر لها خمس أصابع.
** محن الحياة تنضج الإنسان على نار الألم.
** الإنسان مطبوع على الخطأ، ولكن الأغبياء مطبوعون على التمسك به.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن