كشف عن خطوات مؤلمة جراء العجز المالي في المنظمة بسبب الإجراءات الأميركية … مدير عام «أونروا»: مبكر البحث في مستقبل مخيم اليرموك
| سيلفا رزوق
اعتبر المدير العام لمنظمة الأمم المتحدة لغوث تشغيل اللاجئين الفلسطينيين «أونروا» بيير كرينبول، أنه من المبكر البحث في مستقبل «مخيم اليرموك» في الوقت الراهن، و«عندما تتاح للوكالة الفرصة فسوف تعمل على إعادة تقديم الخدمات».
ولفت إلى صعوبة المرحلة التي تمر بها المنظمة والناتج عن الإجراءات الأميركية الأخيرة تجاه المنظمة، مؤكداً في الوقت ذاته أن الهدف الأساسي للمرحلة الحالية هو حماية الخدمات الرئيسية التي تقدمها الوكالة.
وخلال مؤتمر صحفي عقده في مقر «أونروا» في دمشق، أشار كرينبول إلى الزيارات التي قام بها واللقاءات التي أجراها خلال زيارته لسورية، والتي شملت مخيم اليرموك جنوب العاصمة وبلدتي يلدا والسبينة بريف دمشق، لافتاً إلى ما وصفه بمؤشرات الأمل التي ظهرت خلال زيارة مخيم السبينة، وهذا «يعود لجهود «أونروا» خلال الأشهر الماضية من خلال إعادة تأهيل منشآت المنظمة من المركز الصحي والمدارس ومركز التنمية المجتمعي، حيث لعب إعادة تأهيل هذه المنشآت دوراً إيجابياً في تشجيع اللاجئين للعودة إلى المخيم».
وكشف عن عودة 10 آلاف لاجئ فلسطيني إلى مخيم السبينة بعد سنوات من النزوح، واعتبر أن هذا الأمر كان مشجعاً وايجابياً في أن تتمكن «أونروا» من تقديم الخدمات بشكل مستمر، لأن تقديم الخدمات بشكل مستمر يشجع على عودة اللاجئين إلى المخيم.
وتحدث كرينبول عن زيارته لمخيم اليرموك، والذي كان يؤوي نحو 160 ألف لاجئ فلسطيني قبل الحرب، ووجه رسالة إلى اللاجئين الفلسطينيين من سكان المخيم بالقول: إن «أونروا تقف إلى جانبكم، ومن المبكر البحث في مستقبل مخيم اليرموك، لكن الوكالة مستعدة لتقييم الوضع في المخيم حالما استقر الوضع، ومتابعة المشاورات وبحث إمكانية عودة اللاجئين الفلسطينيين».
ووصف اجتماعاته بالمسؤولين السوريين بالإيجابية، حيث أعرب عن شكر المنظمة للتعاون الذي أبدته الحكومة السورية للمساعدة بالسماح بدخول المساعدات للاجئين الفلسطينيين، لافتا إلى أنه جرى البحث أيضاً في إمكانية استعداد الوكالة في أن تنخرط بشكل نشط في تقديم الخدمات للاجئين الفلسطينيين في الجنوب.
وفي رده على سؤال لـ«الوطن» حول المساهمة التي يمكن لـ«أونروا» أن تقدمها في إعادة إعمار مخيم اليرموك، أشار كرينبول إلى أن الحكومة السورية تعتبر أن أول أولوياتها هو ضمان سلامة اللاجئين الفلسطينيين، من خلال العمل بداية على إزالة الألغام والمتفجرات.
وكشف عن استعداد الوكالة لتنفيذ تقييم للأوضاع في مخيم اليرموك، و«عندما تتاح للوكالة الفرصة فسوف تعمل على إعادة تقديم الخدمات، لكن الأمر مرهون بالحكومة السورية، و«أونروا» مستعدة لمرافقة اللاجئين الفلسطينيين والبقاء معهم في كل الإجراءات التي ستتخذ، وستنخرط في هذا العمل بشكل فعال».
وأعاد كرينبول التذكير بالوضع المالي السيئ الذي تعاني منه «أونروا» والمحفوف بتحديات كبيرة، وأشار إلى أن التركيز سيكون بالوقت الحالي على حشد الأموال لإبقاء مدارس الوكالة مفتوحة، وهذا الأمر مهم، لكن الأهم هو البقاء مستعدين لترميم منشآت الوكالة، والتي ستشكل الأولوية بالنسبة لها على غرار ما جرى من ترميم للمنشآت في مخيمي السبينة والحسينية.
مدير عام المنظمة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين، أشار في مؤتمره الصحفي إلى العجز المالي الكبير الذي تعاني منه «أونروا، وهو أكبر عجز مرت به الوكالة عبر تاريخها، والذي وصل إلى 446 مليون دولار أميركي، وليس من السهل التغلب عليه، لكن خطورة هذا الوضع لا يعني الاستكانة، بل إن المنظمة اتخذت إستراتيجية طموحة لمعالجة الأمر».
وأضاف: «نحن ندرك أننا نتعامل مع مصير أكثر من 5 ملايين لاجئ فلسطيني، وهذا الموضوع يستحق العمل بشكل متفان، حشدنا أكثر 200 مليون دولار أميركي، ونجحنا بالمحافظة على إبقاء خدمات «أونروا» خلال الشهور الستة الأولى، وهذا يعتبر نجاحاً بالنسبة لنا، إنه رغم العجز لم تتوقف خدمات «أونروا»، والفترة القادمة ستكون صعبة، لكن يمكن البناء على النجاح السابق لنا، ولأكون شفافاً يمكن أن يكون هناك إجراءات مؤلمة، ولكن سنبذل قصارى جهدنا لحماية الخدمات الرئيسية التي تقدمها الوكالة».
كرينبول الذي لفت إلى أنه لا وقت محدداً لعودة اللاجئين الفلسطينيين إلى مخيم اليرموك، بين أنه سمع من المسؤولين السوريين كلاماً واضحاً بأن اللاجئين الفلسطينيين، شأنهم شأن السوريين، وكانت هذه «رسالة مهمة بالنسبة لنا».