سورية

اللقاءات بين الحكومة السورية و«الإدارة الذاتية» تتكثف… وأطراف دولية تشوش عليها … توقعات بتسليم الأكراد الدولة مناطق سيطرتهم بعد خذلانهم من قبل أميركا

| موفق محمد

علمت «الوطن»، أن اللقاءات تكثفت مؤخراً بين الحكومة السورية والأكراد في شمال البلاد بهدف انجاز اتفاق يقضي بعودة المناطق التي يسيطرون عليها إلى سيطرة الدولة السورية، وسط توقعات بأن تقوم ميليشيا «قوات سورية الديمقراطية- قسد» بتسليم المناطق التي تسيطر عليها للحكومة السورية بعد أن خذلتها أميركا.
من جانبها، قالت لـ«الوطن» مصادر وثيقة الاطلاع على تلك اللقاءات: «هناك لقاءات لكنها لم تصل إلى مرحلة المفاوضات الجدية».
ومنذ يومين، كشفت مواقع إعلامية أن ما يسمى «الإدارة الذاتية» الكردية، أخذت خيارها الأخير حول التفاوض مع الحكومة السورية، بشأن سيطرة مليشياتها على منطقة شرق الفرات.
وذكرت المواقع، أن عدة اجتماعات تمت بين وفود من الحكومة السورية وأخرى من «الإدارة الذاتية» في مدينة القامشلي، واجتماعات أخرى بهذا الخصوص قد تمت في دمشق، حيث زار وفد من «الإدارة الذاتية» دمشق للتفاوض مع مسؤولين كبار في الحكومة السورية.
وقبل ذلك نشرت «الوطن» أبرز البنود التي تم مناقشتها بين الحكومة السورية و«الإدارة الذاتية» ومن ضمنها إزالة كل صور ورموز وإعلام الملشيات الكردية في كل مناطق سيطرتها، إضافة إلى عودة شعب التجنيد إلى جميع مدن محافظة الحسكة، في حين تداول ناشطون على شبكات التواصل الاجتماعي بنود أخرى وهي انضمام مسلحي المليشيات الكردية إلى صفوف الجيش العربي السوري، وتسليم معبري تل كوجر «اليعربية» شمال شرق الحسكة البري وسيمالكا النهري مع شمال العراق، ومنفذي الدرباسية ورأس العين الحدوديين مع تركيا «شمال غرب وغرب الحسكة» إلى الجيش، إضافة إلى تسليم حقول النفط والغاز لوزارة النفط السورية والإدارة العامة لرميلان والجبسة.
وأشارت تقارير أخرى إلى أن مطالب الميليشيات الكردية كانت بسيطة جداً، وهي جعل اللغة الكردية مادة أساسية في المنهاج الدراسي الحكومي، ومنح مقعد وزارة النفط السورية لشخصية كردية بشكل دائم، واحتساب مدة خدمة أبنائهم في صفوف المليشيات الكردية من مدة الخدمة الإلزامية لدى الجيش.
ولفتت المصادر وثيقة الاطلاع على اللقاءات في تصريحها لـ«الوطن» إلى أن «هناك بعض الجهات الخارجية تشوش على هذه اللقاءات» في إشارة إلى الولايات المتحدة الأميركية.
لكن المصادر اعتبرت أن «المناخ العام الآن لدى الطرفين أفضل من المراحل السابقة للتوصل إلى اتفاق ما».
وأوضحت المصادر أن «الأميركيين خذلوا الأكراد في عفرين وخذلوهم في منبج، وإذا استمر رهان الأكراد على الأميركيين سيخذلوهم في منطقة شرق الفرات بالكامل»، مشيرة إلى أن تركيا وبعد الانتخابات تستعد للاتفاق مع الأميركيين بشأن شرق الفرات وإذا حصل هذا الاتفاق فإن الأكراد سيذهبون كصرف عملة في هذا البازار».
وتسيطر «قوات سورية الديمقراطية- قسد» التي تشكل «وحدات حماية الشعب» الكردية عمودها الفقري على مناطق شاسعة في شمال شرق سورية بدعم من أميركا، ومن أبرزها جزء كبير من محافظة الرقة ومدينة عين العرب وأجزاء من محافظة الحسكة، وأجزاء من ريف محافظة دير الزور.
يأتي اللقاء بين الحكومة السورية و«الإدارة الذاتية» الكردية بعد عدة تصريحات من قبل قياديين كرد، أبرزهم الرئيسة المشتركة لما يسمى «مجلس سورية الديمقراطية» الواجهة السياسية لـ«قوات سورية الديمقراطية – قسد»، إلهام أحمد التي قالت باسم حزبها «الاتحاد الديمقراطي- با يا دا» الذي يشرف على إدارة مناطق «الإدارة الذاتية» إنهم مستعدون للتفاوض مع الحكومة السورية من دون أية شروط مسبقة.
وفي خضم الحديث عن هذه اللقاء، بدأت «الإدارة الذاتية» فعلياً بإزالة إعلامها وصور قائد حزب العمال الكردستاني عبد اللـه أوجلان من معظم مدن محافظة الحسكة ومدينة القامشلي ومدخل مدينة رميلان النفطية.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن