داعش في تكساس ومقتل اثنين من «جنود الخلافة»…تزايد الإجراءات الأميركية لمواجهة الخطر الإرهابي في الداخل
تجسد محاولة هجوم نفذها إسلاميان في تكساس الخطر القائم الذي يشكله المتطرفون داخل الولايات المتحدة والصعوبات التي تواجه السلطات الأميركية في محاولة وقفهم، على ما أكد خبراء. وتبنى تنظيم «داعش» للمرة الأولى هجوماً في الولايات المتحدة إذ أعلن عبر إذاعته أمس الثلاثاء مسؤوليته عن الهجوم الذي استهدف الأحد مركزا للمعارض كان يستضيف مسابقة لرسوم كاريكاتورية مسيئة للنبي محمد (صلى اللـه عليه وسلم) في تكساس الأميركية، متوعداً بمزيد من الهجمات. وأعلن التنظيم في نشرته اليومية «قام جنديان من جنود الخلافة بالهجوم على معرض في غارلاند في تكساس الأميركية، وهذا المعرض كان يقيم مسابقة للرسوم المسيئة للنبي»، مؤكداً مقتل منفذي الهجوم في تبادل إطلاق نار.
وتوعد التنظيم «نقول للولايات المتحدة الأميركية إن القادمات أدهى وأمر… لَترونَ من جنود دولة الإسلام ما يسوءكم». وكان أحد المسلحين موضع تحقيق لمكتب التحقيقات الفدرالي الأميركي (إف بي آي) للاشتباه في نيته تنفيذ عمل جهادي بحسب وثائق قضائية حصلت فرانس برس على نسخة منها. وبحسب تحقيقات الشرطة الأميركية فإن أحد المنفذين يدعى التون سمبسون وقد أظهرت تغريدات له على «تويتر» ارتباطه بداعش، أما المنفذ الآخر فهو زميله في السكن ويدعى نادر صوفي.
وكان مسؤولو شرطة مدينة جارلاند قالوا: «إن مسلحين اثنين قتلا بالرصاص الأحد بعد إطلاقهما النار على معرض فنيّ بالمدينة نظمته جماعة مناهضة للإسلام»، ووقع إطلاق النار قبل فترة وجيزة في ساحة انتظار للسيارات بمركز كيرتس كولويل وهو مكان للمناسبات الخاصة، يستضيف حفلات تخرّج وحفلات موسيقية ومعارض تجارية وحفلات زفاف ومناسبات رياضية في مدينة جارلاند شمال شرقي دالاس.
وقالت الشرطة: إن المسلحين وصلا بسيارة أمام المبنى في الوقت الذي كان فيه المعرض على وشك الانتهاء وبدأا في إطلاق النار على رجل أمن وأصاباه في ساقه. إلى ذلك حذر مسؤولون أميركيون كبار تكراراً من الخطر المتعاظم من المتطرفين الإسلاميين المحليين ولاسيما «الذئاب المنفردة» أي الأفراد الذين يتصرفون من تلقاء ذاتهم.
وأفاد جهاز أبحاث الكونغرس عن الكشف عن 63 خطة على صلة بالتطرف الإسلامي لشن هجمات على الأراضي الأميركية بين 2001 و2013، وحصل ارتفاع ملحوظ في هذه الخطط ابتداء من 2009.
فقد دعا تنظيما الدولة الإسلامية والقاعدة في شبه جزيرة العرب وحركة الشباب الصومالية الموالين لهم «لشن هجمات منفردة على الولايات المتحدة ودول غربية أخرى»، على ما أفاد مدير وكالة الاستخبارات الوطنية جيمس كلابر للمشرعين في شباط.
وسعت السلطات الأميركية إلى بناء الثقة مع المسلمين المحليين وتجنيد مخبرين في صفوفهم من أجل رصد المتشددين قبل تحركهم. لكن الشرطة تعرضت للانتقادات بسبب بعض التكتيكات التي تؤدي بحسب جماعات حقوقية إلى وصم المسلمين الأميركيين بالتجسس والشبهات.
(الميادين- أ ف ب)