ثقافة وفن

كانت حاضرة في صفحات «الوطن» زارعة في نفوس قرائها بذور الحب والسلام والطمأنينة … ابتسام أديب عاشقة الشام وحبيبة الياسمين.. غادرت لكن دفء حروفها سيبقى واحة عذبة

| وائل العدس

فجع الوسطان الثقافي والفني، بوفاة الكاتبة والأديبة ابتسام أديب صباح الجمعة الماضي بعد معاناة مع المرض، وقد رقدت في المستشفى منذ الأيام الأولى من شهر رمضان قبل أن توافيها المنية في منزلها في دمشق.
هي جميلة الجميلات بكتاباتها وعباراتها التي تنثر من خلالها الحب والابتسامة أينما حلت، وكانت مثالاً للصدق والإخلاص والحكمة والمسؤولية والإنسانية والكثير في حب الناس والكثير الكثير في حب الوطن.
رقيقة الإحساس والشعور غادرت هذه الدنيا، لكن دفء حروفها وطاقاتها الإيجابية سيبقيان واحة عذبة وستبقى ملامحها الهادئة الممتلئة جمالاً بالقلب دوماً.
قبل ثلاثة أشهر تعرضت لعارض صحي فدخلت المستشفى، وعند خروجها توجهت بالشكر لكل المحبين فكتبت: «شكراً لكل أصدقائي الذين اطمأنوا على صحتي.. ألف شكر أصدقائي الحقيقيين، وكل الاحترام والتقدير.. وألف شكر لرسائل الأصدقاء من: العراق ومصر ولبنان وتونس والجزائر، والسوريين الشرفاء في المغترب ونتمنى عودتهم سالمين».

بنت «الوطن»
كلماتها كانت حاضرة على مدار سنوات في صفحات «الوطن»، حيث كانت تطرز أجمل الكلمات بقلمها لتعبر عن حبها وعشقها لسورية وشعبها وقائدها وجيشها، زارعة في نفوس قرائها بذور الحب والسلام والطمأنينة، واثقة ومؤمنة من انتصار بلدها على الإرهاب، فكانت ثرية بأخلاقها وقناعتها وكبيرة بتواضعها.

عاشقة الشام
لقبها محبوها بكثير من الألقاب مثل حبيبة الياسمين، وعاشقة الشام التي تنبض من قلبها، وعرف عن قلبها بأنه مسكون بشغف الحياة والحب لأن الحب لها ومنها، والشام تتجمل بوصفها.
ومما كتبته ونشرته عبر مواقع التواصل الاجتماعي عن عاصمة الياسمين: «صباح الحب.. صباح سورية.. صباحكم، الشام كشجرة الصبار، أشواكها قوية تحميها من الأعداء، لها ثمر يشبه ناسها بحلاوته وطعمته، يحب الإنسان بكل أجناسه وأطيافه، ولا يريد لهم إلا الحب والسلام، له بذور يغص بها من لا يعرفه على حقيقته.. وما هو، هذه الشام… انتبهوا، لا تقتربوا من أشواكها ولا من قاسيونها الشامخ، الصبار لا ينبت إلا في أعاليها، شامخاً قوياً صابراً حنوناً قاسياً، انتبهوا إنها الشام».
وكتبت مرة عن الشاعر الراحل نزار قباني فقالت: ماذا أقول لك يا أعظم شاعر بالوطن العربي نزار قباني؟ يا من علمتنا الحب والوطن والدين.. لكن بعض علماء الإسلام وكبار الساسة خذلوك.. كيف تأخذ قطيع الأغنام من بين يديهم؟ وأنت الأسمى والأنبل.. يا بن دمشق الباقية».
وبمناسبة عيد الأرض، كتبت غزلاً في سورية فقالت: قبلة لك يا أرضي السورية العظيمة.. يقولون إن 30 آذار يوم الأرض، وهل يليق بأراضي الكون كله عيداً كعيدك أنت؟ أنت أصبحت مقدسة نخشع من السير فوق ترابك الطاهر الذي ضم أنبل الشهداء وأعظمهم.. ذرة منه تساوي العالم حيث ارتوت بدم شهيد، وشجرتي تين وزيتون من صلبك تساوي قسم الإله فيهما وبهذا البلد الأمين.. سورية الخالدة».

سلامتك يا أمي
الراحلة والدة النجمة سلاف فواخرجي التي كتبت قبل أيام منشوراً يجسد تأثرها بوضع والدتها في قسم العناية المركزة، ونشرت: «على توقيت الثانية عشرة ظهراً، والسادسة بعد الظهر، أعيش في هذين الموعدين، يسمح لي أن أرى ابتسامتي لدقائق في العناية المركزة، ومع كل شهيق منها أتابعه بقلبي قبل عيني أتنفسه معها، وأحيا من جديد، سلامتك يا أمي».
سلاف احتفلت بعيد ميلاد والدتها العام الماضي في مصر، وتحديداً في موقع تصوير مسلسل «خط ساخن»، حيث نشرت مجموعة صور جمعتها بوالدتها، وبفريق العمل، وعلقت: «بسومة ما تخيلت كون بعيدة عنك يوم عيد ميلادك وكنت مقهورة لأنو أول مرة بتصدف هيك.. وما تخيلت كمان إنك تسافري كل هالمسافة وتجي لعندي لحتى ما انقهر.. لساتك مصرة رغم كل محاولاتي لأثبتلك إني بحبك أكتر إنك تسبقيني وشو ماعملت بيبقى حبي إلك جزء بسيط كتير من حبك، شكراً انو بعيد ميلادك عملتيلي ميلاد جديد».

عزاء إلكتروني
تقدم عدد كبير من الفنانين بتقديم واجب العزاء لعائلة الراحلة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وهذا أهم ما كتب:
أيمن زيدان: «السيدة الغالية ابتسام أديب لروحك السلام.. كانت امرأة تفيض بالرقي والدفء، عزائي الشديد للصديقة سلاف والأخ وائل ولكل العائلة».
أمل عرفة: «تعازيّ الحارة للعزيزة سلاف فواخرجي والعزيز وائل رمضان بفقدان الأم السيدة الأديبة ابتسام أديب.. هكذا الحياة والموت شرطها».
تولين البكري: «هي معك بكل لحظة عم تشوفك من فوق وبمكان كتير أحسن وأريح من الأرض.. الله يرحمها ويصبركم، سلاف الغالية دموعك بتزعلها.. تعازي لعائلتك وإلك برحيل السيدة ابتسام أديب إلى ديار الحق، الله يرحمها ويجعل مثواها الجنة ويصبركم، إنا لله وإنا إليه راجعون».
جيني إسبر: «السلام لروحك الشاعرة والأديبة ابتسام أديب والدة الفنانة سلاف فواخرجي الرحمة لروحك والصبر للعزيزة سلاف».
شكران مرتجى: «رحلت الابتسامة تاركة خلاصتها وأثرها الباقي ما بقينا، الكاتبة ابتسام أديب في رحاب الله والدة الغالية سلاف فواخرجي التعازي لسلاف ووائل وأشرف والوالد العزيز الصبر لنا جميعاً (الفاتحة)».
رغداء هاشم: «رحمك الله جارتنا القديمة الغالية، سقى الله أيام جيرتنا بالمزرعة وشرب القهوة والضحك سوا، ربي يرحمك يا طيبة، والعزاء لزوجك ولحبيبتي سلاف وزوجها، بجنات النعيم يا رب».
وائل شرف: «رحمة الله عليك السيدة ابتسام أديب، الله يغفرلها ويسكنها جناته إنَّا لله وإنَّا إليه راجعون.. أعزي الأخت والصديقة سلاف فواخرجي بوالدتها الأديبة الكبيرة ابتسام أديب.. الله يصبرها ويحمل معها».
مها المصري: «رحيل والدة الزميلة والصديقة سلاف فواخرجي، السيدة الرائعة ابتسام، الله يصبرك على فراقها، الله يتغمدها برحمته ويجعل مثواها الجنة».
صفاء سلطان: «صعب فراق الأم وخاصة إذا كانت منبع أسرارك وكل حياتك ربي يرحمها ويرزقها الفردوس الأعلى، أحسن الله عزاءكم وصبركم على مصابكم.. حبيبتي يا سلاف ما في كلام يواسيكي بس رب العالمين يكون معك بمصيبتك المرحومة، خسارة كبيرة إلنا كلنا عامةً، وبعرف إنها خسارة أكبر إلك ولعيلتك خاصةً».

الدفن والعزاء
دفنت الراحلة أمس في مقبرة أبناء الشهداء في قرية بسنادا باللاذقية، وتلقت عائلتها العزاء في مدينتها أمس واليوم في صالة نقابة المهندسين من الخامسة وحتى الثامنة مساءً.
وفي دمشق، تقام مراسم العزاء أيام الثلاثاء والأربعاء والخميس في صالة دار السعادة من السادسة وحتى الثامنة مساءً.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن