رياضة

صاح الديك الفرنسي واستسلم السيليستي … فرنسا استغلت أخطاء الأورغواي واختفاء سواريز

| ساري قوطرش

على الرغم من القوة الدفاعية التي ظهر بها ممثل أميركا الجنوبية في المباريات السابقة إلا أنه انحنى أخيراً أمام الديوك الفرنسية وظهر بشكل ضعيف وخصوصاً في الشوط الثاني.
هدايا كبيرة قُدمت لخصمه الفرنسي الذي أظهر نجاعة كبيرة في استغلال الفرص ونجح في إغلاق مناطقه الدفاعية والحد من خطورة المهاجم سواريز الذي بدا وحيداً بغياب كافاني المصاب.
ظهور غريزمان البارز كان من أهم الأسباب التي قادت فرنسا لنصف النهائي للمرة السادسة في تاريخها.

فرنسا بجدارة
وأخيراً تمكن الزرق من تحقيق فوز بفارق تجاوز الهدف وذلك بفضل مهاجم أتلتيكو مدريد غريزمان الذي سجل هدفاً وصنع آخر لمدافع ريال مدريد فاران مسجلاً رأسية رائعة في الشوط الأول، ورفض غريزمان الاحتفال بالهدف الذي سجله احتراماً لزملائه في أتلتيكو مدريد غودين وخيمينيز حسب تصريحاته بعد نهاية اللقاء! ورغم عدم وجود المساحات الكبيرة إلا أن المنتخب الفرنسي استطاع التسجيل من كرة ثابتة واستغلال سوء تمركز من دفاع المنافس كما تمكن من التسجيل من تسديدة قوية من خارج منطقة الجزاء استغل بها هفوة من الحارس، الحلول الفردية التي يمتلكها عناصر المنتخب ساعدته على تحطيم الدفاع المنظم إضافة إلى استغلال الكرات الثابتة أفضل استغلال مسجلين من خلالها 4 أهداف في البطولة! ورغم غياب ماتويدي عن اللقاء بسبب الحرمان إلا أن توليسو كان حاضراً بقوة لتعويضه على حين أن بوغبا ومبابي لم يظهرا بالشكل المطلوب نظراً للرقابة اللصيقة من دفاع المنافس! ولا يجب نسيان تألق الحارس هوغو لوريس الذي ساهم بشكل كبير بتحقيق الفوز بعد تصديه لأخطر كرات الأورغواي قبل نهاية الشوط الأول.

حسرة السيليستي
وعلى الطرف الآخر ظهرت الدموع على وجه المدافع خيمينيز قبل دقائق من نهاية اللقاء بعد العجز التام الذي أصاب الفريق باللقاء وعدم قدرته على خلق فرص حقيقية للعودة بالنتيجة، فغياب كافاني الذي يمثل نصف القوة الهجومية كان مؤثراً وتعويضه لم يكن بالشكل المطلوب فتمكن الدفاع الفرنسي من عزل مهاجم برشلونة سواريز الذي لم يسدد أي كرة نحو المرمى طوال اللقاء مصيباً الجماهير في خيبة كبيرة، الخطأ الكبير الذي قام به الحارس موسليرا بفشله بالتصدي لتسديدة غريزمان أثر في معنويات الفريق فانهار أبناء المدرب تاباريز رافعين الراية بشكل مبكر في اللقاء، ويعاب على الفريق سوء تمركزه حيث استقبل هدفين من الأهداف الثلاثة التي هزت شباكه في المونديال من كرات ثابتة! تاباريز قال بعد نهاية المباراة: إنه لن يلوم لاعبيه لأنهم قدموا كل ما عليهم، وأضاف: إن الخروج من هذا الدور لا يعني أن المنتخب ضعيف وسيثبت ذلك في كوبا أميركا القادمة! ولم تكن جماهير أورغواي حزينة في الملعب فدعمت الفريق رغم الخسارة وخصوصاً الحارس موسليرا! نهاية مغامرة أورغواي كانت مشرفة في نظر الكثيرين لكن ما زال هناك ما يمكن تقديمه في كوبا أميركا القادمة قبل نهاية هذا الجيل المميز في تاريخ البلاد.

عقدة لاتينية
أصبحت فرنسا بمنزلة عقدة تاريخية لمنتخبات أميركا الجنوبية حيث ساهمت في هذه النسخة بإخراج ثلاثة منتخبات من أصل خمسة، فخرجت البيرو من دور المجموعات بعد فوز فرنسا بنتيجة 1/صفر وفي دور الـ16 ودعت الأرجنتين بالخسارة 4/3 من الديوك إضافة إلى أورغواي آخر المغادرين، ولم تقتصر العقدة اللاتينية على هذه النسخة فلاقت البرازيل المصير ذاته في ربع نهائي بطولتي 1986-2006 ونهائي 1998 كما أخرجت فرنسا البارغواي من ثمن نهائي دورة 1998! وتعود الخسارة الأخيرة والوحيدة للديوك من منتخبات لاتينية في الأدوار الإقصائية إلى عام 1958 حينما خسرت من البرازيل بنتيجة 5/2 في نصف النهائي.
ديشامب للتاريخ
بات مدرب المنتخب الفرنسي ديدي ديشامب قريباً من تحقيق حلمه من تحقيق المونديال كمدرب بعدما حققه كلاعب ليشارك البرازيلي زاغالو والألماني بيكنباور في هذا الإنجاز، وقاد المدرب المباراة بحنكة عالية حيث ظهر الفريق متوازناً بين الدفاع والهجوم فلم يترك فرصة للمنافس للقيام بهجمات إضافة إلى تعطيل مفاتيح لعبه، وقال المدرب بعد اللقاء: «الفريق لعب مباراة ممتازة رغم تقديم بعض الأخطاء لكن المستوى سيتحسن بالمباريات القادمة» ورفض ديشامب الحديث عن اللقب لأن تركيزه سينصب على تجاوز مباراة نصف النهائي كما فعل في يورو 2016 حينما نجح في قيادة فريقه للتأهل إلى النهائي على حساب ألمانيا 2/صفر.

أرقام
– سجل غريزمان 7 أهداف في آخر 5 مباريات لعبها بالأدوار الإقصائية مع منتخب فرنسا.
– الخسارة 1/صفر من ألمانيا في ربع نهائي النسخة الماضية كانت الهزيمة الوحيدة للديوك في آخر 9 مباريات إقصائية في كأس العالم.
– عزز الحارس فيرناندو موسليرا رقمه القياسي من حيث عدد المشاركات في كأس العالم حينما وصل لمباراة الـ16 متفوقاً على كافاني وغودين ب 14 مشاركة لكليهما.
– تعرضت أورغواي للخسارة الـ16 في تاريخها مع منتخبات من أوروبا مقابل 13 انتصاراً و10 تعادلات.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن