عربي ودولي

إسرائيل تواصل إقامة «دولة المستوطنين» وشرعت بمصادرة مساحة أكبر من القدس الحالية … البابا: احتلال الأراضي والتعصب الديني لن يحققا السلام

| فلسطين المحتلة – محمد أبو شباب

على مدار الأيام الماضية ظهر واضحاً مخططات حكومة الكيان الإسرائيلي المتعلقة بمنطقة غلاف القدس المحتلة، وشروعها بتنفيذ تلك المخططات من خلال تهجير سكان الخان الأحمر وهدم التجمعات الفلسطينية التي تقع في غلاف القدس، ضمن خطواتها المتسارعة في تنفيذ مخطط القدس الكبرى، وهو حلم كيان الاحتلال بربط مساحات شاسعة تمتد من القدس لمدينة أريحا ببعضها البعض ضمن الكتل الاستيطانية التي تخنق مدينة القدس. وتقول تقارير فلسطينية، إن شروع كيان الاحتلال بهدم التجمعات الفلسطينية التي تقع في محيط القدس والأغوار، هو تمهيد لضم 9 مستوطنات تقع في غلاف القدس، وتنفيذ مخطط القدس الكبرى.
وقال مدير مركز القدس الدولي حسن خاطر لــ«الوطن»: إن «عمليات التهجير التي شرعت سلطات الاحتلال بتنفيذها في التجمعات الفلسطينية خاصة منطقة الخان الأحمر، هو ضمن مخطط شامل لحكومة الكيان، لإقامة دولة المستوطنين في الضفة الغربية، والخان الأحمر هو كلمة السر لأن موقعه الجغرافي مهم، فهو يفصل شمال الضفة عن جنوبها، ويصبح من الأحلام إقامة دولة فلسطينية متواصلة جغرافياً، بعد ترحيل التجمعات الفلسطينية». وأكد خاطر أن المساحة الجغرافية التي شرعت سلطات الاحتلال بمصادرتها في محيط القدس تعادل مساحة القدس نفسها، فالمساحة شاسعة تمتد من القدس لأريحا، والخوف يكمن في أن تكون «دولة المستوطنين» التي شرع اليمين بإقامتها في قلب الضفة الغربية، نهاية لأي وجود فلسطيني في التجمعات الفلسطينية في قلب الضفة الغربية، وفي محيط القدس وقلبها، والوضع خطير للغاية يتطلب تحركات على أوسع نطاق بهدف محاربة السرطان الاستيطاني وعمليات التهويد المسعورة للأرض الفلسطينية.
وأشار خاطر إلى أن مخططات التهويد في القدس والضفة الغربية تعززت في ظل الصمت العربي وبعد قرار الإدارة الأميركية الخاص بالقدس واعتبارها عاصمة لكيان الاحتلال ونقل السفارة الأميركية إليها.
في السياق ذاته اتهم المكتب الوطني للدفاع عن الأرض ومقاومة الاستيطان التابع لمنظمة التحرير الفلسطينية، حكومة الكيان الإسرائيلي بممارسة جريمة تطهير عرقي جديدة في الخان الأحمر، في عملية اقتلاع وتهجير وتطهير شاملة، وذلك لأهداف استيطانية خطيرة، مؤكداً أن ما تمارسه حكومة الاحتلال من النقب إلى الخان الأحمر هو تهجير قسري وتطهير عرقي في خدمة المشروع الاستيطاني، وأن ما يحدث في الضفة والقدس والنقب هو مسلسل متواصل من حرب الوجود الذي تمارسه سلطات الكيان الإسرائيلي ضد الفلسطينيين.
إلى ذلك قال البابا فرنسيس بابا الفاتيكان أمس إن تشييد الجدران واحتلال الأراضي والتعصب الديني لن تحقق السلام أبداً في منطقة الشرق الأوسط. وكرر البابا أيضاً في ختام قمة لزعماء الطوائف المسيحية وجهة نظره بشأن احترام «الوضع الراهن» لمدينة القدس ودعم حل الدولتين لتسوية الصراع بين «إسرائيل» والفلسطينيين.
وقال البابا: «الحفاظ على الهدنة ببناء الجدران واستعراض القوة لن يؤدي إلى السلام… لكن وحدها الرغبة الملموسة في الإنصات وبدء حوار» هي التي ستأتي به.
وأضاف: «فلنضع حداً لاستفادة قلة من معاناة الكثيرين، لا لاحتلال المزيد من الأراضي والتفريق بين الناس».
وقال البابا: إن «أشكالاً من التطرف والتعصب تدنس اسم الرب، وهو السلام، تحت ستار الدين» وأججت العديد من الصراعات. وأضاف: إنه يتعين حماية كل المجتمعات في الشرق الأوسط «وليس الأغلبية فقط» منتقداً بحدة شراء الأسلحة حيث قال: «لا يمكنك الحديث عن السلام فيما تسارع سراً إلى تكديس أسلحة جديدة».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن