رياضة

الدببة تودع مونديالها برؤوس مرفوعة … ركلات الحظ تضحك الكروات من جديد

| خالد عرنوس

ليلة طويلة أخرى عاشها العالم على وقع منافسات النسخة الحادية والعشرين من المونديال فجاء ختام ربع النهائي مثيراً بوصوله إلى ركلات الأعصاب الترجيحية للمرة الرابعة في المباراة التي سبق لطرفيها أن تجاوزا الدور الثاني بالطريقة ذاتها، وابتسم الحظ للفريق الناري الكرواتي على حساب صاحب الأرض الروسي بنتيجة 4/3 بعد التعادل بهدف لمثله في الوقت الأصلي ثم بهدفين في الأوقات الإضافية، وبذلك بلغ رفاق مودريتش وراكتيتش نصف النهائي للمرة الثانية بتاريخهم ضاربين موعداً مع أسود إنكلترا الثلاثة في مواجهة ثأرية وسيكون موعدها ليلة الأربعاء القادم.

عشر دقائق تكفي
منذ البداية كانت التوقعات تشير إلى أن الفريقين سيتمسكان بفرصتهما التاريخية ولاسيما صاحب الضيافة الذي لم يكن أشد المتفائلين بأولاد تشيرشييف يتوقع أن يبلغوا نصف النهائي وحاول كلا الفريقين فرض كلمته بضربة حظ أو بهجمة مرتدة ولذلك انحصر اللعب طويلاً وسط الملعب وعلى مشارف منطقتي الجزاء مع بعض الكرات هنا وهناك على المرميين.
استمر الوضع بين أخذ ورد حتى الدقيقة 30 التي شهدت تقدماً روسيا عبر تشيرشيف الذي بادل دزوبا كرة ولما عادت إليه وجدها فرصة سانحة للتسديد من خارج المنطقة فأرسل كرة جميلة تابعها سوبازيتش بنظره وهي تسكن المقص الأيمن لمرماه، عندها أحس الكروات بالحرج وآمن الروس بقدراتهم وكادوا يعززون بكرتين لولا التسرع ومن كرة مرتدة نجح بيرسيتش بتمريرة كرة على الجهة اليسرى حيث ماندزوكيتش الذي حول كرة ماكرة إلى رأس كراماريتش الذي أعلن التعادل برأسية قريبة، وكان ذلك في الدقيقة 39.

الامتناع عن الفوز
لم يتغير الحال كثيراً طوال الشوط الثاني رغم محاولات خطف الفوز من الجانبين فقلت الفرص وأخطرها للكرواتي بيرسيتش وارتدت من القائم (الدقيقة 60) وقد عوقب من المدرب داليتش بإخراجه بعد دقيقتين، ومع مرور الدقائق اقتنع الطرفان بأن الأوقات الإضافية أفضل من الخسارة بهدف متأخر ورغم ذلك فقد سنحت للروس فرصتان لحسم التأهل لكن سوبازيتش كان في الموعد، وفي الوقت الإضافي لم يتبدل الحال كثيراً فكان الاعتماد على الكرات الثابتة وهكذا كان.
ففي الدقيقة 100 نفذ مودريتش ركنية خطف فيها المدافع فيدا الكرة برأسه معلناً تقدم الناري هذه المرة، وجاء التعادل بطريقة مشابهة من ركلة حرة حولها دزاغوييف إلى رأس المدافع فيرنانديز ممدداً حياة فريقه إلى ركلات الترجيح وسط تحفيز كبير من المدرب لجماهير بلاده وهو الأمر الذي تكرر أكثر من مرة بعدما اقتنع تشيرشييف بتأثير المدرجات على لاعبيه، وفي النهاية لم يجد اللاعبون بداً من اللجوء إلى ركلات الترجيح حيث الكلمة الأخيرة للحظ والأعصاب.

صدام الأيدي
عندما ذهبت المباراة إلى التمديد لم يكن أحد يريد هذا الحل إلا المنتخب الإنكليزي الذي ينتظر الفائز بلقاء ملعب لوجينكي بموسكو، فالفريقان الكرواتي والروسي سيصابان بالإنهاك وهما اللذان وصلا ربع النهائي بعد مباراة ماراثونية، الروسي على حساب اللاروخا الإسباني والكرواتي على حساب الديناميت الدنماركي، وطبعاً لعشاق الإثارة مكان في ركلات الجزاء الترجيحية فهي المواجهة بين حارسي المرمى اللذين كانا بطلي مباراتي فريقيهما في دور الستة عشر.
صراع الأيدي انتهى بالتعادل بعدما نجح سوبازيتش برد الركلة الأولى من سومولوف ورد عليه أكنفييف بالركلة الثانية من كوفاسيتش وبينهما سجل كل من بروزيفيتش ودزاغوييف والملاحظ أن المنفذين الأربعة شاركوا كبدلاء، وجاء الدور على الأعصاب التي خانت المدافع الروسي فيرنانديز في الركلة الثالثة فأرسل الكرة خارج المرمى مانحاً الفرصة للناري، وبعدها سجل الجميع والركلة الحاسمة كانت من نصيب راكتيتش الذي أودع الكرة بخفة وذكاء إلى الزاوية السفلى على يمين أكنفييف معلناً انتهاء اللعبة وتأهل كرواتيا إلى مربع الكبار.

بعد الصافرة
– أصبح المنتخب الكرواتي ثاني فريق يفوز بركلات الترجيح مرتين في بطولة واحدة بعد الأرجنتيني في بطولة 1990 عندما تخطى اليوغسلافي في ربع النهائي ثم الإيطالي في نصف النهائي، علماً أنها المرة الثالثة التي يضطر فيها منتخب ما بالوصول إلى الترجيح مرتين والثاني كان الإسباني الذي تخطى إيرلندا في الدور الثاني لبطولة 2002 قبل أن يسقط أمام الكوري في ربع النهائي.

– سجلت كرواتيا 10 أهداف حتى الآن بواسطة 8 لاعبين علماً أن فريق 1998 سجل 11 هدفاً خلال 7 مباريات عبر خمسة لاعبين منها 6 للهداف دافور سوكر.
– على الرغم من بلوغه نصف النهائي إلا أن المنتخب الكرواتي فشل بالفوز على المنتخب المضيف للمرة الثالثة بعد الخسارة من فرنسا 1998 ومن البرازيل 2014.
– وصل المنتخب الكرواتي مباراته الخامسة من دون هزيمة للمرة الأولى في تاريخ مشاركاته واستمر لاعبوه بالتسجيل للمباراة التاسعة على التوالي، واكتفى المنتخب الروسي بربع النهائي للمرة الخامسة لمنتخب البلد المنظم بعد فرنسا (1938) وسويسرا (1954) والمكسيك (1970 و1986)، ويمكن اعتبار إسبانيا خرجت من ربع نهائي 1982 فالدور الثاني يومها كان بمنزلة ربع النهائي.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن