«إسرائيل» أقرت بأن إخراج إيران هدف غير قابل للتحقيق .. طهران: مستشارونا باقون في سورية دعماً لمكافحة الإرهاب
| وكالات
بينما أكدت طهران أن المستشارين العسكريين الإيرانيين سيبقون في سورية، دعماً لجهود دمشق في مكافحة الإرهاب، أقرت «إسرائيل» بأنّ هدفها «طرد» إيران من سوريّة، ليس قابلاً للتحقيق من قبل «إسرائيل»، وأن الإصرار على تحقيقه قد يؤدّي إلى اشتعال حربٍ في منطقةٍ غير مستقرّةٍ، وستعرض كيان الاحتلال لدمار لم يشهده من قبل.
وقال المساعد الخاص لرئيس مجلس الشورى الإسلامي للشؤون الدولية حسين أمير عبد اللهيان، خلال لقائه السفير الفلسطيني في طهران، صلاح الزواوي، وفق موقع قناة «روسيا اليوم» الإلكتروني: إن «الجمهورية الإسلامية ستواصل دعمها الحازم للمقاومة ولن تتراجع في القضية الفلسطينية ومواجهة تهديدات الكيان الصهيوني التي تستهدف أمن جميع دول المنطقة».
وأضاف: إن إسرائيل تسعى للهيمنة على سورية بعد تنظيم داعش الإرهابي، إلا أن «قوى المقاومة والمستشارين العسكريين الإيرانيين سيستمرون بتواجدهم إلى جانب سورية في التصدي للإرهاب».
واعتبر عبد اللهيان، أن الشعب السوري لن يسمح بأن تتحول بلاده مرة أخرى إلى ساحة يصول ويجول فيها إرهابيو الصهاينة.
في المقابل، أقر كيان الاحتلال الإسرائيلي بضعفه في مواجهة إيران، وقال نائب رئيس مجلس الأمن القوميّ السابق في «اسرائيل»، عيران عتصيون، في مقابلةٍ مع صحيفة «هآرتس»، بحسب صحيفة «رأي اليوم» الإلكترونية: «إذا دخل حزب اللـه في أي حرب بين إسرائيل وإيران، فإنّ الدمار والخراب اللذين ستتعرّض لهما تل أبيب والعديد من المدن الإسرائيليّة الأخرى، سيكونان خطيرين للغاية، دمار لم نشهده من قبل».
وأوضح عتصيون: «حتى الآن لم نشهد حربًا حقيقيّةً بين إسرائيل وحزب اللـه، ولكننّي لا أريد أنْ أتخيّل حربًا مُباشرةً بين إسرائيل وإيران، مع أنني وخلال فترة عملي الطويلة في مجلس الأمن القوميّ اضطررت إلى تخيّل هذه الحرب»، مُضيفًا أنّ «فرضية العمل لحربٍ بين إسرائيل وإيران يُمكن أنْ تكون على شاكلة الحرب الإيرانيّة العراقيّة، التي استمرّت 8 أعوام وحصدت أرواح أكثر من مليون قتيلٍ»، على حدّ قوله.
ورأى عتصيون أنّ «إسرائيل ليست أقوى من إيران في المجال العسكريّ»، لافتًا إلى أنّ مساحة إيران الجغرافيّة تمنحها تفوقًا على إسرائيل الصغيرة مقارنةً معها».
وانتقد عتصيون وزير الأمن السابق إيهود باراك، الذي كان يُطالب ونتنياهو بتوجيه ضربة عسكريّةٍ لإيران، وقال: إنه «يُعاني بشكلٍ أوْ بآخر من مرض جنون العظمة، دائمًا يعتقد أنه الأذكى والأكثر حكمةً وينظر إلى الآخرين بشكلٍ فوقيٍّ».
وفي معرض ردّه على سؤالٍ حول الاتفاق النوويّ الذي تمّ التوقيع عليه مع إيران، قال عتصيون: إنّ «انسحاب الولايات المُتحدّة الأميركيّة بشكلٍ قاسٍ وصارمٍ من شأنه أنْ يؤدّي إلى اقتراب إيران أكثر من القنبلة النوويّة، ومن الناحية الأخرى قد يُورّط المنطقة في حربٍ»، معتبرا أنّ «التهديد المفصليّ والقريب لا يتواجد في إيران، إنمّا في سوريّة.
وأضاف: «المكان الأكثر قابليته للانفجار، أيْ اندلاع الحرب، هو سوريّة، لا بلْ أكثر من ذلك، إسرائيل تعيش اليوم نوعا من الحرب ولكنّها مشتعلة على نارٍ هادئةٍ، ولولا تواجد الروس بيننا وبينهم لكانت الحرب قد اندلعت سابقًا».
وتابع: «نتنياهو يُردّد كلّ الوقت أنّ هدف «إسرائيل» هو طرد الإيرانيين من سوريّة، والجميع يهتفون وراءه».
وشدّدّ عتصيون على أنّ طرد إيران من سوريّة، هذا الهدف، «ليس قابلاً للتحقيق من قبل إسرائيل، والإصرار على تحقيقه من قبل الحكومة الإسرائيليّة قد يؤدّي إلى اشتعال حربٍ في منطقةٍ غيّر مستقرّةٍ، والتي ستُشارك فيها إيران، الميلشيات التابعة لها في سوريّة وتنظيم حزب الله اللبنانيّ، كما أنّ تركيّا تلعب بالنار»، وفق قوله.
وأردف قائلاً: «الحلّ النهائيّ للأزمة السوريّة سيُحدّدّه الروس فقط، الذي يتفاخرون بأنّهم اللاعب الأكثر تأثيرًا في المنطقة، والذين يجرون اتصالات مع الجميع، ولكنّهم يقولون لإسرائيل شيئًا، فيما يقولون لإيران أمرا آخر»، مُوضحا أنّ الأمر الوحيد المُستقّر هو أنّ أميركا ستسحب قوّاتها من سوريّة.
وأضاف: «في سوريّة يحدث أمر دراماتيكي، ذلك أنّه للمرّة الأولى في التاريخ تتواجد إيران وإسرائيل من الناحية العسكريّة بمُواجهةٍ مُباشرةٍ، وبالتالي يوجد احتمال كبير لأنّ يتردّى الوضع أكثر بينهما لحربٍ مفتوحةٍ، والتي من شأنها أنْ تكون حربًا بأشكالٍ متنوعةٍ».