رياضة

أباطرة الخشبات الثلاث.. القيادة لثلاثة والزعامة لجلمار.. والتاريخ للحضري

| محمود قرقورا

الحديث عن أباطرة الخشبات الثلاث يطول، وتاريخياً لم يفلح أي منتخب في التتويج ما لم يمتلك حارساً تنطبق عليه مقولة نصف الفريق، بل إن بعضهم كان السبب المباشر في اعتلاء منتخبه قمة المجد والسؤدد.
من هؤلاء الحراس من كان قائداً لمنتخب بلاده ومنهم من حاز اللقب غير مرة ومنهم من استحق لقب الأنظف ومنهم من كان الاستثناء بنيله الكرة الذهبية المونديالية، ومنهم من حمل الرقم القياسي بمحافظته على نظافة شباكه بشكل متتال، ومنهم من دخل المونديال وخرج بشباك عذراء رغم تأهل منتخبه لأدوار خروج المغلوب، ونحن العرب كان لنا نصيب غير عادي من خلال مشاركة المصري عصام الحضري أمام السعودية كأكبر لاعب عبر تاريخ كأس العالم.
بحث حراس المرمى يستحق الغوص في أعماقه من خلال محاور عدة والملاحظ أن معظم الأرقام تحققت عبر حراس أبطال.

الأنظف

الفرنسي بارتيز المولود في 28/6/1971 هو الحارس الفرنسي الوحيد الذي لعب في ثلاثة مونديالات فضلاً عن أنه أكثر اللاعبين الفرنسيين لعباً في المونديال بسبع عشرة مباراة إلى جوار تيري هنري ولكن دقائقه الملعوبة أكثر.
بارتيز حافظ على نظافة شباكه في عشر مباريات معادلاً رقم الحارس الإنكليزي شيلتون الذي وصل لذلك 1990 وسُجل بمرماه ثمانية أهداف وكلاهما لعب 17 مباراة، ونظافة شباك بارتيز حدثت أمام جنوب إفريقية والسعودية والبارغواي وإيطاليا والبرازيل في مونديال التتويج 1998 وأمام الأورغواي في مونديال النكسة الفرنسية 2002 وأمام سويسرا والبرازيل والبرتغال 2006 وبذلك هو الحارس الوحيد الذي واجه البرازيل بمونديالين وخرج بشباك نظيفة.
بارتيز مثل فرنسا بسبع وثمانين مباراة دولية وهو بذلك أكثر حارس فرنسي لعباً ولعب لأندية تولوز ومرسيليا وموناكو ونانت ومان يونايتد.
أما الإنكليزي شيلتون عميد اللاعبين الإنكليز وأكثرهم لعباً في المونديال بـ17 مباراة، فحافظ على نظافة شباكه أمام تشيكوسلوفاكيا والكويت وألمانيا الغربية وإسبانيا 1982 وأمام المغرب وبولندا والبارغواي 1986 وأمام هولندا ومصر وبلجيكا 1990.

المدة الأطول لزينغا

ولتر زينغا المولود في 28/4/1960 سجل حضوراً لافتاً في مشاركته الوحيدة حامياً عرين الآزوري في المونديال، وكان ذلك في مونديال 1990 ففيه أصبح زينغا أكثر حارس يحافظ على نظافة شباكه بشكل متتال مطلع البطولة بواقع 517 دقيقة وما زال هذا الرقم صامداً حتى الآن.
فبعد محافظته على نظافة شباكه أمام النمسا والولايات المتحدة وتشيكوسلوفاكيا والأورغواي وجمهورية إيرلندا طرق مرماه الأرجنتيني كانيجيا في الدقيقة 67 بنصف النهائي.
نظافة مطلقة لزوبير بوهلر
الحارس السويسري زوبير بوهلر المولود في 8/1/1971 دخل التاريخ من أوسع أبوابه في مونديال ألمانيا 2006 إذ حافظ على نظافة شباكه طوال الدقائق التي لعبها البالغة 390 دقيقة علماً أن سويسرا لم تحافظ على نظافة شباكها في أي من مبارياتها المونديالية قبل المونديال الألماني المذكور وعددها 22 مباراة، ليكون الحارس المونديالي الوحيد الذي يتأهل منتخبه للدور الثاني ويحافظ على عذرية شباكه في كل الدقائق التي لعبها.

الأكثر لعباً ماير و تافاريل

سيب ماير المولود في 28/2/1944 لعب 18 مباراة مونديالية بواقع 1680 دقيقة وهو بذلك الأكثر لعباً مباريات ودقائق جنباً إلى جنب مع البرازيلي تافاريل.
سيب ماير هو الحارس الألماني الوحيد الذي لعب في ثلاثة مونديالات وحصيلة مبارياته الـ18 أحد عشر فوزاً وأربعة تعادلات وثلاث هزائم وتلقى 19 هدفاً.
ولد تافاريل في 8/5/1966 واستطاع أن يشق طريقه لعالم النجومية وحجز مكاناً له في تشكيلة السيلساو مبكراً.
البرازيل معه فازت بـ12 مباراة مونديالية كرقم قياسي لحراس المرمى وخسرت ثلاثاً وتعادلت بثلاث وطرق مرماه 15 مرة في المونديالات الثلاثة علماً أنه الحارس البرازيلي الثاني الذي مثل بلاده في ثلاثة مونديالات بعد جلمار، بيد أنه الحارس البرازيلي الوحيد الذي دخل نادي المئة دولياً.

تتويجان لجلمار

الحارس البرازيلي جلمار المولود في 22/8/1930 والمتوفى في 25/8/2013 ما زالت سجلات المونديال تؤرخ أنه الحارس الوحيد الذي توج باللقب مرتين ففي مونديال السويد 1958 ساهم بدخول البرازيل نصف النهائي بشباك نظيفة كحالة استثنائية بتاريخ حماة الشباك البرازيليين.
مثل البرازيل في 14 مباراة مونديالية وليته لم يلعب المباراة الرابعة عشرة أمام المجر في مونديال 1966 ولاسيما أنها شهدت الخسارة الوحيدة للبرازيل معه بعد أحد عشر انتصاراً وتعادلين وتلقى 12 هدفاً بواقع أربعة مونديال 1958 وخمسة في مونديال 1962 وثلاثة 1966.

الكباتن الأبطال

ثلاثة حراس فقط كانوا كباتن منتخباتهم المتوجة وهم على الترتيب: كومبي ودينو زوف وكاسياس
الحارس الإيطالي كومبي المولود في 20/11/1902 والمتوفى في 12/8/1956 كان كابتن منتخبه في مونديال 1934 في المباريات الخمس وهو بذلك الكابتن البطل الأول ولم يقلده سوى الإيطالي دينو زوف في مونديال 1982 ثم الإسباني كاسياس في مونديال 2010.

ولد الإيطالي دينوزوف في 28 شباط 1942 وحمى باقتدار مرمى الآتزوري في مونديال اسبانيا وكان أحد أسباب التتويج وهو حتى اللحظة أكبر المتوجين بأربعين عاماً و133 يوماً.
حرس مرمى الطليان في 17 مباراة مونديالية ففاز بتسع مقابل خمسة تعادلات وثلاث هزائم ورصيده الدولي 112 مباراة كسادس الطليان ولكنه أول من دخل نادي المئة بين المئويين الستة.
وُلد كاسياس يوم 20 أيار 1981 وشارك مع الماتادور في 17 مباراة مونديالية في المونديالات الأربعة الأخيرة، وذروة تألقه في مونديال 2010 عندما كان الكابتن البطل.
رصيده المونديالي 17 مباراة فاز بـ11 مقابل تعادلين وأربع هزائم وتلقت شباكه 18 هدفاً.

البطولات

حامي الشباك المكسيكية كارباخال المولود في 7/6/1929 أول من شارك في خمسة نهائيات وبلغ ذلك 1966 وحالياً هو أحد لاعبَين حضرا في خمس بطولات، إذ جاء بعده الألماني ماتيوس، فخاض كارباخال إحدى عشرة مباراة بواقع ثلاث 1950 ومباراة 1954 وثلاث 1958 ومثلها 1962 ومباراة واحدة 1966 ومن حسن حظه أنه حافظ على نظافة شباكه في المباراة الأخيرة 1966 أمام الأورغواي علماً أنه تلقى 25 هدفاً في المباريات المونديالية العشر التي سبقتها حيث لم يحافظ على نظافة شباكه في أي منها، ليكون أكثر الحراس قبولاً للأهداف بتاريخ المونديال إلى جانب الحارس السعودي محمد الدعيع.

الحضري الأكبر سناً

في هذا المونديال شارك عصام الحضري أمام السعودية بعمر 45 عاماً و261 يوماً وليصبح أكبر لاعب عبر التاريخ المونديالي، والملاحظ أن الحضري لم يلعب إلا هذه المباراة المونديالية، ولكنها كانت كافية ليزيح الكولومبي فاريد موندراغون الذي قد لا يكون الحارس الكولومبي الأشهر في بلاده لكنه مع انتهاء المونديال المنصرم بات مشهوراً في العالم، إذ إنه كان يبلغ من العمر 43 سنة وثلاثة أيام عندما شارك في الدقائق الخمس الأخيرة بمباراة اليابان وكولومبيا ليكون اللاعب الأكبر سناً بتاريخ كأس العالم وقتها، وسبق له المشاركة في أربع مباريات مونديالية ففاز منتخبه مرتين وخسر مثلهما ودخل مرماه ثلاثة أهداف.

الجزاء والترجيح

– أكثر الحراس تصدياً لركلات الجزاء هما البولندي توماشيفسكي الذي تصدى لركلتين 1974 والأميركي فريدل الذي تصدى لركلتين في مونديال 2002.
– أكثر الحراس تصدياً لركلات الترجيح هو الأرجنتيني غويكوتشيا الذي تصدى لأربع ركلات اثنتان أمام يوغسلافيا بربع نهائي 1990 واثنتان أمام إيطاليا بنصف نهائي المونديال نفسه علماً أن العارضة تعاطفت معه في كرة اليوغسلافي دراغان ستويكوفيتش، وكذلك الألماني شوماخر الذي تصدى لركلتين فرنسيتين 1982 وركلتين مكسيكيتين 1986، وفي هذا المونديال اضيف اليهم الكرواتي سوبازيتش،
بينما أكثر الحراس تصدياً لركلات الترجيح في مباراة واحدة هو البرتغالي ريكاردو الذي رد ثلاث ركلات إنكليزية في مونديال 2006، والكرواتي سوبازيتش الذي تصدى لثلاث كرات دانماركية في هذا المونديال.
– يحسب للإسباني كاسياس أنه تصدى لركلتي ترجيح وركلة جزاء في المباراة نفسها أمام جمهورية إيرلندا 2002 ضمن دور الستة عشر، وفي هذا المونديال قلّده كاسبر شمايكل حارس الدانمارك أمام كرواتيا في الدور ذاته.

أرقام أخرى

– وحده الألماني أوليفر كان فاز بالكرة الذهبية المونديالية وحدث ذلك في مونديال 2002.
– أقل الحراس الأبطال تعرضاً للأهداف خلال بطولة واحدة هو الإيطالي بوفون الذي تلقى هدفين في المونديال الألماني 2006 وكذلك الفرنسي بارتيز في مونديال 1998 والإسباني كاسياس 2010.
– أكثر الحراس تعرضاً للأهداف في مباراة واحدة هو السلفادوري غويفارا مورا الذي تلقى عشرة أهداف مجرية عام 1982.
– أكثر الحراس تعرضاً للأهداف لدولة مستضيفة في بطولة واحدة هو البرازيلي خوليو سيزار بـ14 هدفاً عام 2014.
– أكثر الحراس تعرضاً للأهداف في بطولة واحدة هو الكوري الجنوبي هونغ دوك يونغ بـ16 هدفاً خلال مباراتين عام 1954 ليكون الحارس الأسوأ عبر التاريخ المونديالي.
– أكثر الحراس الأبطال تعرضاً للأهداف هو البرازيلي فيلكس الذي تلقى سبعة أهداف 1970.
-أول حارس بطل هو الأورغوياني باليسترو 1930.
– أول حارس طرد هو الإيطالي باليوكا أمام النرويج 1994.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن