عربي ودولي

بحضور خجول لقادة الاتحاد الأوروبي … أردوغان يؤدي اليمين الدستورية لولاية رئاسية جديدة بصلاحيات تعزز سيطرته على تركيا

بدأ الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أمس الاثنين ولاية رئاسية جديدة من خمس سنوات بصلاحيات واسعة في ظل نظام رئاسي جديد ندد به منتقدوه باعتباره متسلطاً، وذلك بعد عامين على محاولة انقلاب هزت حكمه.
وأدى أردوغان أمس اليمين الدستورية تحت قبة البرلمان ليبدأ ولاية رئاسية جديدة مدتها خمس سنوات بصلاحيات معززة. وبعد أداء اليمين تعهد أردوغان بشكل خاص بالحفاظ على المبادئ العلمانية لتركيا الحديثة التي أرساها مؤسسها مصطفى كمال أتاتورك.
وبعد أدائه القسم، توجه أردوغان إلى ضريح أتاتورك، ثم توجه بعد ذلك للمشاركة في حفل تنصيبه، بالمجمع الرئاسي، في العاصمة أنقرة. وتتضمن قائمة حضور حفل التنصيب كبار حلفاء تركيا في افريقيا والشرق الأوسط ودول الاتحاد السوفييتي السابقة بينما عدد القادة الأوروبيين أقل نسبياً.
وحضر رئيس الوزراء الروسي دميتري مدفيديف على رأس وفد روسي رفيع، مراسم التنصيب نيابة عن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. وكذلك الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو. كما حضر الرئيس السوداني عمر البشير وأمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني وهما من أبرز حلفاء تركيا في الشرق الأوسط. فيما كان الرئيس البلغاري رومين راديف ورئيس وزراء المجر القوي فيكتور اوربان الوحيدين من قادة الاتحاد الأوروبي اللذين حضرا التنصيب. وتبدأ هذه الولاية الرئاسية الواسعة الصلاحيات بعد حوالي عامين على محاولة انقلاب عسكري في 15 تموز 2016، تلتها حملات تطهير واسعة ولا سيما في صفوف القوات المسلحة والشرطة والإدارات الرسمية أدت إلى توقيف وإقالة عشرات آلاف الأشخاص.
ومن جانبها قالت أستاذة العلوم السياسية في الجامعة التقنية للشرق الأوسط في أنقرة ايسي اياتا إن أردوغان «سيحظى الآن بدعم مؤسساتي وقانوني للسيطرة على كل شيء تقريباً». وسيتم إلغاء منصب رئيس الوزراء، بينما سيمسك الرئيس كامل مقاليد السلطة التنفيذية وسيكون قادراً على إصدار مراسيم.
كما أنه سيعين ستة من الأعضاء الـ13 في مجلس القضاة والمدعين المكلف تعيين عناصر النظام القضائي وإقالتهم.
وبما أن الرئيس يبقى أيضاً على رأس حزبه السياسي، «سيسيطر على نواب حزبه ما يعني أنه سيسيطر على كل الفروع التنفيذية والقضائية والتشريعية في البلاد»، بحسب أستاذ العلوم السياسية في جامعة بيلغي في اسطنبول إمري أردوغان. وأضاف إن «نظاماً كهذا يوجد مساحة واسعة من الفرص، ليحكم الرئيس البلاد بمفرده».
وبدورها قالت صحيفة جمهوريت المعارضة إن «نظام رجل واحد وحزبي يبدأ رسمياً اليوم».
وكتبت المعلقة السياسية في الصحيفة أصلي آيدنطاشباش «لا أعتقد أننا سنبالغ لو قلنا إننا دخلنا عهد الجمهورية الثانية، بعد الجمهورية التي أسسها مؤسس تركيا العلمانية مصطفى كمال أتاتورك».
وخلال الانتخابات التشريعية التي تزامنت مع الاقتراع الرئاسي، فاز حزب العدالة والتنمية (إسلامي محافظ) بزعامة أردوغان بـ295 مقعداً من أصل 600 فيما حصل حليفه الحزب القومي على 49 مقعداً، ما يعني أن الحزب الحاكم لا يتمتع بالغالبية بمفرده وعليه أن يعول على تأييد حليفه للسيطرة على البرلمان.
ويخشى العديد من الخبراء أن يؤدي التحالف القسري مع الحزب القومي إلى سياسة متشددة من جانب أردوغان، وخصوصاً حول القضية الكردية.
وبعد أدائه القسم، ينتقل أردوغان على الفور إلى ميدان السياسة الخارجية حيث سيزور شمال قبرص وأذربيجان، قبل أن يتوجه لحضور قمة لقادة حلف الأطلسي في بروكسل يلتقي خلالها نظيره الاميركي دونالد ترامب وعدداً آخر من قادة الحلف.

أ ف ب- رويترز- روسيا اليوم

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن