سورية

خبراء روس يشاركون بترميم آثار تدمر.. و«اليونسكو» تتفرج!

| الوطن- وكالات

وسط غياب منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة «اليونسكو»، أكد مدير مختبر المتحف الوطني بدمشق، محمد خالد أسعد أن عناصر المختبر باشروا بعملية ترميم تماثيل تدمرية تم إنقاذها من التحطيم والتخريب على أيدي عناصر تنظيم داعش الإرهابي، خلال استيلائهم على تدمر، وذلك بمساعدة مختصين من متحف بوشكين الروسي.
وسيطر داعش على تدمر في أيار 2015 إلى أن حررها الجيش العربي السوري في آذار 216 من قبضته، كما حرر الجيش المدينة للمرة الثانية من التنظيم في 2 آذار 2017 بعد أن عاود التنظيم السيطرة عليها، لكن الإرهابيين، تمكنوا من إلحاق المزيد من الدمار بالمدينة القديمة فيها.
وقال مدير مختبر المتحف الوطني السوري بدمشق، وفق موقع قناة «روسيا اليوم» الإلكتروني: إن عناصر المختبر، باشروا بعملية ترميم التماثيل وأن مجموعة من المختصين الروس، تقدم المساعدة للجانب السوري في هذا المجال».
وأضاف أسعد: إن «العملية غاية في التعقيد. لقد حطم الإرهابيون التماثيل إلى قطع كثيرة ونحن نقوم بتجميعها قطعة قطعة. ويقدم لنا المشورة والمساعدة خلال ذلك مختصون من متحف بوشكين الحكومي في موسكو»، مشيراً إلى أن مساعدة المختصين الروس مهمة جدا في ترميم لوحات الموزاييك والتماثيل الأثرية الصغيرة.
وذكر أن الحكومة، قدمت المبالغ اللازمة لتمويل العملية التي تجري بدون مشاركة «اليونسكو» وأي دعم من جانب الدول الغربية.
وأوضح، أنه بعد إنجاز عملية الترميم، سيتم عرض التماثيل في حلتها الجديدة على الجمهور، وأن السلطات ستفتح بعد شهرين أبواب المتحف الوطني بدمشق أمام الزوار بعد توقفه عن العمل خلال فترة الحرب. ورغم أن عدة دول غربية والمنظمات الدولية، أبدت استعدادها للمساعدة في ترميم تدمر، لكنها حتى الآن لم تشارك في ذلك، حتى أن مستشار المدير العام لمنظمة «اليونيسكو»، هنريكاس الغيراس زيغمو يوشكيافيتشوس أعلن في 23 تشرين الثاني العام 2017، أي بعد أكثر من 7 أشهر ونصف من استعادة تدمر، أن المنظمة لم تقم بعد بتقدير تكاليف ترميم آثار تدمر، زاعماً أن «اليونيسكو في الوقت الحالي تعيش أوقاتاً صعبة، وخاصة بعد قرار الولايات المتحدة المغادرة، تاركة ديناً بمقدار 500 مليون دولار»، موضحا أن الميزانية السنوية ليونيسكو تبلغ 300 مليون دولار.
وكالة «سانا» نقلت بدورها عن مدير عام الآثار والمتاحف محمود حمود قوله: «إنه بعد المجيء بالقطع الأثرية التي تعرضت للدمار والتحطيم على يد التنظيمات الإرهابية في تدمر بدأت مديرية الآثار بأعمال الترميم وفق أحدث الوسائل والتقنيات والمواد العالمية والمتعارف عليها في هذا المجال»، مبيناً أن ورشة الترميم كانت قد أنجزت العام الماضي بالتعاون مع خبراء من بولونيا ترميم تمثال أسد اللات الشهير الذي عرض على الجمهور في حديقة المتحف الوطني والآن الخبراء الوطنيون يواصلون تقييم اللقى الأثرية التي جمعت من قاعات المتحف الوطني في تدمر مع الكسر وما تبقى من هذه التماثيل ليتم ترميمها بمواد حديثة وبصورة تظهر للمشاهد الأجزاء المرممة.
وأوضح حمود، أن أعمال الترميم تعتمد على الوثائق والصور والرسوم لدى المديرية مضيفا: «إنه تم حتى الآن ترميم عدة تماثيل والعمل جار لترميم كل اللقى والمنحونات وهي ليست سهلة على الاطلاق فبعض التماثيل فقدت أجزاء منها» لافتا إلى وجود بعض المشاكل التي تواجه عملية الترميم ومنها فقدان بعض التماثيل لأجزاء منها لذلك يتم ترميمها بشكل جزئي ريثما يتم العثور على أجزائها المفقودة».
وفي سياق آخر كشف حمود أن المديرية العامة للآثار والمتاحف بصدد إرسال بعثة وطنية لإجراء مسح أثري لمدينة بصرى الشام لتقييم مدى الضرر والتخريب الذي تعرضت له هذه المدينة على يد التنظيمات الإرهابية.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن