نطاق سيطرته وصل ريف المحافظة الغربي.. وتدمير أوكار لـــ«النصرة» في القنيطرة … الجيش ينتشر على كل الحدود مع الأردن.. وفي طريقه للسيطرة على كامل مدينة درعا
| الوطن – وكالات
وسع الجيش العربي السوري، أمس، نطاق سيطرته في ريف درعا الغربي بعد اندحار الإرهابيين هناك ورضوخهم لاتفاق المصالحة، في وقت انتشر فيه على كامل حدود درعا مع الأردن ووصل للمرة الأولى منذ نحو 5 سنوات إلى تماس مع تنظيم داعش الإرهابي.
وبينما كان إرهابيو بلدة طفس يسلمون للجيش آليات عسكرية كخطوة أولى للانخراط في المصالحة، ترددت أنباء عن محاصرته جيباً للإرهابيين في مدينة درعا التي في طريقه للسيطرة عليها بالكامل، بالترافق مع تدميره أوكاراً لتنظيم «جبهة النصرة» في القنيطرة.
وفي إطار تأمين القرى والبلدات التي انضمت إلى المصالحات المحلية دخلت وحدات من الجيش أمس إلى قرية زيزون وبلدة تل شهاب بريف درعا الجنوبي الغربي وسط ترحيب كبير من الأهالي.
وذكرت وكالة «سانا»، أن وحدات من الجيش انتشرت في قرية زيزون 20 كم وبلدة تل شهاب 17كم أقصى جنوب غرب مدينة درعا بالقرب من الحدود الأردنية، وبينت أن عناصر الهندسة تعمل على تمشيط محيط القرية والأراضي الزراعية لإزالة الألغام والكشف عن مخلفات التنظيمات الإرهابية لتثبيت حالة الأمن والأمان حفاظاً على أرواح المدنيين.
ولفت إلى أن وحدات الجيش تابعت انتشارها في ريف درعا الجنوبي الغربي لتأمين المنطقة وخاصة الشريط الحدودي مع الأردن وتثبيت حالة الأمن والاستقرار في مختلف القرى والبلدات بعد اندحار التنظيمات الإرهابية خلال عمليات الجيش ورضوخ المسلحين لاتفاق المصالحة فيها. وأشارت إلى الترحيب الكبير والفرحة العارمة للأهالي الذين تجمعوا في ساحة قرية زيزون حاملين علم الجمهورية العربية السورية وصور الرئيس بشار الأسد وحناجرهم تهتف ابتهاجاً بقدوم الجيش الذي حررهم من الإرهاب وأعاد الأمن والطمأنينة إلى ربوع المحافظة.
وأكد الأهالي المحتشدون فرحاً برحيل الإرهاب عن منازلهم وأرضهم في تصريحات نقلتها «سانا»، أنهم انتظروا هذه اللحظات بفارغ الصبر منذ سبع سنوات وكلهم أمل بأن الجيش قادم لا محالة لدحر الإرهابيين الذين عاثوا في الأرض فساداً وقتلاً واعتداء على جميع مقومات الحياة في المحافظة.
ولفت الأهالي إلى أن الدعم الكبير الذي تلقاه الإرهابيون من كيان الاحتلال الإسرائيلي لم يجد نفعاً أمام بطولات وتضحيات الجيش الذي يواصل الليل بالنهار ويخوض معارك العزة والكرامة محققاً الانتصارات على الإرهاب على امتداد ساحة الوطن.
وفي وقت سابق من يوم أمس، أفاد الإعلام الحربي المركزي، بأن الجيش حرر بلدتي خراب الشحم وتل شهاب ومنطقة الطبريات وقرية زيزون، ليتابع بعدها عمله العسكري على الحدود السورية – الأردنية انطلاقاً من معبر نصيب باتجاه الغرب ويبسط سيطرته على 27 نقطة من المخافر الحدودية مع الأردن ضمن الحدود الإدارية لمدينة درعا، ابتداءً من النقطة 62 إلى النقطة 36.
وبحسب الموقع الإلكتروني لقناة «روسيا اليوم»، قامت قوات للجيش بتمشيط الشريط الحدودي الممتد جنوب حي درعا البلد باتجاه مركز حدود الرمثا الأردنية، حتى التقت بالقوات المتقدمة من الجهة الشرقية.
مصادر إعلامية معارضة بدورها، ذكرت أن قوات الجيش فرضت سيطرتها على مناطق تل شهاب وزيزون وحيط، وباتت بذلك تسيطر على كامل مناطق سيطرة الإرهابيين مع الحدود الأردنية، كما باتت للمرة الأولى على تماس مع تنظيم داعش، منذ أكثر من 5 سنوات. وأضافت المصادر: إن قوات الجيش انتشرت بآليات وعربات مدرعة وقوات عسكرية على كامل الشريط الحدودي، بحيث بات هذا الشريط من محافظة السويداء وصولاً إلى مناطق سيطرة داعش، تحت سيطرة قوات الجيش، ومن ضمنها معبر نصيب الحدودي مع الأردن.
في المقابل، ووفق مصادر معارضة، فإن أكثر من 200 ألف مدني ممن نزحوا على الحدود السورية – الأردنية عادوا إلى بلداتهم وقراهم، عقب توسعة الجيش سيطرته لأكثر من 72 بالمئة من مساحة درعا وانتشار قواته على الحدود مع الأردن.
يأتي ذلك، في وقت سلمت فيه التنظيمات الإرهابية في بلدة طفس بريف درعا الغربي للجيش، حسبما ذكرت صفحات على «فيسبوك»، ثلاث سيارات دفع رباعي مجهزة برشاشات ثقيلة من عيار 12.7 ملم و14.5 ملم و23 ملم كخطوة أولى من تسليم السلاح المتوسط والثقيل للانخراط في عملية المصالحة الوطنية، بالترافق مع توافد عدد من أهالي البلدة المهجرين إلى الطريق الواصل بين بلدتي داعل وطفس تمهيداً لدخول بلدتهم وتفقد ممتلكاتهم بعد خروج الإرهابيين الرافضين للمصالحة، والذين من المقرر خروجهم في وقت لاحق من يوم أمس ودخول الجيش.
وفي مدينة درعا، نقلت وكالة «رويترز»، عن المتحدث باسم الإرهابيين في المدينة المدعو أبو شيماء، تأكيده أن الجيش وحلفاءه فرضوا حصاراً على عدة آلاف من الإرهابيين المنتشرين في جيب لهم بالمدينة، وأن الجيش في طريقه للسيطرة على المدينة بالكامل.
أما في القنيطرة، فقد أفادت «سانا» بأن وحدة من الجيش نفذت رمايات دقيقة على تحصينات ومحاور تسلل مسلحي تنظيم «النصرة» والتنظيمات المنضوية تحت زعامته في قرية نبع الصخر بالقرب من الحدود الإدارية لريف درعا الشمالي الغربي ومحيط مدينة القنيطرة، أدت إلى إيقاع عدد منهم قتلى ومصابين وتدمير تحصينات وأوكار لهم.
وبينت مصادر محلية في تصريح للوكالة، أنه خلال الأيام القليلة الماضية، تم رصد تسلل إرهابيين هاربين من ريف درعا باتجاه الريف الغربي للقنيطرة الرافضين للمصالحة وذلك للانضمام إلى أقرانهم من التنظيمات الإرهابية فيها. وأشارت الوكالة إلى أن تحركات الإرهابيين تتم تحت حماية كيان العدو الإسرائيلي وبالتنسيق مع متزعمي التنظيمات الإرهابية في المنطقة.