رياضة

لهذه الأسباب أوروبا تسيطر على بطولة كأس العالم

| نورس النجار

منذ انطلاق المونديال في عام 1930 وهو يشهد العديد من التطورات، وآخر التطورات كان استخدام تقنية الفار لتفادي الأخطاء التحكيمية المؤثرة وخصوصاً ركلات الجزاء والبطاقات الحمراء وغيرها، وقبلها شهد المونديال زيادة عدد المنتخبات المشاركة بالمونديال إلى 32 عوضاً من 24، كما تغير نظام الأدوار الإقصائية أكثر من مرةً.
يقام المونديال كل 4 سنوات حيث كانت المنتخبات تحتاج وقتاً طويلاً للسفر عبر البواخر قبل أن يصبح لكل منتخب طائرته الخاصة، وكانت الدول المستضيفة تحتاج وقتاً لتأهيل البنية التحتية لاستقبال المونديال، وعلى سبيل المثال في مونديال 1962 في تشيلي احتاجت الدولة المستضيفة إلى أربع سنوات لبناء أربعة ملاعب وهذا أقل عدد مدن وملاعب استضافت المونديال، على حين في مونديال 2002 في كوريا واليابان استضاف المونديال 20 مدينة وعشرين ملعباً.
في سجل ألقاب البطولة فقد نالت أوروبا 11 لقباً مقابل 9 لأميركا الجنوبية، ونال ألقاب أوروبا ألمانيا وايطاليا أربعة ألقاب ولقب لكل من إسبانيا وانكلترا وفرنسا، والمربع الذهبي لمونديال 2018 يضم منتخبات أوروبا وبالتالي ستكون حصيلة منتخبات أوروبا 12 لقباً في 21 مونديالاً، أما ألقاب أميركا الجنوبية فخمسة ألقاب للبرازيل ولقبان لكل من الأرجنتين والأورغواي.
مرت العديد من السنوات وكانت قارة أميركا هي مفرخة الفنيات والمهارات الكروية، ولا ننكر أنها مازالت كذلك ولكن في الحقيقة لم تعد المدرسة اللاتينية بكرة القدم كما كانت سابقاً، وربما آخر جيل رائع شاهدناه كان من البرازيل الظاهرة رونالدو ورونالدينيو وكافانو وروبيرتو كارلوس وريفالدو، ومن الأرجنتين باتيستوتا بعد مارادونا والآن ميسي ومن الأروغواي دييغو فورلان والآن كافاني وسواريز، وعلى الرغم من أن المدرسة اللاتينية ترينا الفن الكروي الحقيقي لكن الاحتراف قلب الطاولة، فكل نجوم أميركا اللاتينية يحترفون في أوروبا في أكبر الفرق كبرشلونة وريال مدريد وانتر ميلان واس ميلان وجوفنتوس والبايرن، وعلى ما يبدو فإن مدربي منتخبات أميركا اللاتينية بوجود أهم لاعبيها في أوروبا باتت تعتمد خطط المدارس الأوروبية وكأنها تجعل المنتخبات على قياس نجومها، وهذا ما حدث مع منتخب الأرجنتين الذي جعله المدرب سامباولي على قياس ليونيل ميسي وحاول اللعب بأسلوب برشلونة في المنتخب الأرجنتيني.
لم تعد الكرة اللاتينية كما كانت، مدرسة تعلم باقي المنتخبات كرة القدم وأسلوبها وفنياتها، أصبحت تتعلم من المدرسة الأوروبية ولأن الأصل أوروبي فقد تفوقت الكرة الأوروبية على الكرة اللاتينية، وآخر مونديال نالت الكرة اللاتينية لقبه كان مونديال 2002 في كوريا واليابان وبعدها ايطاليا وإسبانيا وألمانيا وفي مونديال 2018 أحد المنتخبات الأوروبية (بلجيكا وفرنسا وانكلترا وكرواتيا) ستنال المونديال، وبالتالي سننتظر أربع سنوات أخرى أي 20 سنة منذ آخر مرة نالت فيها البرازيل المونديال، وحسب تاريخ المونديال كان نيل اللقب بالتتالي بين أوروبا وأميركا اللاتينية، فقد نالت الأورغواي أول لقب وبعدها نالت ايطاليا اللقب مرتين لتعود الأورغواي وتنال اللقب ثم ألمانيا ومرتين البرازيل ثم أخذت انكلترا اللقب وأخذته بعدها البرازيل ثم ألمانيا ثم الارجنتين ثم ايطاليا ثم الارجنتين ثم ألمانيا ثم البرازيل ثم فرنسا ثم البرازيل ثم ايطاليا ثم إسبانيا ثم ألمانيا.

تجارب

ليست المرة الأولى التي تصل فيها بلجيكا لنصف النهائي فقد سبق أن حققت المركز الرابع 1986، ولكن كيف استطاعت من جديد الوصول لنصف النهائي، وحسب التجربة البلجيكية فقد تم افتتاح أكاديميات كروية غير ربحية هدفها بناء اللاعب من القاعدة، وأصبح اللاعب يدرس بالمدرسة الكروية ثم يعود لناديه ويتدرب، أما فيما يخص مرحلتي الأشبال والناشئين فقد تم اعتماد الأداء والمهارات الفنية وتم الاستغناء عن النتائج في هذه الدوريات لتتعلم قاعدة الكرة أن الأساس هو الأداء والأسلوب الفني قبل الفوز والخسارة.
أما ما يخص التجربة الكرواتية فيكفي أن نقول إن دافور سوكر كابتن المنتخب الكرواتي وهدافه بمونديال 1998 هو حالياً رئيس اتحاد كرة القدم الكرواتي فقد تم وضع الرجل المناسب بالمكان المناسب وهذا كافٍ لتطور كرة القدم وازدهارها.
بالإسقاط على حالة الكرة السورية، فنجد أن الأكاديميات والمدارس الكروية ليست إلا مشاريع تجارية وليست مفرخة للمهارات والفنيات ولا تفيد كرة القدم السورية، وأهدافها ربحية أكثر من رفع مستوى كرة القدم السورية.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن