سويسرا تحتج لدى منظمة التجارة العالمية على الرسوم الأميركية … خلافات تعصف بقمة الناتو اليوم.. وبروكسل لترامب: احترم حلفاءك!
دعا رئيس المجلس الأوروبي دونالد توسك الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى الكف عن توبيخ حلفاء واشنطن في الناتو بشأن مستوى إنفاقهم العسكري، وذلك عشية انعقاد قمة شمال الأطلسي في بروكسل.
وقال توسك خلال مراسم التوقيع على بيان حول تعزيز التعاون بين الاتحاد الأوروبي والناتو في بروكسل أمس: «أميركا العزيزة، احترمي حلفاءك، فليس لديك الكثير منهم».
وأضاف: «لا يوجد لدى الولايات المتحدة ولن نجد أفضل من الاتحاد الأوروبي. إنفاقنا الدفاعي يزيد كثيراً عما تنفقه روسيا ويساوي نفقات الصين»، وأضاف مخاطباً واشنطن: «أملي أنكم لا تشكون في أن ذلك يشكل استثماراً في أمننا، فيما لا يمكن جزم ذلك بخصوص النفقات الروسية والصينية».
جاءت تصريحات توسك رداً على مطالبة ترامب لحلفائه في الناتو مجدداً أمس الثلاثاء برفع نفقاتهم العسكرية، حيث عبّر عن عدم ارتياحه لتحمل بلاده حصة الأسد في تمويل الحلف.
وتنعقد قمة الناتو في بروكسل اليوم الأربعاء في ظل خلافات تعصف بالحلفاء، يصعب التكهن بتداعياتها مع استمرار تمسك الرئيس الأميركي دونالد ترامب بضرورة زيادة أعضاء الحلف إنفاقهم.
ومما يعطي القمة الحالية أهمية استثنائية، هو أنها تأتي عشية اللقاء بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ونظيره الأميركي دونالد ترامب في هلسنكي.
وعلى الرغم من الطابع التقليدي المعهود لمحتويات جدول أعمال القمة، إلا أن وجود ترامب يفرض عليها طابع الإثارة والترقب.
فقد طرح ترامب بلا تردد قضية زيادة الإنفاق العسكري، لحمل دول الحلف على شراء المعدات والأسلحة الأميركية، إذ بعث برسائل إلى زعماء بعض دول الحلف حول ذلك.
وفيما ينظر العديد من بلدان الاتحاد الأوروبي إلى زيادة النفقات الحربية بشكل سلبي، هناك أيضاً عدة «مهيجات» للتوتر بين أعضاء الناتو.
وفي مقدمة هذه «المهيجات»، انسحاب واشنطن من الصفقة النووية الإيرانية، والتهديد بفرض عقوبات جديدة على الشركات الأوروبية المتعاملة مع طهران، وظهور شبح الحرب التجارية في الأفق، وفسخ اتفاق باريس للمناخ، ورفض التوقيع على الإعلان المشترك لقمة السبع في كندا.
وطبعاً تثير محاولات ترامب الرامية إلى «تفكيك» قواعد اللعبة المترسخة منذ عقود طويلة، القلق الشديد لدى حلفاء بلاده في الناتو.
ويبقى التوتر سائداً داخل الحلف نفسه، بين تركيا واليونان على سبيل المثال، فيما لا تتخلى هنغاريا عن محاولات منع لقاءات الناتو مع أوكرانيا، وهددت واشنطن تركيا بمعاقبتها في حال شرائها منظومات «إس-400» الروسية.
ويرى بعض الخبراء، أن قمة الناتو قد توافق على مبادرة جاهزية قوات الحلف، المعروفة بـ«30، أربع مرات» التي تتضمن تشكيل مجموعة عسكرية ميدانية تضم 30 كتيبة ميكانيكية و30 سرباً من الطائرات الحربية و30 سفينة حربية حتى سنة 2020.
وفي سياق آخر توجهت سويسرا أمس إلى منظمة التجارة العالمية احتجاجاً على فرض الولايات المتحدة رسوماً على واردات الصلب والألمنيوم من دول العالم، بما في ذلك من سويسرا.
وقالت الحكومة، في بيان لها، إنها بدأت بإجراءات تسوية النزاعات حول فرض الولايات المتحدة رسوما على الصلب والألمنيوم، في إطار منظمة التجارة العالمية.
وأوضحت الحكومة أنها طلبت رسمياً إجراء مشاورات مع الولايات المتحدة، حول قرارها فرض رسوم بنسبة 25 بالمئة على واردات الصلب، و10 بالمئة على واردات الألمنيوم. وترى سويسرا أن التدابير الأميركية المفروضة بحجة حماية الأمن القومي غير مبررة.
ويشكل طلب المشاورات الخطوة الأولى في تقديم شكوى متكاملة في منظمة التجارة العالمية، والتي تتخذ من جنيف في سويسرا مقراً لها.
وتعارض عدة دول أخرى في المنظمة، من بينها روسيا والاتحاد الأوروبي والصين والهند والمكسيك وكندا قرارات الرئيس الأميركي دونالد ترامب المثيرة للجدل.
يشار إلى أن سويسرا صدّرت منتجات صلب وألمنيوم إلى الولايات المتحدة خلال العام الجاري بأكثر من 80 مليون دولار.
(روسيا اليوم- نوفوستي- وكالات)