سورية

المصالحات تتوسع.. والمساعدات تتدفق إلى القرى والبلدات … نحو 80 بالمئة من محافظة درعا بقبضة الجيش

| الوطن – وكالات

واصل الجيش العربي السوري تقدمه في ريف درعا الشرقي، بموازاة تثبيته في نقاط جديدة على الحدود الأردنية، في وقت اتسعت فيه رقعة المصالحات في عدد من بلدات وقرى الريف الشمالي. وواصلت محافظة درعا إرسال المساعدات إلى عدد من القرى والبلدات التي عادت مؤخراً إلى كنف الدولة.
وفي التفاصيل، أكدت وكالة «سانا»، أن الجيش حرر منطقة صوامع الحبوب والسجن المركزي في غرز جنوب شرق درعا وسيطر على المنطقة بالكامل، بعدما ذكر «الإعلام الحربي المركزي» أن الجيش استعاد منطقة غرز و«الجمرك القديم» و«كتيبة الهجانة» جنوب غرب المدينة.
واعتبرت مواقع إلكترونية معارضة، أن تقدم الجيش يأتي بعد السيطرة على كامل الشريط الحدودي مع الأردن، والممتد من جنوب طيسيا بريف درعا الجنوبي الشرقي مرورًا بمعبر نصيب وتلة الدفاع الجوي حتى قرية زيزون بريف درعا الشمالي الغربي.
وتحدثت «سانا» عبر «تلغرام» عن أنباء عن اتفاق بين الدولة والميليشيات المسلحة في كل من سملين، كفر شمس، كفر ناسج، وعقربا بريف درعا الشمالي، ينص على تسليم الميليشيات السلاح الثقيل والمتوسط وتسوية أوضاع الراغبين بالتسوية، وعودة مؤسسات الدولة إلى المناطق المذكورة والمساعدة على عودة من خرج منها.
وبحسب المعلومات التي نقلتها الوكالة «يبدأ سريان الاتفاق ظهر اليوم الأربعاء، في حين أكدت وكالة «سبوتنيك»، أن بلدة المطية الواقعة في أقصى جنوب محافظة درعا انضمت إلى بلدات المصالحة الوطنية.
وفي وقت سابق من يوم أمس أقرت مصادر إعلامية معارضة بفرض الجيش سيطرته على 78 بالمئة من مساحة محافظة درعا، على حين تقلصت نسبة سيطرة المسلحين إلى 15.4 بالمئة منها إلى جانب سيطرة تنظيم داعش الإرهابي على 6.6 بالمئة من مساحة المحافظة.
وأكدت المصادر أن مروحيات الجيش ألقت مناشير على بلدة الحارة بريف درعا الشمالي الغربي، جاء فيها: لا مكان للمسلحين في محافظاتنا…هكذا كانت فرحة الأهالي وأطفالهم عندما تخلصوا من الإرهاب على يد أبطال الجيش العربي السوري في الغوطة الشرقية… فلنساهم معاً لإعادة البسمة إلى أطفالكم… نحن الشعب السوري… بنا فقط يتحقق السلام ويعم الازدهار وطننا».
وفي إطار المصالحات سلمت الميليشيات المسلحة المنتشرة في مدينة بصرى الشام بريف درعا الشرقي أمس دبابتين للجيش وفق «سانا»، على حين نقلت قناة «العالم» الإيرانية بياناً لرئيس المركز الروسي للمصالحة في سورية، اللواء أليكسي تسيغانكوف أمس، أكد فيه أنه «خلال الـ24 ساعة الأخيرة سلم المسلحون ما مجموعه 11 دبابة، و5 عربات للمشاة، و5 مدافع هاون، و55 رشاش من عيار ثقيل، و3 مدافع مضادة للطائرات، و14 صاروخاً موجها مضاداً للدبابات أميركية الصنع، وكمية كبيرة من الأسلحة النارية الخفيفة».
في غضون ذلك، ذكر «سانا» أنه بعد استكمال تمشيط بلدة علما والأراضي الزراعية في محيطها من قبل وحدات الجيش العربي السوري وإزالة الألغام والعبوات الناسفة عاد اليوم (الثلاثاء) المئات من أبنائها إلى حياتهم الطبيعية وللقيام بأعمالهم الزراعية في أرضهم الخصبة التي جبل ترابها بدماء الشهداء الطاهرة وإعادة بناء ما دمره الإرهاب.
ولفتت الوكالة إلى أن الأهالي تجمعوا في ساحة البلدة حاملين العلم الوطني وصور الرئيس بشار الأسد ورددوا هتافات وطنية وأهازيج من التراث المحلي تمجد بطولات الجيش وتدعوه إلى المضي قدماً في تطهير ربوع الوطن من الإرهاب.
وأكد عدد من الأهالي أن بطولات الجيش خلصتهم من الإرهابيين الذين أنهوا مظاهر الحياة الطبيعية في البلدة واعتدوا على أهلها وسرقوا خيرات الأرض التي طالما شكلت مصدر رزق للأهالي مطالبين الجهات المعنية في المحافظة بالإسراع في تأهيل البنى التحتية وتوفير الخدمات الأساسية التي حرمهم منها الإرهابيون قبل اندحارهم.
في الأثناء منع تنظيم «جيش خالد بن الوليد» المبايع لداعش المدنيين من الخروج من مناطق سيطرته بعدما حاول المدنيون الخروج هرباً من أن يستخدمهم دروعاً بشرية في مواجهة الجيش.
وفي إطار تأمين الاحتياجات اليومية للأهالي في قرى وبلدات زيزون وتل شهاب وخراب الشحم إلى الجنوب الغربي من مدينة درعا، أرسلت محافظة درعا بحسب «سانا» قافلة مؤلفة من 6 شاحنات محملة بـ15 ألف ليتر من المازوت و1100 أسطوانة غاز منزلي و20 طناً من الدقيق.
ولفتت الوكالة إلى أن قافلة أخرى تحمل 4200 سلة غذائية والعدد ذاته من أكياس الدقيق وصلت إلى مدينة داعل شمال مدينة درعا أرسلتها المحافظة لتأمين جزء من احتياجات الأهالي الذين بقوا في منازلهم وصمدوا في وجه التنظيمات الإرهابية وأجبروا المسلحين من أبناء المدينة على تسليم أسلحتهم وبالتالي انضمام المدينة إلى قائمة القرى والبلدات والمناطق التي أنجزت فيها مصالحات محلية.
وأوضحت الوكالة أن الجهات المعنية في محافظة درعا تعمل بوتيرة متسارعة لإعادة الحياة الطبيعية إلى القرى والبلدات التي تم تحريرها من الإرهاب من خلال عمليات إصلاح وبناء ما دمره الإرهاب وتأمين مقومات الحياة الطبيعية للأهالي فيها ولتشجيع من غادرها نتيجة الإرهاب على العودة إلى أرضه ومجتمعه وبدء حياة آمنة مستقرة فيها.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن