رياضة

الشياطين ناموا في أحضان الدفاع فخسروا فرصة تاريخية … رأس سمراء قرّبت الديوك وديشان يكسب

| خالد عرنوس

تقدم منتخب فرنسا خطوة كبيرة نحو استعادة اللقب العالمي بعد عشرين عاماً على تتويجه الوحيد وبعد 12 عاماً على حضوره النهائي الثاني بعدما تجاوز جاره البلجيكي بهدف يتيم في نصف نهائي المونديال الروسي بعد مباراة حافلة بالتكتيك العالي والتنظيم الدفاعي الدقيق فقلت الفرص المباشرة نحو المرميين وتاهت الكرات كثيراً خارج القوائم وجاء الحسم بكرة ثابتة من ركلة ركنية على غرار مباريات عديدة في المونديال الروسي العجيب.
واقترب المدرب ديديه ديشان من تحقيق المجد الثاني للديوك بعدما نجح بالتفوق على نظيره الإسباني مارتينيز وبات على بعد خطوة من تسطير مجد شخصي لم يسبقه إليه سوى أسطورتين من أساطير المونديال على مدى عشرين نسخة سابقة.

الفائز الأكبر
على عكس المألوف نبدأ من هذا الحدث الذي صنعه المدرب الفرنسي أحد أفراد الجيل الذهبي الذي جلب الكأس العالمية لبلاد العطور قبل عشرين عاماً فقد استطاع ديديه ديشان أن يكتب التاريخ من جديد بوصفه المدرب الفرنسي الأول الذي استطاع بلوغ نهائي اليورو ونهائي المونديال، وبالطبع لم يكن ذلك من فراغ فقد أعطى خلاصة تجربته الدفاعية للاعبيه الذين تفوقوا في هذا الجانب بالذات فحرموا الفريق الأفضل هجومياً في البطولة من التسجيل وحتى عندما تجاوزت بعض الكرات هذا الدفاع الحديدي كان لوريس بالمرصاد فأكد بخبرته أنه قادر على حماية مرماه.
المباراة كانت نزالاً بين مدربين من مدرستين مختلفتين وإن كان لديهما نخبة من المواهب الهجومية اللامعة إلا أن ديشان المدافع (بالأصل) استعمل كل خبرته (لاعباً ومدرباً) في مصلحة فريقه الذي نجح في سد المنافذ بوجه منافسيه ما أجبر الأخيرين على ارتكاب الهفوات فضاعت كرات بلجيكية كثيرة على أبواب منطقة جزاء الفرنسيين، الأمر الذي أعطى راحة كبيرة لخط الوسط الفرنسي في اللعب على هذه الهفوات ومن ثم استعمال سلاح الهجوم المرتد السريع بالاعتماد على سرعة ومهارات مبابي وغريزمان وانطلاقات ماتويدي والتحامات جيرو وكادوا يسجلون في أكثر من مناسبة وخاصة بعد هدف الفوز.

شوط سلبي
بداية المباراة كانت حذرة من الجانبين وذلك لترتيب الأوراق ومعرفة كيفية إدارة المباراة من كل مدرب ولأن البلجيكيين تعودوا في البطولة الاستحواذ والسيطرة والهجوم بكثافة وعدم منح المنافس فرصة للتنفس (عدا مباراة البرازيل) فقد بادروا إلى غزو المناطق الفرنسية، وبالمقابل عرف الفرنسيون أنهم أمام فريق لا يعرف التراجع فقد اعتمدوا على الكثافة الدفاعية وتقيدوا كثيراً بهذا الواجب.
بداية الفرص كانت بلجيكية والأخطر عندما مرر دي بروين كرة ماكرة إلى هازارد الذي سدد بجانب القائم وكان ذلك في الدقيقة 15، ورد جيرو بتسديدة خجولة بعد ثلاث دقائق ليستمر بعدها الهجوم المكثف من رفاق فلاييني والاعتماد على المرتدات لرفاق بوغبا، وخلال ثلاث دقائق هدد الشياطين مرمى لوريس في ثلاث مناسبات فتكفل فاران برد واحدة وطار لوريس ليتصدى لأجمل الكرات من يسارية ألديرفيلد وذلك بعد ثوان فقط من طيران أول لعرضية دي بروين، وبالمقابل تصدى كورتوا بقدمه لأصعب الكرات الفرنسية بالشوط الأول إثر انفراد للظهير بافار (الدقيقة 40).

الحل الثابت
تميز المونديال الروسي بأهدافه الكثيرة من الكرات الثابتة وهو الحل الأنجع في كثير من الحالات عندما تضيق المساحات أمام المهاجمين عندما يحاولون التسجيل من اللعب المفتوح وهو ما حدث مطلع الشوط الثاني، ففي الدقيقة 51 أبعد كومباني كرة خطرة من أمام جيرو لتتحول إلى ركنية نفذها غريزمان إلى حيث أومتيتي الذي حولها برأسه في الزاوية القريبة بعيداً عن متناول كورتوا معلناً هدف التقدم.
هذا الهدف كان كافياً للديوك الذي عادوا إلى مواقعهم بشكل أكبر ما شكل عائقاً كبيراً أمام البلجيكيين الذي لم يكونوا في يومهم فأهدروا كرات كثيرة وسط الملعب فأكد بوغبا وكانتي أفضليتهما على هذا الصعيد وضاع دي بروين وسط الزحام ولم تنفع انطلاقات ومحاولات هازارد التي طالما كانت بعيدة عن مربع الجزاء، وكما هو مرسوم اعتمد لاعبو ديشان على المرتدات السريعة التي كادت تنهي الأمور باكراً فأنقذ ديمبلي كرة من هجمة رائعة وكذلك فعل كورتوا.

الحلول الغائبة
تسرب اليأس لنفوس لاعبي مارتينيز الذي أقحم ميرتينز ثم كاراسكو وأخيراً باتشواي في وقت متأخر لكن كل هذا لم ينفع مع حرمان دي بروين وهازارد من هوايتهما بصناعة الهجوم وأيضاً بالتسديد فاعتمد المدرب الإسباني على العرضيات، وقد باء هذا الحل بالفشل لاستسلام لوكاكو لكماشة الدفاع الأزرق، ومن محاولتين على هذا الصعيد تصدى لوريس لأخطرها من ميرتينز (65) وجاورت ثانية في الدقيقة ذاتها برأسية فيلاييني إثر عرضية، ولعل أخطر فرص بلجيكا كانت في الدقيقة 81 بتسديدة من فيتسل ردها لوريس ببراعة، وبعدها خف الزخم الهجومي الأحمر وبالمقابل استغل الزرق الوضع وقاموا ببعض الهجمات الخطيرة ثم استنفدوا الوقت البديل بشكل إيجابي بل أكثر من ذلك هددوا مرمى كورتوا أكثر من مرة فتصدى لإحداها وتاهت أخرى وسط الارتباك الواضح لدفاعه وهكذا مرت الدقيقة على هوى الفرنسيين ليقتلعوا بطاقة النهائي عن جدارة واستحقاق.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن