في دائرة الضوء
| الوطن
ليلة فرنسية بامتياز عاشتها جماهير ملعب كريستوفسكي في أول مواجهتي نصف نهائي المونديال وبالطبع كل المدن الفرنسية وأيضاً عشاق (الإيكيب) حول العالم فقد تمكن الديوك في (نفش ريشهم) على حساب شياطين بلجيكا الحمر (المسالمين) في موقعة أرادوها لكتابة تاريخهم الخاص في العرس العالمي لكن جيرانهم الزرق الأكثر واقعية أجبروهم على تأجيل حلمهم أربع سنوات قادمة على الأقل.
بالتأكيد فإن أول نجوم هذه الأمسية هو المدرب ديشان فقد قدم اللاعب الدولي السابق درساً دفاعياً تفوق فيه على أباطرة الدفاع الطليان حيث تعلم الكثير عندما لعب هناك مع اليوفي، وأكد مجدداً أن كرة القدم الدفاعية مازالت صاحبة رأي طاغ وأثبت أن رأس حربته جيرو الذي لم يسجل بإمكانه أن يكون مفيداً من الناحية الدفاعية فكان أول خط من المتراس الأزرق.
وبعيداً عن الأحلام الشخصية التي اقتربت من ديشان فإنه ربح معركته الأهم على الصعيد الداخلي ضد وسائل الإعلام التي طالما هاجمت طريقة لعبه أو حتى خياراته الفنية ولأن العبرة في النهايات فقد انتصر ديديه مبدئياً بانتظار ما يفعله لاعبوه في النهائي.
ونجح أومتيتي (رجل المباراة) حسب الفيفا بإثبات أنه ليس مدافعاً متميزاً فحسب بل هداف حاسم عند اللزوم فكفّر عن هفوة الدور الأول عندما تسبب بركلة جزاء وبمعاونة زميله فاران شكل قوقعة منيعة على الهجوم البلجيكي فبدا لوكاكو (الدبابة) حملاً وديعاً وسط كماشتهما.
وكعادته شكل غريزمان مكمن الخطر سواء بالتسديد أم بالتوزيع وهاهو صنع الهدف ومعه أكثر من فرصة لزملائه، أما مبابي فلديه الكثير ليقدمه وخاصة عبر انطلاقاته بالكرة التي لا يمكن إيقافها إلا بالخشونة، وإذا كان كانتي وبوغبا ملأا وسط الملعب بتحركاتهما وقطعهما لكرات كثيرة فإن ماتويدي كان الفارس المجهول وركيزة الهجوم المضاد ويكفي أنه تسبب في إنذار لاعبين قبل أن يغادر مرغماً بسبب إصابة يتمنى أنصار الديوك ألا تكون مؤثرة، ولم يكن لوريس بعيداً عن الحدث فقد كان بالموعد كما عوّدنا في البطولة.