ستولتنبرغ: رغم الاختلافات.. قوتنا في اتحادنا … مواجهة كلامية غير مباشرة بين ترامب وميركل في اليوم الأول من قمة الأطلسي
بدأت أمس الأربعاء قمة حلف شمال الأطلسي في بروكسل رسمياً باجتماع أول للأعضاء الـ29 خصص لزيادة النفقات العسكرية.
وقال الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ أمس في اليوم الأول للقمة إن الدول الأعضاء في الحلف لا تتفق بشأن الكثير من القضايا، ومن بينها مد خط أنابيب غاز روسي جديد إلى ألمانيا، لكن قوة الحلف تكمن في اتحاده وسيواصل زيادة إنفاقه الدفاعي.
وأضاف ستولتنبرغ للصحفيين، بعد ساعة على اتهام الرئيس الأميركي دونالد ترامب لألمانيا بأنها «أسيرة» لإمدادات الطاقة الروسية، أن الحلف لا يملك الحق في اتخاذ قرار بشأن مسألة خط الأنابيب وأنه قرار وطني. وتابع: إن ترامب استخدم لغة مباشرة للغاية فيما يتعلق بالإنفاق الدفاعي لكن الحلفاء اتفقوا جميعاً على المشاركة في تحمل العبء مشيراً إلى أن عام 2017 شهد أكبر زيادة في الإنفاق الدفاعي منذ وقت طويل. ورأى ستولتنبرغ أن كل القرارات التي ستُتخذ خلال القمة تهدف إلى تعزيز قدرة الحلف على الردع، وأنه «رغم الاختلافات، أتوقع أن نتفق على الأساسيات وهي أن قوتنا في اتحادنا لا فرقتنا».
وشن الرئيس الأميركي دونالد ترامب هجوماً حاداً على ألمانيا متهماً إياها بإثراء روسيا، الأمر الذي ردت عليه أنجيلا ميركل مؤكدة أن بلادها تتخذ قراراتها في شكل «مستقل».
وفي هجوم علني شرس قال ترامب لستولتنبرغ: إن من الخطأ أن تدعم ألمانيا مشروع خط أنابيب غاز في بحر البلطيق تبلغ تكلفته 11 مليار دولار لاستيراد الغاز الروسي على حين تتباطأ في الوصول بمساهماتها في الإنفاق الدفاعي لحلف شمال الأطلسي، المفترض أن يحمي أوروبا من روسيا، إلى المستوى المستهدف.
وقال ترامب في حضور صحفيين في اجتماع قبل القمة في مقر إقامة السفير الأميركي في بلجيكا: «من المفترض أن نحمي أنفسنا من روسيا وألمانيا تذهب لدفع مليارات ومليارات الدولارات سنوياً لروسيا».
وبدا أن تصريحاته تبالغ بشدة في تقدير اعتماد ألمانيا على الطاقة الروسية وتفترض أن الحكومة الألمانية تمول خط الأنابيب رغم أنه مشروع تجاري.
ونظراً إلى تصاعد التوترات بالفعل داخل الحلف الدفاعي الغربي بسبب مطالبة ترامب بمساهمات أكبر لتخفيف العبء عن كاهل دافعي الضرائب الأميركيين وبسبب موقفه الوطني الذي أثار خلافات تجارية تهدد النمو الاقتصادي في أوروبا، قد يكون من شأن هذه التصريحات الأخيرة إثارة قلق الحلفاء بشأن دور الولايات المتحدة في الحفاظ على السلام السائد منذ الحرب العالمية الثانية.
ومن المقرر أن يجتمع ترامب مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في هلسنكي يوم الاثنين بعد القمة التي تستمر يومين في بروكسل.
وأضاف ترامب: «إذا نظرت للأمر تجد أن ألمانيا أسيرة لروسيا. فقد تخلصت من محطات الفحم وتخلصت من المحطات النووية لاعتبارات بيئية وزادت اعتمادها، مثل العديد من الدول الأوروبية الأخرى، على النفط والغاز الروسي، أعتقد أن هذا أمر يتعين على حلف شمال الأطلسي دراسته».
وقال: «نحن نحمي ألمانيا ونحمي فرنسا ونحمي كل هذه الدول. وبعد ذلك تبرم عدة دول اتفاقاً على خط أنابيب مع روسيا تدفع فيه مليارات الدولارات التي تدخل خزائن روسيا، أعتقد أن هذا غير ملائم على الإطلاق».
لكن تصريحه بأن «ألمانيا تتحكم فيها روسيا بالكامل لأنها تحصل على ما بين 60 و70 بالمئة من احتياجاتها من الطاقة من روسيا وخط أنابيب جديد» بدا أنه يسيء تقدير استهلاك ألمانيا للطاقة إذ إن 20 بالمئة منه فقط من واردات النفط والغاز من روسيا.
من جهتها، قالت المستشارة الألمانية عند وصولها إلى قمة حلف الأطلسي في بروكسل: «يمكننا اعتماد سياساتنا الخاصة ويمكننا اتخاذ قرارات مستقلة» من دون أن تسمي الرئيس الأميركي في شكل مباشر.
وأضافت ميركل: «ألمانيا تبذل الكثير لحلف الأطلسي. نحن ثاني أكبر مزود بالقوات ونضع أغلبية قدراتنا العسكرية في خدمة حلف شمال الأطلسي».
وتجاهل كل من ترامب وميركل الآخر في ممر المقر الجديد للحلف حتى المنصة لالتقاط الصورة التقليدية للمجتمعين.
وكانت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، المقرر أن تلتقي مع ترامب خلال القمة، قد قدمت الدعم السياسي لخط أنابيب (نورد ستريم2) لاستيراد المزيد من الغاز رغم انتقادات من بعض حكومات الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي. لكن برلين تؤكد أن خط الأنابيب مشروع تجاري خاص لا ينفق عليه من المال العام.
وإلى ذلك جدد ترامب دعوته لأعضاء آخرين بالحلف، منهم ألمانيا، لدفع المزيد للحلف بعد سنوات من تحمل دافعي الضرائب الأميركيين لما يقول إنها حصة «غير عادلة» من الإنفاق الدفاعي.
(رويترز– أ ف ب- وكالات)