خيار الجيش بـ«المصالحات» يشق شرعيي «النصرة»
| وكالات
أدخل خيار الجيش العربي السوري بمنح المسلحين فرصة المصالحة مع الوطن متزعمي تنظيم جبهة النصرة الإرهابي في سجال حول تشكيل ما سموه «محكمة قضائية لمحاسبة عرابي المصالحات» في الشمال.
وبحسب ما نقلت مواقع إلكترونية معارضة، أمس، شهدت الساعات الماضية سجالاً بين الشرعي العسكري لتنظيم «هيئة تحرير الشام» الواجهة الحالية لتنظيم «جبهة النصرة» الإرهابي، أبو اليقظان المصري، وشرعي «النصرة» المستقيل، السعودي عبد اللـه المحيسني حول تشكيل المحكمة».
ودعا المحيسني عبر حسابه في «تلغرام» أمس التنظيمات في إدلب إلى تشكيل «مجلس شرعي خاص» متفق عليه لمتابعة قضية «عرابو المصالحات»، والذي أطلق عليهم لقب «الضفادع»، لمحاكمتهم وتجريمهم، محذراً من خطر انتشار الشخصيات التي تروج للمصالحات مع الدولة في الشمال، مؤكداً ضرورة ملاحقتهم بشكل فوري.
وبعد ساعات رد الشرعي العسكري لـ«النصرة»، أبو اليقظان المصري، واعتبر أن أمر تشكيل المجلس الشرعي «مستحيل»، واصفاً حديث المحيسني عبر حسابه الرسمي في «تلغرام» بأنه: «جهل بمقاصد الشريعة وحماقة في التعامل مع واقع الساحة»، معتبراً أن «الذين يدعون إلى المصالحات مع الروس يحذرون الناس من الضفادع، والذين يدعون لتحويل إدلب إلى «درع فرات» أخرى يعيث المفسدون فيها فساداً، وتنحى فيها حاكمية الشريعة يحذرون الناس من الضفادع».
ومع انتصارات الجيش العربي السوري وآخرها حالياً في درعا، خاصة أن معظمها جاء من خلال «المصالحة» وتسليم الإرهابيين للسلاح، تتجه الأنظار إلى محافظة إدلب وسط ترجيحات أن تكون الوجهة المقبلة للجيش بعد درعا.
وكان المحيسني، والداعية السعودي الآخر مصلح العلياني، قد استقالا من «تحرير الشام»، في أيلول العام الماضي، وعزوا الأمر إلى تجاوز اللجنة الشرعية في الاقتتال الأخير مع «حركة أحرار الشام الإسلامية»، والتسريبات الصوتية التي أعقبته من «انتقاص صريح لحمَلة الشريعة».
وانتشر في أيلول الماضي أيضاً تسجيل صوتي للمتزعم العسكري العام لـ«تحرير الشام»، أبو محمد الجولاني، مع ما يسمى قائد قطاع إدلب، أبو الوليد ويعرف أيضاً بأبي حمزة بنش، ووصف فيه الشرعيين بـ«المرقعين»، وأن عملهم الشرعي مقتصر على «الترقيع» فقط.
وطلب أبو الوليد من الجولاني في التسريبات السماح له باعتقال المحيسني، إلا أن الجولاني لم يوافق، وقال: إن «اعتقاله سيزيد الأمر تعقيداً».
في المقابل يعتبر أبو اليقظان أحد أبرز شرعيي الجناح العسكري في «تحرير الشام»، وأفتى خلال «الاقتتال» الأخير الذي شهدته محافظة إدلب بجواز قتل مسلحي «حركة أحرار الشام الإسلامية»، رمياً بالرصاص.
وبحسب المواقع المعارضة، تعيش «تحرير الشام» انقساماً، بين تيارٍ يريد إنهاء العزلة الدولية يدعمه المحيسني، وتيارٍ يريد قتال تركيا والتنظيمات التي تدعمها كـ«أحرار الشام» و«الجيش الحر».