سورية

اعتبرت أن هدف واشنطن في سورية هو منع استقرارها وتقويض وحدة أراضيها … موسكو مستعدة لبحث مسألة تزويد سورية بـ«إس 300»

| وكالات

أكد وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو، أمس، استعداد موسكو لبحث مسألة تزويد سورية بمنظومة صواريخ «إس 300». وقال شويغو في مقابلة مع صحيفة «ال جورناله» الإيطالية أمس، بحسب وكالة «سانا»: إن القرار بشأن تقديم هذا النوع من الأسلحة لأي جيش أجنبي يتخذ بناء على طلب وهو لم يرد بعد بالتالي فانه من السابق لأوانه الحديث عن ذلك بالتحديد.
وأضاف: إن العدوان الذي شنته الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا على سورية أظهر ضرورة امتلاك سورية وسائل دفاع جوي حديثة وأن موسكو مستعدة لبحث هذه المسألة.
وتحدث عسكريون ودبلوماسيون روس عقب العدوان الثلاثي على سورية في 14 نيسان الماضي، عن ضرورة توريد دفاعات جوية حديثة لدمشق، وتدريب الجانب السوري على استخدامها، لكنهم أشاروا إلى عدم وجود أي قرارات محددة بهذا الصدد.
من جهة أخرى، لفت وزير الدفاع الروسي إلى أن الولايات المتحدة تحاول زعزعة استقرار الوضع في سورية وإطالة أمد الأزمة فيها، مبيناً أن واشنطن لم تخصص أي أموال لمساعدة المدنيين السوريين المتضررين من الحرب وأن المدنيين في مدينة الرقة ما زالوا يموتون حتى الآن بسبب الذخيرة والألغام المتروكة نتيجة القصف المكثف لطيران التحالف الدولي.
وتسبب القصف الممنهج لما يسمى «التحالف الدولي» الذي تقوده الولايات المتحدة الأميركية، وتنظيم داعش الإرهابي بتدمير مدينة الرقة بشكل شبه كامل وتهجير مئات الآلاف من سكانها وما تزال آلاف الألغام والعبوات الناسفة في شوارع المدينة من دون تفكيك ما أدى ولا يزال إلى وقوع العديد من الضحايا بين المدنيين العائدين إلى منازلهم بشكل شبه يومي.
واعتبر شويغو أن هدف واشنطن في سورية، منع استقرارها وتقويض وحدة أراضيها، ضمن ما وصفه بإستراتيجية «الاستعمار الجديد».
وقال: «الأمر يكمن في إستراتيجية الاستعمار الجديد، التي سبق وأن جربتها الولايات المتحدة في العراق وليبيا، وتنطوي على دعم أي إيديولوجيات مهما كانت وحشية من أجل إضعاف الحكومات الشرعية».
وتابع: «تفترض هذه الإستراتيجية تدبير مسرحيات، تسمح بالادعاء بوقوع حوادث استخدام أسلحة دمار شامل أو كوارث إنسانية، وفي المراحل الأخيرة يتم اللجوء إلى القوة العسكرية بهدف إيجاد حالة من «فوضى موجهة» بما فيها من حرية العمل على ضخ الأصول المتوفرة لجهة الاقتصاد الأميركي عبر الشركات متعددة الجنسيات».
وشدد شويغو على أن روسيا التي تقف مع التعاون المتكافئ وذي المنفعة المتبادلة بين جميع الدول في إطار عقيدة عالم متعدد الأقطاب، «ستبقى دائماً حاجزاً أمام تطبيق مثل هذه الإستراتيجيات».
وبحسب شويغو، فإن التقلّب في سياسة واشنطن التي تذرعت لتبرير وجودها في سورية بضرورة دحر داعش، ثم بـ«منع انبعاثه» وصولاً إلى مواجهة النفوذ الإيراني المفترض، يوحي بأن هدف الأميركيين الحقيقي هو «الحيلولة دون استقرار سورية وإطالة عمر النزاع فيها، وزعزعة وحدة أراضيها عبر إنشاء جيوب على أطرافها لا تخضع لسيطرة الحكومة». وأوضح، أن الجيوب التي يسيّر شؤونها الأميركيون، يجرى فيها تدريب المسلحين وإمدادهم بالأسلحة والذخيرة لينخرطوا لاحقا في القتال ضد الجيش العربي السوري.
ولفت شويغو، إلى أن الولايات المتحدة لم تقدم في السنوات الأخيرة أي مساعدة للمدنيين السوريين، وحتى في مدينة الرقة التي تم تحريرها بدعم من القوات الأميركية.
وقال: «فيما يتعلق بالتوتر بين إيران وإسرائيل أو غيرها من الدول، فموقفنا يتمثل بالالتزام بحل الخلافات الممكنة عبر الحوار وليس عبر القوة العسكرية وانتهاك القانون الدولي».

 

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن