الأوروبيون مستاؤون من ترامب ويبحثون عن تحالفات ضده
مع استمرار الرئيس الأميركي في سياساته الصدامية والرعناء تجاه حلفائه وخصومه على حد سواء، أصبحت المواقف الدولية تجمع أنه من الضروري إيجاد تحالفات جديدة تقف في وجه دونالد ترامب لتلجمه وتخفف من وطأة مواقفه الكارثية على كافة الأطراف، في وقت يبحث الاتحاد الأوروبي عن تشكيل تحالفات جديدة للتصدي لسياسة الحماية الجمركية لإدارة ترامب التي شعارها «أميركا أولاً».
حيث حذر وزير الخارجية الألماني هايكو ماس الرئيس الأميركي دونالد ترامب من الإقدام على أي صفقات منفردة على حساب حلفائه الأوروبيين أثناء لقائه مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
وقال ماس في حديثه لصحيفة «Bild»: «ستلحق الصفقات المنفردة على حساب حلفائه ضررا بالولايات المتحدة أيضاً. ومن يضرب حلفاءه يخاطر بخسارة اللعبة».
في هذه الأثناء يتوجه قادة الاتحاد الأوروبي في اليومين المقبلين إلى بكين ثم طوكيو لتوطيد العلاقات التجارية مع هذين البلدين لمواجهة الرئيس الأميركي في حال شن حرب تجارية عالمية. وتأتي الجولة الآسيوية لممثلي الاتحاد الأوروبي في إطار خطوة تهدف لتشكيل تحالفات للتصدي إلى سياسة الحماية الجمركية لإدارة ترامب التي شعارها «أميركا أولاً».
ويشارك رئيسا المجلس الأوروبي دونالد توسك والمفوضة الأوروبية جان كلود يونكر اليوم الإثنين في بكين في القمة العشرين الأوروبية-الصينية وسيلتقيان الرئيس الصيني شي جين بينغ في اليوم الذي يلتقي فيه ترامب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في هلسنكي.
ومن المتوقع أن تكون القمة مناسبة للقادة الصينيين والأوروبيين لتأكيد التزامهم المشترك بتحديث منظمة التجارة العالمية، الأمر الذي يعارضه بشدة الرئيس ترامب.
من جانبها قالت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي، أمس: إن الرئيس الأميركي دونالد ترامب سبق أن نصحها برفع دعوى قضائية ضد الاتحاد الأوروبي في إطار إستراتيجيتها للخروج من التكتل.
هذا وكان السيناتور الروسي أليكسي بوشكوف قال في تعليقه على موقف الرئيس الأميركي من أوكرانيا، إن الكثير في العالم يتوقف على روسيا، وإن دور أوكرانيا يقتصر على أزمتها لا غير.
وكتب السيناتور على صفحته في تويتر: «قال دونالد توسك (رئيس المجلس الأوروبي) إن ترامب يهتم بموقف روسيا من أوكرانيا أكثر من أوكرانيا نفسها، ولا يشعر بأي حساسية منها».
وجاء هذا التعليق بعد تصريح لرئيس المجلس الأوروبي دونالد توسك في حديثه مع قناة «TVN 24» البولندية مفاده أن ترامب يولي اهتماماً لحجج السياسة التي تمارسها روسيا تجاه أوكرانيا. كما اعترف بأن اهتمام ترامب بكييف أقل بكثير.
في سياق متصل يعتقد معظم الألمان، أن سلوك الرئيس الأميركي، يشكل تهديدا للسلام، بخلاف سياسة نظيره الروسي فلاديمير بوتين.
وجاء في استطلاع للرأي العام أجراه معهد دراسة الرأي العام YouGov، بتكليف من وكالة الأنباء الألمانية، أن 64 بالمئة من المشاركين، يعتقدون أن ترامب يعرّض السلام للخطر. و16% فقط يرون ذلك في سلوك الرئيس الروسي.
وتبيّن من الدراسة، أن الألمان، يتعاطفون أكثر مع بوتين، ويرون أنه أكثر كفاءة من نظيره الأميركي.
وقال 36 بالمئة ممن شملهم الاستطلاع، أنهم يتعاطفون مع الرئيس الروسي، فيما تعاطف مع ترامب 6 بالمئة فقط.
وفي نفس الوقت، فضّل 58 بالمئة من المشاركين، عدم التعبير عن تعاطفهم مع أي من الزعيمين.
واعتبر أكثر من نصف المستطلعين (56 بالمئة) أن بوتين يتمتع بالكفاءة اللازمة وأعطى 5 بالمئة فقط مثل هذا التقييم للرئيس الأميركي.
وقال 43 بالمئة إنهم يعتبرون بوتين، من السياسيين المؤثرين مقابل 25 بالمئة لترامب.
هذا وتظاهر آلاف الأشخاص في العاصمة الاسكتلندية أدنبره وقرب أحد المنتجعات أمس احتجاجاً على زيارة ترامب للبلاد.
وكان عشرات الآلاف تظاهروا أمس أمام مجلس العموم البريطاني في العاصمة لندن احتجاجاً على زيارة ترامب.
وكالات