ثقافة وفن

الشخصية الجريئة التي أجسدها محفوفة بالمخاطر…روعة ياسين لـ«الوطن»: أبحث عن أدوار تتناسب مع عمري وتقدّمني بصورة لائقة

 عامر فؤاد عامر : 

بداية طريق الشهرة والجمال كان من خلال حصولها على لقب ملكة جمال البادية للعام 1999، وبعدها دخلت بوابة الفنّ ليعرفها الجمهور في مسلسلات كثيرة، منها «سيرة آل الجلالي»، و«رجال تحت الطربوش»، و«أنت عمري»، و«مرايا»، و«الخط الأحمر»، و«حاجز الصمت»، و«خيبر»، و«ياسمين عتيق»، و«تخت شرقي»، و«حمام شامي»، وغيرها ليصل عدد الأعمال التي شاركت بها قرابة تسعين عملاً درامياً، واليوم بعد تجربتها في الوسط الفني، تطرقنا معها لمجموعة من النقاط حول شخصيّتها الفنية ولقائها بنجوم الدراما منذ بداية مسيرتها، وتشكيل بصمة خاصّة بها، وحول هذه النقاط وغيرها كان حوارنا مع ضيفتنا الفنانة «روعة ياسين».

الجمال مع عمر الشريف

أن تبدأ مسيرتها من بوابة الجمال فهذا تحد كبير وله خصوصيّة أيضاً، فكيف كانت القصة وهل تحمل سرّاً مختلفاً؟ هذا ما قالته ضيفتنا الفنانة «روعة ياسين» في بداية الحديث: «درست الفلسفة وعلم الاجتماع في جامعة دمشق، وأثناء فترة الدراسة كنت وصديقاتي نشكل مجموعة تستهوي المشاريع والأفكار الجديدة، وفي مرّة قد قررنا المشاركة في مهرجان البادية في عام 1999، وبعدها جاءت فكرة المشاركة في مسابقة ملكة جمال البادية في تلك الدورة، وفعلاً تابعت للنهاية إلى أن حققت اللقب، وكنت الأولى بينهن جميعاً، ولكن للمفاجأة من أشار إلي ونصح اللجنة باختياري هو النجم المرحوم «عمر الشريف» والذي لم يسعفني الحظ بلقائه قبل وفاته، فقد كنت أودّ أن أقدم له شكري وامتناني قبل رحيله رحمه الله، لكن يبدو أن الحياة لم تشأ أن أحقق هذه الرغبة ولكن شكري وفرحي بهذه الحادثة لا يزال في قلبي، وكلما تذكرت المسألة أعلم أن لا شيء يحدث عبثاً.

تحدٍّ وانتصار
بين أن يدرس الممثل أكاديميّا وبين أن يصقل موهبته شخصيّاً فرق كبير، فكيف اقتنعت الفنانة «روعة ياسين» بالفكرة وكيف غامرت ولاسيما أنّ دراستها الجامعيّة تصب في ميدان غير قريب من مهنة الفنان: «أنا من اشتغل على نفسه فعلاً، وأعتقد أن مشاركتي في المسابقة الخاصة بملكة جمال البادية هي الحافز الأوّل، لأثبت لنفسي أنني قادرة على السفر والتجربة وحدي دون الاتكال على أحد أو على أهلي، وبعد نيلي اللقب جاءت عروض تمثيلية من مخرجين ولم أكن قد فكرت مسبقاً في هذه المسألة، وفي تلك الفترة وقفت أمام مفترق طرق فإمّا أن أكمل وأطور نفسي وأبحث عن الجديد في الحياة أو أن انسحب وأبتعد عن الموضوع كليّاً، وما حصل فعلاً أن هاجس التحدّي والبحث واكتشاف الجديد كان أقوى بكثير من فكرة التراجع والبقاء ضمن عالم محدد. أمّا عن دراستي فلربما يكون لها دور في فهم نفسيّة الشخصيّة وكيفيّة تأديتها بأقرب ما يمكن من الواقع الحقيقي، وهي مفيدة إلى حدّ كبير ولو لم يكن ذلك ملموساً بصورة مباشرة.

بصمة البداية
أمّا عن أهم الأدوار التي قدّمتها الفنانة «روعة ياسين» في بداية المشوار والتي شكلت من خلالها بصمتها الخاصّة، وكانت ذكريات مهمّة في الوقوف أمام كاميرا أهم المخرجين وأمام نجوم الدراما السوريّة فتذكر: «أهمّ الأدوار التي قدّمتها كانت من خلال سلسلة «مرايا» مع الفنان الكبير «ياسر العظمة»، والعمل معه شكّل لي هويّة خاصّة، وهي تجربة غنيّة في بداية مشواري الفنّي على الرغم من تجارب سابقة في الكوميديا قبل «مرايا» لكن للعمل مع هذا الفنان بالتحديد نكهة خاصّة وخصوصيّة مختلفة، وقد اشتقت له كثيراً، وأتمنى له طول العمر. وأذكر أيضاً من الأعمال التي كانت في بداياتي مع المخرج «هشام شربتجي» مثل المسلسل الكوميدي «أنت عمري» والفنان الكبير «أيمن زيدان»، وأيضاً مسلسل «رجال تحت الطربوش» للمخرج «هشام شربتجي»، ومسلسل «حاجز الصمت» الذي نال متابعة جماهيريّة كبيرة، وقد ظهرت فيه بطريقة جديدة مختلفة عن كلّ ما قدّمته».

لنبتعد عن الحساسيّة
في رأيها عن الدراما العربيّة المشتركة، خاصّة وأنّ لها تجربة كبيرة في الدراما الخليجيّة في البحرين والكويت والسعودية، وغيرها، كان لروعة ياسين مرونة في الإجابة دعت من خلالها الجميع أن ينظر للموضوع بإيجابيّة أكثر، وفي ذلك تقول: «الموضوع إيجابي برأيي، ويجب أن يرى الجميع إيجابيّة النتيجة قبل أي هجوم، فهذا شرف مشترك لنا كسوريين وللمشاركين من الدول العربيّة الأخرى، ولا يمكن أخذ الموضوع بحساسيّة زائدة فالموضوع قائم وسيستمر، ولنتناوله بمحبّة، ولا مشكلة في الأمر، فهو صورة جديدة تحتاج لمقوّمات نجاح، ومن المعروف أن الممثل السوري ناجح أينما كان، وهذا باعتراف القريب والبعيد، حتى المصريين يعترفون بهذا الأمر. وعن جديدها وإذا ما كان هناك مشاركات جديدة لها في الدراما العربية المشتركة تضيف: «اليوم هناك عروض وكلام لكن لم أتثبت من شيء منها بصورة نهائيّة، ولا نصوص بين يدي، والأمر قائم على كلام وعروض فقط، ولا شيء واضحاً، وعموماً هذه العروض من لبنان ومن الإمارات».

بين الشبّه والتشبيه
يشبّه البعض الفنانة «روعة ياسين» بأسماء كثيرة من النجمات التي سبقنها إلى الساحة الفنيّة، وعن هذا الأمر وهل يسبب لها مشكلة تجيب: «لست بديلة لأي من الممثلات، وما حصل في الحقيقة أن دوري مع الفنان «أيمن زيدان» الذي جاء في بداية انطلاقتي الفنيّة كان في مسلسل «أنت عمري» الذي حمل في الأساس اسم «جميل وصفاء» كما كان مسلسل «جميل وهناء» الذي كانت بطلته الفنانة «نورمان أسعد»، وكنت في تلك الفترة وجهاً جديداً، فاختلط الأمر على البعض، ليشبهوني بها، أو ليبرروا خيار المخرج هشام شربتجي، والفنان أيمن زيدان لي بسبب شبه يبدو بيننا، وعموماً شُبّهت حينها بالكثيرات كالفنانة «فرح بسيسو» مثلاً، لكن مع مرور الوقت، وبعد أن وضعت بصمتي الخاصّة؛ انتهت مسألة التشبيهات، ولم أعد أسمع بها أو أتعرض لها».

دور جريء
لانتقاء أدوار الجرأة في السنوات الأخيرة أسبابها، كدور «غولدا» في مسلسل «بانتظار الياسمين»، ولكن هل هي نوع من التغيير أم خصوصيّة الدور الجريء تحمل حالة من التحدي أم الأسباب مختلفة لدى «روعة ياسين» والتي تشير: «أدوار الجرأة هي أدوار جديدة عليّ، لكن لم أقم بها لمزيد من الظهور ولفت النظر، فأنا لست جديدة في الوسط الفني ليكون الدافع إليها كذلك، ولكن أدواراً كهذه لا يمكن لأي فنانة أن تقدّمها بصورة مقبولة أو باحتراف، وتبقى على حبّ الناس لها، فالشخصيّة هنا محفوفة بالمخاطر، وأذكر أثناء تأدية شخصيّة «غولدا» اعتقدت أنني تجاوزت الخطوط كثيراً، لكن بعد متابعة العمل، ومع مرور الوقت، يبدو أنّني أبداً لم أكن كذلك وخاصّة بعد مقارنتي بما تقدّمه الأخريات فيما يسمى شخصيّات جريئة، سواء كان ذلك في الملابس، أو طبيعة الدور، أو الحركات وتفاصيل الشخصيّة، وغيرها، بالتالي ظهرت الشخصيّات التي قمت بتأديتها، بصورةٍ محافظة ومتوازنة جداً أمام ما قدّمته أخريات».
الفرصة

تشتكي الفنانة «روعة ياسين» من عدم قناعتها بالفرصة التي تقدّمها لها الدراما السوريّة، وحول هذه المسألة وهل خدمتها الدراما كما يجب تشير: «لم آخذ فرصتي في الدراما السوريّة كما يجب أن أستحق، وأعتقد أنّه يجب أن أكون في مكان أفضل، وهذا رأي الناس أيضاً، واليوم وصلنا إلى حالٍ صعبة فكلّ شركة لها مجموعتها، وكلّ شلّة وكل جماعة لهم ممثلوهم وفنانوهم، والبعض اليوم يكرّس فكرة أن قلّة الأدب هي من تصنع النجمة، وبل يروّجون للوقاحة ويفتحون الباب والطريق لها، ولكن هذا الكلام غير مقبول وإن أخذ وقته على حسابنا، إلا أن الموضوع جداً خطير، ولا يشكّل لنا إلا مضيعة من الوقت».

«روعة» اليوم
عن طريقة اختيارها للدور وما يناسب شخصيّتها الفنيّة اليوم تقول ضيفتنا: «اليوم أبحث عن دور يتناسب معي، ويقدّمني بصورة لائقة، ولا يمكن الموافقة على أي دور بصورةٍ عشوائيّة، وهكذا كنت أنا دائماً، فقد قدّمت دوراً صغيراً في مسلسل «تخت شرقي» ما زالت الناس تذكرني فيه إلى اليوم، وكذلك في شخصيّة «غولدا» في مسلسل «ياسمين عتيق» وهذا ما أبحث عنه اليوم، وهو ما يرضيني فعلاً».

شخصيّات جديدة
عن جديدها، وعن الأدوار التي انتهت من تصويرها ولم تُعرض بعد، تحدّثنا الفنانة «روعة ياسين» قائلة: «جديدي هو في مسلسل «جزيرة الأحلام» وهو عمل عربي مشترك، من كتابة «مازن طه» وإخراج «تامر اسحاق»، يروي قصصاً وأحداثاً عن عائلات عربيّة، من سورية، ومصر، ولبنان، والخليج، ودوري هو «شادية» الفتاة المتعلّقة بالذكريات والماضي، وطبيعتها على عكس شابات وشباب هذه الأيام الذين تعلقوا بالتقنيّة والصرعات، فهي تحبّ المطربة «شادية» ولها علاقة بالماضي، ولديها تقدير للأصالة، والهيام بأغاني «عبد الحليم حافظ»، ومن المفروض أن يكون هناك جزء ثانٍ للعمل، وستذهب «شادية» ضمنه في خط جديد جداً نوعاً ما». أمّا عن دورها في مسلسل «صدر الباز» فتقول: «في «صدر الباز» الذي انتهينا من تصويره منذ قرابة الشهر، وعلى الرغم من أن الأعمال الشاميّة لا تستهويني؛ لكن هذا الدور أحببّته فهو على مرحلتين الأولى لمرحلة الشباب، والثانية تأتي فيما بعد، أي في الكهولة، وهي همّها إنجاب طفل، فلديها مشكلة في هذه المسألة، لكنّها تلتقي طفلاً مشرداً في الشارع، وتأخذه لبيتها لترعاه وتربيه، وفيما بعد تكتشف أن لديه أمّاً، وتلتقي بها، لكنّها لا تخبرها عن ابنها، بسبب غريزة الأمومة، والمحافظة على الطفل الذي اعتبرته ابنها الحقيقي، لكن بعد مرور 20 عاماً تنقلب الأحداث، ولن أكمل فهناك مزيد من المفاجآت». وفي دورها ضمن خطّ الخماسيّات تضيف: «أيضاً خماسيّة «ضغط» والمخرج «طارق سواح»، وشخصيتي فيها هي «ميادة» التي تتعرض لمشاكل من والدها، الذي تقتله في النهاية، وتبقى على معاناتها من مشاكل نفسيّة، وصراعات أخرى».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن