عربي ودولي

طهران تؤكد عجز ترامب عن وقف صادراتها النفطية

أكد المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية بهرام قاسمي أن مزاعم الرئيس الأميركي دونالد ترامب بالقدرة على وقف صادرات النفط الإيراني وإيصالها إلى الصفر مجرد تبجحات غير قابلة للتطبيق.
وقال قاسمي في مؤتمر صحفي أمس: «إن سياسة إيران الخارجية على مدى السنتين الماضيتين تركزت على تنمية الاقتصاد والصادرات غير النفطية ولديها برامج محددة لممثلياتها في دول العالم بخصوص موضوع الصادرات» مشدداً على أن إيران تستخدم كل الأدوات لإفشال المؤامرات المعادية لها.
ونفى قاسمي الشائعات المتداولة حول نقل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين رسالة إيرانية إلى نظيره الأميركي ترامب خلال لقائهما أمس في هلسنكي موضحاً أن لا علاقة لطهران بالقمة بين الجانبين. واعتبر قاسمي أن إصرار المجتمع الدولي على الإبقاء على الاتفاق النووي لما حققه من إنجازات دبلوماسية دفع إيران للحفاظ على التزامها به مشيراً إلى أن اجتماع فيينا الأخير تضمن المطالبة بضمان مصالح إيران في الاتفاق النووي والسعي لتبديد مخاوفها.
وأضاف قاسمي: «ننتظر من شركائنا في الاتفاق النووي التوصل إلى اتفاق بشأن الرزمة الأوروبية الضامنة لمصالح إيران». وبيّن قاسمي أن طهران لا تربط كل القضايا بالاتفاق النووي كما أن محادثاتها مع الدول الباقية في هذا الاتفاق مستمرة لافتاً إلى أن هناك تقدماً جيداً حيث حقق اجتماع فيينا لإيران خطوات إلى الأمام ونأمل في المحادثات المقبلة التوصل إلى نتائج إيجابية.
من جهته قال وزير الخزانة الأميركي ستيفن منوتشين: إن الولايات المتحدة تريد تجنب التأثير على أسواق النفط العالمية لدى إعادة فرض عقوبات على إيران وإنها ستدرس إعفاءات في «حالات معينة» إذا كانت الدول تحتاج إلى مزيد من الوقت لخفض مشترياتها من النفط الإيراني إلى الصفر. وقال منوتشين للصحفيين يوم الجمعة موضحاً تصريحات بعض المسؤولين الأميركيين: إنه لن يكون هناك إعفاءات، وحظر نشر تصريحاته حتى أمس الإثنين: «نريد من الناس خفض مشترياتها من النفط إلى الصفر لكن في حالات بعينها إذا لم يكن باستطاعتهم القيام بذلك بين عشية وضحاها فسندرس إعفاءات».
هذا وتدرس الولايات المتحدة وحلفاؤها إمكانية استخدام احتياطيات النفط الإستراتيجية المخزنة لديها لدعم معروض النفط في الأسواق، وكبح ارتفاع أسعار الخام في الأسواق.
وذكرت صحيفة «وول ستريت جورنال»، نقلاً عن مصدر، أن إدارة الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، تناقش هذه الخطوة لمنع حدوث قفزة جديدة في أسعار النفط. وكان الرئيس الأميركي، اتهم منظمة «أوبك» مراراً بالوقوف وراء ارتفاع أسعار النفط، وطلب منها اتخاذ إجراءات لدفع الأسعار إلى الهبوط.
وفي مطلع تموز الجاري، أجرى ترامب مكالمة هاتفية مع الملك السعودي، سلمان بن عبد العزيز، أكد خلالها الأخير استعداد المملكة لزيادة إنتاجها النفطي بنحو مليوني برميل، تنفيذاً لأوامر سيده الأميركي لتعويض الخسائر الناجمة عن اضطراب الإمدادات من فنزويلا وإيران. وكانت أسعار النفط قد بدأت ترتفع، بعدما دخل اتفاق بين «أوبك» ومجموعة من المنتجين المستقلين، من بينهم روسيا، مطلع العام السابق حيز التنفيذ، ويقضي الاتفاق بخفض الإنتاج بواقع 1.8 مليون برميل في اليوم.
إلا أن الدول الـ24 المشاركة في الاتفاق، بقيادة روسيا والسعودية، قررت في حزيران، زيادة إنتاج النفط بواقع مليون برميل يومياً، بهدف تلبية الطلب المتزايد حول العالم، وتجنب حدوث تداعيات سلبية على الاقتصاد العالمي.
من جهتها حضت طهران المنظمة على رفض طلبات الرئيس الأميركي، برفع الإنتاج، بدعوى أن ترامب ساهم في ارتفاع الأسعار في الفترة الأخيرة، بفرضه عقوبات على إيران وفنزويلا.
وتخزن القوى العظمى في العالم كميات هائلة من النفط الخام في باطن الأرض أو في حاويات، ويشمل احتياطي النفط الإستراتيجي في الولايات المتحدة نحو 679 مليون برميل من النفط.
وبدأت واشنطن بتشكيل الاحتياطي بعد أزمة النفط في 1973، حينها أوقفت الدول العربية المصدرة للنفط صادراتها، رداً على الدعم الأميركي لإسرائيل خلال حرب عام 1973.

وكالات

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن